حلب تطرق أبواب “غينيس” بأكبر قطعة صابون غار في العالم… وفيديو
يقضي شرف الدين دهان معظم ساعات نهاره بين زوايا خان الصابون التاريخي وسط حي (أغير) بمدينة حلب، والذي عادت إليه مؤخراً روائح صابون الغار مع استئناف الخان عمله من جديد، بعد سنوات من الحرب.
بالمصادفة فقط، تزامن افتتاح خان الصابون مع التزايد المخيف لإصابات “كورونا” حول العالم، الأمر الذي “دفعنا إلى صناعة أكبر قطعة صابون غار في العالم، على سبيل تشجيع الحفاظ على النظافة لما لها من دور كبير في مواجهة الانتشار الوبائي للفيروس”، وفق ما شرح شرف الدين لـ “سبوتنيك” وهو يقوم بترتيب قطع صابون الغار بأنواعه المختلفة بين زوايا الخان، ليقدمها إلى الزوار بطريقة تعرض مزاياها وفوائد استعمالها، إضافة إلى لمحة تاريخية عن هذه التي ورثها عن أجداده.
شرف الدين، وهو مدير المبيعات والتسويق في الخان، أكد أن: “تاريخ صناعة صابون الغار يعود إلى ما قبل 2000 عام قبل الميلاد، وهي مهنة يدوية بحتة حيث تتم صناعته دون تدخل أي آلة” يتحدث شرف لـ “سبوتنيك”، ويضيف حول المراحل الأساسية التي تمر بها عملية صناعة الصابون “يتم وضع المادة السائلة المكونة من زيت الغار وزيت الزيتون الطبيعيين ودون أي مواد أخرى ضمن قالب كبير يسمى بين أهل المهنة بالزورق الكبير، ثم يمدّ على الأرض ويترك من يومين إلى ثلاثة أيام حتى يجف، ثم يقطع ويترك لمدة 6 أشهر، لتتم بعدها تعبئته وتصديره”.
وتشتهر مدينة حلب السورية شمالي البلاد بعدد من المهن التراثية المتوارثة بين الأجيال، لعل أبرزها صناعة صابون الغار العريق والزعتر الحلبي إضافة إلى صناعة زيت الزيتون الطبيعي والنحاسيات والحرير الطبيعي، ويعود تاريخ نشأة خان الصابون إلى حوالي الـ 400 سنة، حيث بناه الأمير “أزدمر” في بداية القرن السادس عشر للميلاد، وكان محطة للقوافل التجارية وتبادل البضائع ولكنه بات بعد ذلك مخصصاً لصناعة وبيع صابون الغار الحلبي الشهير.
يسعى اليوم خان الصابون إلى دخول موسوعة “غينيس” العالمية للأرقام القياسية، عبر أكبر قطعة صابون غار في العالم التي تتوسط الخان بوزن بلغ 1520 كغ، واستغرقت صنعها قرابة العامين، بحسب شرف الدين الذي أوضح لـ “سبوتنيك” طريقة صنعها بالقول: “تم تشكيل هذا اللوح العملاق ضمن قالب خشبي وعلى مرحلتين، في المرحلة الأولى صنعنا نصف اللوح تقريبا، ثم عدنا وأكملنا النصف الأخر، ثم تركناه أكثر من عامين حتى يتماسك لنتمكن بعدها من فك القالب الخشبي عنه، ثم قمنا بحفر اسم الشركة عليه بشكل يدوي”.
بحسب شرف الدين الذي أوضح لـ “سبوتنيك” طريقة صنعها بالقول “تم تشكيل هذا اللوح العملاق ضمن قالب خشبي وعلى مرحلتين، في المرحلة الأولى صنعنا نصف اللوح تقريبا، ثم عدنا وأكملنا النصف الأخر، ثم تركناه أكثر من عامين حتى يتماسك لنتمكن بعدها من فك القالب الخشبي عنه، ثم قمنا بحفر اسم الشركة عليه بشكل يدوي”.
وفي ركن خاص من أركان خان الصابون، عُلقت لوحات بأسماء العائلات الحلبية العريقة التي عملت على مر السنين في حرفة صناعة صابون الغار أو كما يصفهم الحلبيون بـ “شيوخ الكار” وذلك تكريماً لإسهاماتهم في هذه الصناعة، بالإضافة إلى عينات تحت اسم كل عائلة من انتاجاتها لصابون الغار بأشكاله وأنواعه المختلفة، ومن أهم هذه العائلات هي “جبيلي، زنابيلي، ميري، كيفو، شامي، زهرا، صابوني..” وغيرها.
يصدر اليوم الخان صابون الغار إلى مختلف أنحاء العالم، حيث تجد هذه القطع الصابونية المشغولة بحرفة وإتقان قل نظيره طريقها إلى أسواق دول عديدة مثل فرنسا والإمارات والعراق والأردن وغيرها العديد من الدول.
وتعرض خان الصابون خلال سنوات الحرب على سوريا إلى ضرر كبير، إلا أن القائمين عليه وبالتعاون مع محافظة حلب تمكنوا من إعادة ترميمه وافتتاحه من جديد خلال عام 2020، ليتضمن الخان إلى جانب صابون الغار، أقساماً خاصة بالحرف اليدوية التي تشتهر بها مدينة حلب مثل صناعة النحاسيات والشرقيات وزيت الزيتون الطبيعي.
سبوتنيك