الطيب مصطفى

الطيب مصطفى يكتب: من كل شدره عصا!


أرجو أن احيلكم إلى ما كتبه الاستاذ محمد تاج السر صاحب عمود (بدون سكر) من خواطر لا تحتاج إلى تعليق:

من كل شدره عصا!

وقف أمام (الكاشير) بوجل.. تحسس جيبه ثم ألقي نظرة على قائمة الطعام.. كان يمني نفسه بوجبة فول تسد جوعه.. وجد طلب الفول ومكتوب أمامه مائة وثمانين جنيه.. تذكر يوم خرج للشارع يهتف ضمن آخرين(جوعتا الناس يارقاص)..كان سعر طلب الفول يومها بعشرين جنيهاً..ضغط علي أسنانه بغضب وغادر المطعم..(نفسو أنسدت) عندما تذكر أيضاً أن أحدهم أرسل (فاتورة فول) للإعتصام بملايين الدولارات.. فول بس..!!
إقترح على هوانات الثورة وقد أعياهم فتح المدارس والجامعات وأعيت الطلبة المصاريف والمواصلات أن يكون التعليم بالمنزل.. يدرس الطالب مقرراته..علي أن تكون لجنة من وزارة التعليم ولجان المقاومة والثوار والشفاتة للمرور علي المنازل وامتحان الطلبة من منازلهم.. !!
السيول والنيل يحكمان قبضتهما على القرية.. إتصل بعض السكان بأحدهم كان يعمل بمنظمة خيرية قبل أن يتسلط عليها القحاطة ويغلقوا مقرها وحسابها بالضبة والمفتاح.. حضر بعربته ومعه معينات الترس.. استقبله بعض (الموهومين) وأدعياء النضال بالهتاف الببغائي السمج(كوز.. كوز)..تصدى أهل الحلة للهتيفة مهددين بجعلهم ترساً إن لم يلتزموا الصمت.. أحد الكبار خاطبهم قائلاً: (إنتوا أمشوا ترسوا الشوارع مع البنوت.. شغلة الرجال دي قاسية عليكم).. إنصرفوا يجرجرون أذيال الخذلان.. لقد( فكت) السكرة.. !!
إشتهر في نقاشاته السمجة في وسائل التواصل بالعنف والمقارنة واستعمال العبارة القميئة (انتو تلاتيييين سنه…)..أحد العاملين القدامى معه في المؤسسة خاطبه قائلاً: (يافلان انتا التلاتين سنه دي كنتا وين ؟! ماقاعد في كرسيك دا وعندي ليك صورة رافع أصبعك (واحد) وواقف ورا المدير.. واللا عشان كشف الإقالات جاري التجهيز )..مرت دقيقتان ثم أتاهم الأشعار..(الإنتهازي غادر)!
جاؤوا به للمناهج ففشل .. أبغضه الناس لآرائه الفجة الفطيرة التي لاتصدر إلا من نفس بليدة..لماذا يترك مهمته ويتبرع للقيام بدور وزارتي الداخلية والنقل ؟! كلما تكلم زاده حديثه عند الناس بغضاً..لايحبذ فتح المدارس والجامعات لئلا يثور الطلاب من المنصرفات والجوع.. هل تذكر حديثك عن السخينة أيها الرجل(البصلة)؟!
أخبرني أحد الثقات أن الرئيس البشير قال كلاماً مشابهاً لما قاله عبود حين رأى التظاهرات ضده .. وقد كان بإمكان كليهما أن يقمع المتظاهرين كما فعل من قاموا بفض الإعتصام .. بل كان بإمكان البشير أن يخرج من الأزمة الإقتصادية برفع جزئي للدعم لا يعدل ربع الذي قام به القحاتة الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها ضد البشير لئلا يفعل يفعل ما فعلوه اليوم أضعافاً مضاعفة .. معاصرو عبود بكوه بالهتاف(ضيعناك وضعنا وراك)..أما معاصرونا فمازال يمنعهم بعض الخجل وشيئ من العناد والمكابرة..التي (صنعت خصيصاً للسودان) ..!!
الرجل ذو اللحية الحمراء المغرم بالتحالفات حتى مع إبليس ذات نفسه بشرط أن يرأس هو الأخير و(يتكلم كتير)..استضاف الجنرال الملياردير لحلب بعض ملياراته لصالح نفرة الحزب النسائية.. لن يتكلم أحد عن الخيمة المحروقة وفض الإعتصام وانسحاب القيادات.. فالورق (المقسطر) يخرس الألسن.. و(دبيب في خشما جرادايه ولا بعضي)..!!
أقترح علي لجنة التمكين بعد مصادرة الأموال والدور والقصور والممتلكات وإعتقال الرجال والنساء بدون محاكمة.. أن تصادر أيضاً الخبرات المتراكمة في عقول (بني كوز)..كيف أنشأوا مئات الجامعات والكليات والداخليات وسيروها وحافظوا علي البلد بلا صفوف(تلاتييييين سنه)..ودعموا الخبز والوقود .. و(رجعوهم السجن تاني).. ليضحكوا عليكم وعلى غشامتكم ملء الأشداق!!
عقب كل فيضان تتزاحم القصائد والأغنيات الركيكة من شاكلة (فاطر في كافوري وشعبك رقد في الطين)..أين هي الآن ، أم أن مطلقيها على قناعة أن البلد الآن بلا رئيس.. وتدار من مزرعة وقعدة وشلة قميئة وأنس غير بريء؟!
محمد تاج السر

الطيب مصطفى – صحيفة الانتباهة