زاهر بخيت الفكي

كُفوا عن بيعِ الوهم..!!

لم نعُد نشُك مُطلقاً بأنّ (للوهم) في بلادنا المعلولة تجارة رائجة وله فيها أسواق ومعارض ومؤسسات متعوب فيها ، بعضهم يُبيعونه في عُبواتٍ (غالية) والبعض الآخر يفترشونه في الأرض يسومونه بثمنٍ بخسٍ في الأسواق وملمات الناس ، ويُهيمن على تجارته من يظنون بأنّ السلطة بكاملها قد دانت لهم ، وتناسيهم في غمرة فرحهم بها أنّ محطة البؤس التى وصلناها اليوم كانت نتاج لمثل هذه التصرفات ، وبسبب الوهم الذي كان تُسوّق فيه الإنقاذ لنا ، صدقوني أنّ البعض منهم ما زال يعتقد اعتقاداً جازماً بأنّا كأطفال سُذج يُدارون عنّا وراء ظهورهم أشياءنا ويجيبون علينا بكُل بساطة (إن) سألنا عنها بكلمة (ببّح) ويظنّون ظناً أقرب لليقين بأنّا صدقنا فريتهم وانطلت علينا خدعتهم .
يردح بعض من يُعرِّفون أنفسهم بالخُبراء في قوى الحُرية والتغيير هذه الأيام (ردحي) شديد في الصُحف والوسائط الأخرى في موضوع رفع الدعم (الكامل) عن الوقود يُعارضونه بشدة ويُهدّدون بشارعٍ جاهز للخروج وقلب الطاولة على وزير الطاقة ورفاقه في مجلس الوزراء ، ولا تنسى عزيزي القارئ الكريم أنّ السيد حمدوك رئيس الوزراء ومن تبقى من الوزراء ووكلاء الوزارت تمّ ترشيحهم بواسطةِ قوى الحرية والتغيير ومن لم يتم ترشيحه بواسطتها توافقوا عليه ، وبالطبع ليس منهم من يتبع (للدولة العميقة) التي يخافونها حتى يُعرقل سياسات قحت ويفعل ما يُعيق مسيرتها في استكمال المدنية (الحُلم) .
نسأل السادة الخُبراء عن الوقود (مدعوم وتجاري) أين يتوفّر الأن حدثونا عن مكانه حتى نُعارض معكم ونخرج للطُرقات في حال وجوده لنُترِّسها ونحرق فيها اللساتك حرقاً حرقا (إن) وجدنا بنزيناً نحرق به (أصلاً) حتى تعود الحكومة لرشدها وتلغي حكاية تحرير الوقود (المعدوم)..؟
نقول للخُبراء الأفذاذ وليتهم يسمعون إن كان لكم ثمة علاقة بالواقع البئيس وأهله لما أكثرتُم من التصريحات ورفعتُم أصواتكم بالمُعارضة ، وما دُمتم تتحدثون بلسان الحُرية والتغيير ومفاصل الدولة جميعها اليوم بيدكم وتحت تصرفكم لماذا لم تُساهموا في حل هذه المُعضلة ، وقد مرّ عام كامل على استلامكم للسلطة أيها (الخبراء) ، هل حدثتمونا يوماً عن أي حل عملي قدمتموه يدعم تصريحاتكم (المملة) في الصحف والقنوات ونقدكم المتواصل لآداء الحكومة العاجزة عن الحل..؟ ، كُفوا بالله عليكم من الكلام (النظري) وابحثوا لنا إن كُنتُم حقاً (خُبراء) عن حل تدور به عجلة الحياة من جديد لبناء دولة المدنية وإلّا فالسكُات أفضل من النضم الساي.
هل يعلم الإخوة الخُبراء أنّ جالون البنزين اليوم في السوق الأسود للمحظوظ من الناس بمليون جنيه ورُبما أكثر للمُضطر في داخل ولاية الخُرطوم..؟ ولا تسألوني عن مواطن الجنينة والدمازين وغيرهما من مدن الولايات الأخرى بكم يشتري جالون البنزين والجازولين ، وهل بغيرهما تستقيم الأمور..؟
الجريدة
زاهر بخيت الفكي