الطيب مصطفى

الطيب مصطفى يكتب: أين الخلل؟!

] أغناني الشاب (الكتاب) محمد تاج السر عن إعادة ترديد الحجج التي ساقها في مقاله الذي ارجو منكم ان تقرؤوه اسفل هذه المقدمة] ركز الاستاذ محمد تاج السر على التناقض بين القول والفعل وبين نصاعة الشعارات وسوء التطبيق في سلوك قبيلة اليسار التي تعرت حتى من ورقة التوت بعد ان انكشفت حقيقتها وبان عوارها
وثبت بالادلة القاطعة أنها لا تصدر عن اخلاق انما عن تهافت على لعاعة الدنيا وزخرفها، ولا تنطلق من مبادئ إنما يحركها هوى الانفس الشح سيما بعد ان مرغ الرئيس (العسكري) البرهان انفها في التراب واثبت للعالم اجمع انه الحاكم الفعلي الاوحد الذي حطم ثوابتها ومرغ انفها في التراب، خاصة في قضية التطبيع مع العدو الصهيوني.
بدلاً من ان ينتصروا لمبادئهم ويركلوا تحالفهم ويفضوا الشراكة مع العسكر انحنوا للعاصفة واستكانوا، الامر الذي كشف للشعب السوداني بل للدنيا باجمعها ان المصالح الشخصية عند هؤلاء الكذابين تعلو على المبادئ ، ولا عزاء للثورة والثوار ولا لشعارات مدنياااااااو التي صدعوا بها رؤوسنا، فهلا سكتوا (وانطموا) بعد ان انفضحوا امام عين التاريخ؟
أدناه مقال الاستاذ محمد تاج السر :
القادمون الجدد صدعوا رؤوسنا بفساد النظام ،وصدقهم الأتباع واللاغون عقولهم.. ثم لما دان لهم الأمر اكتشفنا أنهم أفسد من مشى على أرض السودان.. فساد تفوح رائحته النتنة على بعد مئات الأميال.. وبحيل وألاعيب لا تنطلي على طفل (بريالته).. شخصيات باهتة وساذجة رتعت في أموال الشعب السوداني.. ثم اختلفوا شأن كل اللصوص ففاحت الرائحة..
كانوا يوهمون الأتباع والرعاع بالتظاهر والاحتجاج على رفع الدعم عن الوقود.. يقدمونهم قرابين للرصاص والموت.. ثم ما إن تربعوا على مقاليد الحكم ذات يوم كالح السواد حتى أعيتهم إدارة البلاد وهزمتهم صفوف الرغيف والوقود والغاز.. ولم يرتاحوا حتى رفعوا الدعم متوهمين أنه حل للمشكلة..
كانوا يدينون العنف والقتل في التظاهرات والمواكب.. ويدبجون البيانات الرافضة للقمع وضرب المحتجين.. فلما أصبحوا هم الحكام ذات صباح أسود وخرج عليهم من أتوا بهم محتجين على المعيشة الضنك والأوضاع المستحيلة قمعوهم بوحشية تفوق الوصف.. وارتفع عدد من الشهداء بأيدي من صعدوا على دمائهم وأشلائهم والأرواح ، وتنكروا لوعودهم للشهداء..
أدانوا التمكين والمحسوبية وتعيين المحاسيب والأقارب والأصدقاء ،فلما وصلوا للحكم مارسوا هذه الرذائل بصورة يندى لها الجبين.. جبين الخجل والإنسانية والشرف والكفاءة.. وفصلوا الآلاف للصالح العام الذي طالما أعادوا أسطوانته المشروخة على أسماعنا..
عندما تأتي للحكم في أعقاب نظام وصفته أنت بالفشل والفساد والقمع.. فمن المخجل أن تفوقه في الثلاث.. مخجل أن تلازمك صفات الفشل والفساد ثم تضيف إليها القمع حتى لأتباعك.
هذه المخازي التي تمارسها هذه الحكومة التي ضيقت على الناس سبل العيش والبقاء وضاعفت الأسعار وداست بسياساتها الخرقاء على الجنيه فكاد يلفظ أنفاسه، تلجأ الآن للحيل والأحابيل التي تنطلي على الكثيرين.. استغلت أزمة الكورونا أبشع استغلال لتبقى شهوراً إضافية.. حظرت التجول ومنعت التجمعات ووزير الصحة يشارك في المواكب، بعد أن أزهق أرواح الشعب بإغلاق المشافي ثم ذهب تشيعه اللعنات والفشل واللصوصية.. والباقون في الطريق.
التطبيع والزخم الذي يدور في الوسائط ونقاشات الناس ومجالس المدينة وتجمعاتها، بين مؤيد ومعارض هو الخديعة الثانية لإلهاء الناس وشغل تفكيرهم عن الواقع المرير والندرة والغلاء ورفع الدعم والجوع.. وقد انطلت الخدعة على الكثيرين والغالبية فصدقوها ثم انقسموا كالعادة بين مؤيد ومعارض.
يكفي التدليل على صحة النظرية والملهاة العبثية التي تقوم بها الحكومة الفاشلة أن الأطراف التي كان ينبغي أن تكون أشد رفضاً وعداءً للتطبيع مع الكيان الصهيوني داخل الحكومة والتي يتعارض التطبيع مع ايدلوجياتها ما زالت متشبثة بمقاعدها تشبث اليتيم بالغرباء. لم تحتج او تغادر او تستقيل.
هذه ملهاة لشغل الناس وتشتيت تفكيرهم، فبدلاً من خروجهم ضد الجوع والغلاء والفشل يخرجون ضد تطبيع مع حكومة مهزوزة قد لا تعمر شهوراً.. فهلموا نخلعها اولاً ثم ننظر أنطبع أم نمتنع.

الطيب مصطفى – صحيفة الانتباهة