رأي ومقالات

الجندي .. (المشير)

قادتنا دروب الاعلام يوما انا واخي ورفيقي عثمان الجندي الى دار الهرم الاعلامي الدكتور / عبد المطلب الفحل نقصده لنحظى بمشاركته في انتاج برنامج جديد ولما بدا الجندي يبسط الفكرة بحماس ويغوص في تفاصليها صاح الاستاذ الفحل : انت قلت لي اسمك منو ؟ قال له : الجندي فما كان من استاذنا الفحل الا ان يعبر عن اعجابه بالفكرة بطريقته الخاصة وبصاحبها فقال له : انا اديتك مشير .

من يومها ظلت هذه العباره تقترن في ذهني مع طاقة الجندي المنفجرة في توليد الافكار والمبادرات والسعي الى خدمة الناس بلا من او اذى يتحرك باسم الجندي وهو عندنا برتبة المشير في فعل الخير وبذل المكرمات .

لم استغرب والمنظمة الدولية للعمل التطوعي تختاره ضمن مائة شخصية مؤثرة في القيادة التطوعية بالوطن العربي ، فقد قدم الجندي ومعه ثلة من المتطوعين تجربة فريدة ممثلة في مجموعة (جانا) والتي بدات نشاطها في 24/يونيو 2014 تحت مسمى مبادرة “جانا الخريف” حيث عملت المجموعة في بادئ الامر كجهاز انذار مبكر لدرء كوارث الخريف والسيول التي تتأثر بها اجزاء من السودان، من خلال نشر الرسائل التحذيرية والإرشادية وحالة الطقس اليومية وتوقعات الخريف وصور السحب وارتفاع مناسيب النيل عبر الوسائط الإعلامية وتقديم السند الإعلامي للجهات العاملة في مجال الخريف بالإضافة إلى نشر صور الأماكن المتأثرة بالأمطار والفيضانات وتحويلها إلى جهات الاختصاص.

ووجدت المجموعة نفسها امام تحديات متجددة لسد حاجة المجتمع في الجوانب الخدمية فكانت مبادرة شارع بيتنا وهي تختص بالنظافة والحفاظ على البيئة ،حيث تم تنظيم عدد 17 حملة نظافة كبري وترتب على ذلك تحريك المنظمات والأحياء لقيادة حملات للحفاظ البيئة, وايضا مبادرة “لم الشمل” التي عنيت باطلاق سراح الغارمين في السجون وانطلقت في العام 2015 بمناسبة شهر رمضان وحملت الرقم واحد وفي عيد الفطر حملت المبادرة الرقم اثنين واختتمت في العام 2015 بالرقم ثلاثة بمناسبة عيد الاضحى وأطلقت سراح 200 غارم وغارمة وتواصلت وفقا لإسهام الخيرين.

واعمال المجموعة عصية على الحصر ولا تتسع المساحة لذكرها لكني وبحكم قربي من رئيس المجموعة وقادتها اتوقف عند بعض المحطات المهمة في مسيرة المجموعة مثل مبادرة “سقيا جانا” وهي خاصة ببناء مبردات من الطوب الحراري للمدارس الطرفية والتي تم عبرها تشييد عدد سبعة مبردات ، وتسليم (كولر) لمعهد سكينة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة و(كلر) لصالح نزلاء سجن سوبا الشهير , وايضا اشير الى “جانا مدارس” وهي مبادرة لتكافل الطلاب فيما بينهم، كما ضرب اعضاء المجموعة مثالا باهرا في الايثار بجمعهم التبرعات من مالهم وتوجيه المبلغ إلى علاج اربعة اطفال مصابين بداء السكري وذلك عندما يصادف ذكرى ميلاد احدهم وهو بعد جديد وفريد للتوقف عند الذكرى ولكن في حضرة الانسانية ، وايضا اعجبتني مبادرة “عيون جانا” وهي خاصة بالمخيمات العلاجية الخاصة بطب العيون شراكة مع مؤسسة البصر الخيرية العالمية والجمعية الطبية الإسلامية ومنظمة الحبر لطب العيون ورعاية طلاب معهد النو وذلك لتوفير المراجعة الدورية للبصر.

وفي مجال التعليم اشرقت مبادرة “حقيبتي صديقتي” وخصصت جدول ثابت للمحاضرات المدرسية لتخفيف حمل الحقيبة على التلاميذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم وصدر قرار الزامي بثبات جدول الحصص للمدارس كافة، ومبادرة جانا الزيارات الليلية تمثل ايضا واحدة من ابواب الخير التي يدلف منها الجندي وصحبه فهي مبادرة رمضانية تتمثل في زيارات تبدا بعد صلاة التراويح للأرامل وأمهات الأيتام وهدفت الزيارات إلى تقديم حقيبة رمضانية ودراسة لحالة الأسرة ثم تحويل الحالة إلى مبادرة “جانا مشاريع” ويتم تمليك الأسرة مشروع انتاجي وفقا للدراسة، ومبادرة جانا مشاريع هي مبادرة خاصة بتمليك مشاريع إنتاجية صغيرة لأسر الأيتام وأصحاب الحالات الخاصة عن طريق ربط الحالات بالمساهمين.

ولا يتوقف عطاء المجموعة المبارك عند هذا الحد فهي تقوم بمساهمات عديدة في مجال سداد تكلفة العلاج ورسوم الطلاب بإطلاق نداءات عبر “الواتس اب” للخيرين لجمع المال اللازم لسد الاحتياجات.

ما يثير الاعجاب في هذه الاعمال الجليلة انها اولا انجزت بدون ميزانية تشغيلية (صفر) بل كان اعضاء المجموعة هم من يتكفلون بالنفقات الادارية ، والامر الثاني هو التوظيف المثالي لوسائل التواصل الاجتماعي وبناء شبكة من الاعلاميين الذين تربطهم مع المبادرة قناعات ومباديء في اهمية الترويج للاعمال الايجابية وحض الخيرين على المساهمة مما اتاح للمجموعة فضاءا واسعا لبسط رسالتها وجذب كل من يرغب ان يشارك في نفير الخير .

كان الجندي شعلة المجموعة و(الدينمو) الذي لا تهدا حركته للدفع بكل فكرة الى غاياتها لسد حاجة ما او مساهمة ما ومعه كوكبة من الزملاء والزميلات نذروا انفسهم لهذا العمل فحق لهم ان يفتخروا بما قدموه وان يسعوا لان تتحول تجربتهم الى مشروع يبعث الامل في نفوس الشباب للائتلاف والتعاضد في تقديم ما ينفع وطنهم وامتهم .
التحية للجندي (المشير ) وهو يغرس فسيلة هنا ، ويوقد شمعة هناك ، ويرسم لوحة للوطن بكل الالوان .

بقلم حامد عثمان
*الصورة اعلاه .. عثمان الجندي