جمال علي حسن

الحكومة الانتقالية.. الوطني لن يمتنع

[JUSTIFY]
الحكومة الانتقالية.. الوطني لن يمتنع

لا موضوع علاقة الدين بالسياسة ولا موعد الانتخابات ولا حتى قضية الحريات نفسها أو فك ارتباط الحزب الحاكم مع الدولة.. كل هذه القضايا لا تمثل العقدة الحقيقية في مشروع الحوار السياسي المطروح، لكن العقدة الحقيقية تتمثل في المطلب الذي تصر عليه كل قوى المعارضة ويرفضه الحزب الحاكم (الحكومة الانتقالية)..

هي (من الآخر كدا) مربط الفرس.. وجميعهم يصرون عليها ويتمسكون بها.. ولدي قناعة أن تكتيكات المؤتمر الوطني في التركيز على الحوارات الثنائية ونظرية (طاولة لكل حزب) على الرغم من أنها (شغلانية) متعبة بالنسبة للمؤتمر الوطني لكنه يحرص عليها لتليين رؤوس الأحزاب المختلفة في الصيغة المطلوبة للحكومة الانتقالية.

وقوى المعارضة وبسبب ضعف لياقتها السياسية على ما بدا لنا، هي التي تتيح للمؤتمر الوطني هذه الفرصة، فالوطني جاء للحوار بعقل سياسي حاضر وبديهة مستيقظة ومن حقه أن يلعب (بوليتيكا) طالما أن بعض قوى المعارضة مصابة بتأخر الفهم والالتقاط..

الترابي رفض الاتفاق الثنائي مبدءا الآن حسب ما يقول، ولكن يسار المعارضة الذي يبحث الترابي والصادق عن التوافق معه على رؤية مشتركة للحوار.. لم يستوعب الأمر حتى الآن ولا يزال يتمسك بشروط ما قبل الحوار..

فعلا لم يستوعب أن مطلب الحكومة الانتقالية ليس مطلبا خاصا ببعض قوى التحالف دون البعض الآخر بل هو مطلب مشترك..

ولم يستوعبوا أيضا أو يلاحظوا أن المؤتمر الوطني، وبرغم رفضه للحكومة الانتقالية، لا يزال يمضي في مشروعه المطروح وهو يعلم تمام العلم درجة تمسك قوى المعارضة بمطلب الحكومة الانتقالية.. وهذا يعني أن موضوع الحكومة الانتقالية بالنسبة للمؤتمر الوطني قابل للنقاش، وطالما أنه قابل للنقاش، فهذا يعني أنه بشكل أو بآخر يمكن أن يتم تمرير صيغة محددة ليس بالضرورة أن تكون مطابقة لرؤية القوى المعارضة لكنها صيغة توفيقية توفر الضمانات المطلوبة وتنجز خطوة الحوار بنجاح.

المؤتمر الوطني لو كانت قضية الحكومة الانتقالية مرفوضة عنده بشكل حاسم وقاطع، فإن أسلوبه المعتاد في التعامل مع المطالب المرفوضة بشكل قاطع يختلف عن الأسلوب الحالي في تعامله مع قضية الحكومة الانتقالية وهو مطلب معلن و(داقش أضانو).

المؤتمر الوطني يظن الآن في نفسه أنه متمكن جماهيريا أكثر من الأحزاب الأخرى ويشعر بأنه لم يعد هناك داع لأمور (الثلاث ورقات).. لكن تحالف أبو عيسى لم يستوعب الأمر، لم يستوعب حتى الآن أن المؤتمر الوطني يمكن أن يمنحهم أعلى درجة من الضمانات هذه المرة لاعتقاده الراسخ بأنهم ومهما كسبوا من أصوات وجماهير فإنه في النهاية يمتلك ثقلا جماهيريا وعضوية منظمة وملتزمة تنظيميا أكثر منهم.. وهذه الثقة في النفس تجعل من المحتمل أن يكون المؤتمر الوطني أكثر حرصا هذه المرة، على أن ينفذ للمعارضة ما تريد وأنه فقط يكسب الوقت الآن لتكون الصفقة مع المعارضة كالآتي:

الحكومة الانتقالية مقابل عدم تغيير موعد الانتخابات.. وتقبل المعارضة بذلك، لأن الشيء بالشيء والتنازل يجب أن يكون في مقابله تنازل من الطرف الاخر..

الوطني يريد أن ينفذ أمنية المعارضة بالحكومة الانتقالية ولكن مقابل شراء الوقت الذي يبدده الآن أبوعيسى والرفاق.

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي