زاهر بخيت الفكي

اضربوهم بيدٍ من حديد..!!


اضربوهم بيدٍ من حديد ولا تُبالوا.
صور مؤثرة انتشرت قبل أيام قلائل لشهداء شرطة الجمارك السودانية (الخمسة) وقد تحلّقوا حول براد شاي وضعوهوا في لداياتٍ وقودها الحطب في مكانٍ لا أثر للحياة فيه قبل استشهادهم بساعاتٍ قليلة عليهم الرحمة ، كآبة المكان وصعوبته ، وبؤس المشهد ووحشته ، وضعف العائد المادي وقلته ، لم تحول بينهم والعمل باخلاصٍ في حماية مُكتسبات وطن أقعدته الأنانية وضيّعت ثرواته الأطماع الشخصية ، رأينا صورهم وهُم يرتكزون بلا خوف في تلك البقاع النائية لعرقلة طريق من امتهنوا التهريب ومنعهم من المُتاجرة والتكسُّب على حساب مصلحة الوطن والمواطن .
استشهد هؤلاء الأبطال بعد قتال عنيف مع من باعدت الأنانية بينهم والإنسانية ، ومن غيبتهم المكاسب الرخيصة وصيرتهم عبيداً لشهواتهم الدنيئة ، وجعلتهم يفعلون لأجل تحقيق أهدافهم واشباع رغباتهم الوضيعة كُل مُحرمٍ ممنوع ، ومن يقترِف جريمة قتل النفس التي حرم الله قتلها بلا مُبالاة فلن يتوانى عن فعل أي كبيرة أخرى ، اغتالوهم بوحشية لا رحمة فيها ليعيشوا هُم ويستمتعوا بما اكتسبوه من مالٍ مشبوهٍ مُلوّثٍ بالدماء ، ستظل تُلاحقهم أرواح هؤلاء الأبرياء أيّنما حلّوا وتتراءى لهم صورهم كُلما ازدردوا من مالهم الحرام لقمة.
القصاص واجب في حق من ارتكبوا هذه الجريمة البشعة ومن أطلقوا في صدور هؤلاء الفتية من الطلقات ما يكفي لقتل المئات ، وانصرفوا تدفعهم نشوى الفرح بالانتصار والقُدرة العالية على فعل هذا الجُرم الشنيع ، ضرب رقابهم في ميدانً عام يُحشد له الناس لن يشفي الغليل ولن يُساوي القليل في حقهم ، اضربوهم بيدٍ من حديد حتى تستيقظ قلوب من غافلوا الرقيب ومارسوا هذه التجارة القذرة ولم يُكتشف أمرهم ، ولا تأخذكُم الرأفة أبداً بمن صوّبوا بنادقهم عمداً لاغتيال حُماة الوطن ، تمدّد هؤلاء في حدود بلادنا المفتوحة وتوسّعت تجارتهم في قوت الشعب (على قلته) وتضاعفت مكاسبهم ، ولن يتوقفوا أو يقل نشاطهم (إن) لم يجدوا العقاب الرادع الذي يستحقونه.
دم هؤلاء الشُهداء في رقابنا جميعاً وقد قدموا أرواحهم الغالية رخيصة في سبيل أن تستقيم الأمور ويتعافى الاقتصاد المُحتضر من العلل التي تحتوشه والتهريب أولها وأخطرها ، ولن يتم تعطيل نشاطهم إلّا بدعم شرطة الجمارك وتمتين أدوات الحماية ورفع قدرات أفرادها القتالية وتوفير ما يلزمهم من مُعينات لمجابهة جيوش التهريب التي انتشرت في كُل مكان ، وإلّا فلن تتوقف حالة الحُزن عند حادثة هؤلاء الشباب (الخُلّص) ودفتر الشرف في الجمارك مملوء بأسماء الشُهداء من الرتب العُليا والدنيا ، نسأل الله أن يتقبلهم عنده قبولاً حسنا.
قبل الخروج..
تكريم الملازم أول محمد شرف والعريف فؤاد ساجور بعد اطلاق سراحهما تكريم لهما ولهؤلاء الشهداء.
الجريدة
زاهر بخيت الفكي