زاهر بخيت الفكي يكتب الحل شنو يا هبة..؟
كُنّا نعتقِد بأنّ مؤسسة الرئاسة ترسُم لمن تأتِ بهم مساراتهم التي ينبغي أن يسيرون عليها ، وتمنح المُبدع منهم فُرصة الخروج عن المسار المرسوم إن وجد أنّ في الخُروج مجال للاضافة والانجاز ، كما يفعل أبطال المسرحيات في المسرح المفتوح في خُروجهم عن النص بلا (إخلال) للمزيد من الامتاع وجذب الجمهور ، ولكن أن يخرُج المسؤول عن المسار للمزيد من تأزيم الأوضاع المُتأزمة ولا يجد من يسأل أو يُحاسِب فهذا ما لا يجب السُكات عليه ، وهذا ما يدفعنا للسؤال هل لحكومتنا (اليوم) مؤسسة ترسُم وتُخطط وتتابع وتُحاسب أم أنّ الحكاية ماشة ساي بقدرة قادر بلا ضابط أو رابط.
يبدو أنّ دكتورة هبة محمد على الوزيرة المُكلَّفَة المُتكلِّفة والتي شهد لها من (جاءوا) بها بالكفاءة الدولية دخلت وزارة المالية مع زُمرة الشباب الذي جاءت بهم لجنة الاختيار للعمل في مداخل الخدمة لقلة خبراتهم ، ورُبما وجدنا فيهم من لديه القُدرة على الابداع ومن يستطيع أن يُديرها بشكل أفضل ، لم تتقدم الوزيرة بوزارتها خطوة واحدة للأمام ولم تُقدم شيئاً من الحُلول أو تطرح مُبادرة تُنقذ بها ما يُمكِن انقاذه (إن) كانت حقاً خبيرة ومُبدعة في مجالها (كما زعموا) ، ظلّت تجأر بالشكوى مع كُل صباح جديد في أنّ البلاد بلا مال ومواردها معدومة وعجلة الاقتصاد فيها تسير في طُرقاتٍ مُتعرجة لن تقود في النهاية إلى ما فيه صلاح البلاد وإلى حلحلة مُشكلاتها وانفراج أزماتها.
في أخر تصريح (كارثي) لها أقرّت الوزيرة بلا مُبالاة ودون أن يغمِض لها جفن بأنّ البلاد تُعاني من شُحِ في الموارد الاقتصادية ، وأنّ الموارد الموجودة غير كافية لسد احتياجات البلاد ، والدولة مافيها قروش وعديمة الموارد والظروف صعبة والاحتياجات كثيرة ، ومرتبات العاملين بالدولة كبيرة ومواردنا ضعيفة شغالين تلقيط تجيب القمح ، الغاز يقطع ، ونستورد وقـود يكون غير كافي الدولة ماشة بقدرة قادر.
كُل ما ذكرتي أيتها الخبيرة معلوم لدينا الحل عندك شنو..؟
لم نتحرك بعد من محطة التصريحات الغير مسؤولة والمُسببة لهلع المواطن المأزوم ، وكأنّك يا علي محمود لم تُبارح مقعدك في المالية وما زلت تبحث لنا في الحلول الفطيرة لنتجاوز أزمات شُح الضروريات وتُوصينا بأن نبحث عن البدائل المُتاحة ، ما زلنا نحلم بالتغيير المُفضي للتغيير الموجب ولم نجد بعد من يُعيد إلى المواطن بعض الأمل في أن يكون الغد أفضل من اليوم ، وأي أملٍ هذا الذي ننتظره من وزيرة ترتفع بتصريحاتها قيمة الدولار وينخفض بها الجنيه وتهيج بها الأسعار ويبتهج بها التجار ، وينتظر تصريحاتها من يسيطرون على سوق الدولار ليبنوا عليها حساباتهم ويُضاعفوا بها أرباحهم.
إن لم يكُن لديك ما تُقدمينه للمواطن فالزمي الصمت أو اجمعي حاجياتك واستبقي رفاقك على أبواب الخُروج المُشرعة لكل عاجز عن الحل
زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة