زاهر بخيت الفكي

من وراء الوفد الإسرائيلي المنكور..؟


واهمٌ واهم من ظنّ أنّ هذه الرُقعة الجُغرافية التي اختارنا الله لنتشارك فيها السكن والمقام مملوكة له وحده يتصرّف فيها كما يشاء ، الجميع شُركاء فيها ولا فرق بين حاكمٍ ومحكوم إلّا بقدر ما قدم لأهلها من عملٍ يستحق أن يُميّز به ، إنّها ليست ضيعة مملوكة لفرد أو كيان سياسي أو قبلي أو غيره ، يجب أن يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات وأن لا يُغيَّب أهلها أصحاب الحق الأصيل عن ما يجري فيها من أمور سياسية ، لا سيّما تلك الأمور السياسية الكبيرة والمُختلف عليها (كالتطبيع) وكُل الأمور التي تحتاج لموافقة الأغلبية في البرلمان (إن وجد( لاكتساب الشرعية.
لم يفتحِ الله على ساستنا بكلمةٍ يُخبرونا فيها بأنّهم في انتظار ضيوف من الوزن الثقيل في طريقهم للبلاد ، وغيبونا عمداً عن مُشاركتهم استقبال الوفد الإسرائيلي الذي يزور السودان في إطار ترسيخ عملية تطبيع العلاقات بين البلدين ويضُم موظفين في مجالاتٍ مهنية مُعينة غير سياسية حسبما رشحت الأخبار الواردة من خارج السودان في زمانِ المعلومة المُتاحة ، والتي لم تحجبها عنّا مُحاولات من اتفقوا معنا بالأمس القريب على اللا دسدسة ويُمارسونها اليوم ، وما من مواطنٍ مُتابع للشأن السوداني إلّا ويعلم بزيارة الوفد ، مع غياب تفاصيل وأسباب الزيارة المُلحّة العاجلة التي جعلت الوفد الإسرائيلي يستبق بها الاعلان الرسمي للتطبيع بين البلدين.
زيارة الوفد الإسرائيلي أنكرها مجلس الوزراء ونفى علمه بها على لسان الناطق الرسمي للمجلس فيصل محمد صالح حسب موقع سودان تريبيون ، وبالرغم من النفي والانكار وصل الوفد البلاد ، رضينا أم أبينا ، وافقنا بالتطبيع أم لم نوافق عليه ، أجرى مُباحثاته وغادر ، والمُدهِش حقاً أنّ لسان الحكومة الدبلوماسي والمسؤول الأول عن العلاقات الخارجية عمر قمرالدين وزير الخارجية المكلّف (أكد) من قبل بأنّ الموافقة على التطبيع (مبدئية وشفهية) وأنّ تأكيد الاتفاق عليها مُرتبط بموافقة البرلمان المُزمع تكوينه (هاك البرلمان ده) ، ولم يحول الرفض القاطع لبعض القوى السياسية وبعضها مُشارك في الحكومة الحالية للتطبيع مع إسرائيل من الزيارة.
الوفد طاف على منظومة الصناعات الدفاعية للقوات المسلحة والتقي فيها بعسكريين ، ولا تسألونا عن باقي الزيارة ، وعن ما قالوه وما اتفقوا عليه ، واسألوا محمد سليمان الفكي عضو مجلس السيادة الذي أكد لنا الخبر وأقرّ بأنّ ملف التطبيع مع إسرائيل لم يُدار بواسطة الشق العسكري وحده بل بمُشاركة واتفاق الشريك المدني والجميع شاركوا فيه (إلّا) المواطن ، وذكر الفكي في مقابلة له مع الزميلة حكايات أنّ الوفد لم يناقش أي جانب من الجوانب السياسية المُتعلقة بالتطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.
من وراء الزيارة المُستعجلة وسببها وناقشوا فيها شنو يا أستاذ..؟

***********

زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة