مركز أدفانس و “وثبة حقيقية للأمام”!
مررت كثيرا بشارع “الجزار” في الرياض – الخرطوم ولم أكن أظن أن مركز “أدفانس” هو المركز المعني بالنشاط الكبير ومسابقة “المختبرات الطبية” الضخمة التي جمعت 12 كلية من الجامعات السودانية في مجال المختبرات على مستوى السودان.
قدر الله ألا أحضر ضربة البداية في يناير بالرغم من حرصي على المتابعة لأن هذه المناشط ترد للسودان سمعته وعافيته الطيبة وتحسن صورة السودان الدولية أو بالأحرى تكشف الستار عن الصورة الحقيقية للسودان … لأن مستوى الكليات والمختبرات متقدم بكثير ويفوق مستوى معظم دول الجوار والإقليم. لقد صادفتني هذه المفارقة أيضا في مجال التصنيع الدوائي وكتبت عنها من قبل فالسودان سمعته مثل الجنيه الدهب في عدد من دول الجوار وذلك لأن أسواقهم تفور بالأدوية المغشوشة والرديئة وتجدهم ينتظرون الدواء السوداني بفارغ الصبر.
جنوب السودان رد الله عليه نعمة الأمن والاستقرار خير نموذج لما أقول إذ تسبب إغلاق الحدود في إغراقه بالأدوية القادمة من آسيا عبر المحيط الهندي ودول شرق أفريقيا وبعضها ينطبق عليه بيت الشعر “وداوني بالتي كانت هي الداء”!
فيما يتعلق بموضوعنا وهو مسابقة مركز “أدفانس” فما أتمناه وأقترحه على هذا المركز “الوثاب” للأمام أن يوثق كل أعماله وكل تفاصيل المسابقة في فيلم وثائقي يصلح للبث العالمي … فيلم باللغة العربية، الإنجليزية والفرنسية … فيلم لا يتجاوز الربع ساعة ولكنه مخدوم و”مَكَلّف” يكون عنوانا لهذا النجاح الذي تحقق.
الجانب المهم للغاية في نشاط هذا المركز أجده في فقرة صغيرة في ذيل خبر نشرته الصحف قبل أيام … هذا “الذيل” في الحقيقة “رأس كبير وخطير”.
يقول الخبر … والجدير بالذكر أن “أدفانس” من أهم المراكز الرائدة في مجال تدريب كوادر المختبرات الطبية على مستوى السودان حيث أدخل المركز أحد أهم الشهادات العلمية على مستوى العالم من الجمعية الأمريكية لعلماء الأمراض السريرية.
هذا الخبر من النقاط الترجيحية للسودان في إلغاء المقاطعة الأمريكية الظالمة للسودان ولأمريكا ذاتها … ومن باب المصادفة قرأت خبرا قبل فترة في مجلة أمريكية يقول إن المقاطعة التكنولوجية للسودان ضارة بأمريكا ومفيد لنظام الخرطوم الذي تعاديه أمريكا … طبعا المجلة تريد كسر الحصار لأهداف تخص الشركات الأمريكية المتضررة وهي شركات “السوفت وير” وتقانة المعلومات عموما ومن أجل هذا خلطت الموضوع بالمبررات السياسية وقالت إن تردي “السوفت وير” في السودان يهدد عمل الناشطين المعارضين للنظام ويمنح الحكومة مبررات لإضعاف الإنترنت بذريعة الأعطال الفنية … ولكن السبب الحقيقي للمجلة أو لقطاع “البزنس” في هذا المجال أن البرمجيات الأصلية عندما تختفي يتسع سوق البرمجيات المقلدة وهو ما قد يشجع دول أخرى خارج المقاطعة أن تتجه نحو التقليد الرخيص الذي ستزداد جودته بسبب التجريب … وهذه قاعدة معروفة … كلما ازداد تجريب سلعة وزاد الربح منها استفادت الجهة المصنعة لها وطورت من علمها.
أعزائي القراء … المقاطعة الأمريكية لا تهدمها الخطب والمهرجانات السياسية إنما يهدمها الدخول العملي في خطوات تحدث ثقوبا في جدار المقاطعة … أن تنشط الشركات والمراكز السودانية في تمزيقها في الجوانب الطبية والتقانية والإنسانية و…
وبعد ذلك يصبح دعاة المقاطعة والمحرضين عليها في “بلاد العم سام” معزولين وغيرهم أعلى صوتا وأقدر على تقديم فوائد ملموسة للرأي العام الأمريكي ..!
وفي هذا السياق يجب أن نقرأ إنجاز “ادفانس” ووثبتها في توطين الشهادات الأمريكية الطبية في السودان ..!
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني