زاهر بخيت الفكي

همّشوك يا حمدوك..!!

قُلنا للسيد حمدوك وما زلنا أنّ الفرق كبير بين العمل في مكان تضبطه المؤسسية وآخر لا يؤمن أهله بها بل ويعتبرونها آداة عرقلة تمنع تمددهم ، قلنا لك أنّ اللعب في ملعب السياسة السوداني لا تحكمه القوانين ولا تضبطه اللوائح ، ويحتاج إلى بعض الخشونة القانونية أحيانا ، لا سيّما ومن يلعبون معك يُمارسونها بكافة أشكالها متى ما غفل عنهم الرقيب ، ومتى ما وجدوا الفرصة لفعلها ، ويتعمّدون اللعب الخشن والشوت (ضفاري) لاضعافك والوصول إلى مرماك بسهولة لاحراز أكبر عدد من الأهداف ، ولاسكات صوت الجماهير المُشجعة لك من الهُتاف لصالحك ، عجباً وقد اتكأت على عارضة مرماك المائلة تنتظر الانتصار على خصمك الشرس .
لقد فعل البرهان ورفاقه ما توقعناه يا حمدوك ، وما من أحدٍ يجلس مكانهم إلّا وسيفعل ما فعلوه في ظل ضُعف الشريك الذي لم يعترِض يوماً على فعلٍ فعلوه ، لقد شكًلوا مجلس شُركاء الحكم الانتقالي ووضعوك فيه عضواً لن يؤثر وجوده أو يتأثر المجلس بغيابه ، ولم ينتظروا الموافقة وقد درجوا على التغييب عندما لم يجدوا من يُعارضهم ومن يقف بصلابةٍ ضد ما يفعلونه حتى يتوقّفوا عن فعل غيره من الأمور التي لم ولن تزيد الأوضاع المُعقدة إلّا تعقيدا.
وهل هُناك ما هو أكبر من حكاية التطبيع.؟
ما من مُتابعٍ للشأن السوداني المُضطرِب إلّا ويلحظ الفجوة والجفوة بين المُكون العسكري والمدني في الحكومة الانتقالية ، ويظهر بوضوح تصدُع جسر المودة بينهما بالرغم من حرص السيد حمدوك على الحديث باستمرار عن التناغُم بينهما ، وحديثه الدائم بأنهما يعملان بانسجامٍ تام ويتفقان على السياسات وما من هوةٍ تستحق الردم بينهما ، وما يحدُث على الواقع ينفي كُل أقوال حمدوك وأحاديثه الناعمة عن شُركاء الحُكم من العسكرِ ، ويدعم ما ذهبنا إليه أنّ الخصم الشرس في الملعب يحتاج إلى أدوات قوية لهزيمته وحرمانه من التهديف.
ذهب البعض إلى أنّ الفريق أول حميدتي قائد قوات الدعم السريع ضغط بقوة على من شكلوا المجلس لادراج إسم شقيقه الفريق عبدالرحيم ضمن تشكيلة المجلس وقد كان ، ولن يتأتى ذلك لولا أنّ حميدتي يمتلك الادوات التي تُمكنه من التواجد هو وشقيقه في أعلى قائمة المجلس وما يتبعه من مجالس رُبما تكوّنت في مقبل الأيام ، لقد همّشوك يا حمدوك عندما وثقت فيهم وسلمتهم المجاديف وتركت لهم شراع المُركب يوجهونه مع اتجاه رياحهم ، وجلست مع رفاقك تُحدثنا عن العبور والانتصار بالأماني ومن يقودون المُركب يتجهون بها باطمئنانٍ إلى ضفاف اللا مدنية .

قيل لأحدهم بعد أن تمّ تجريده بواسطة مجموعة نهب مُسلحة من أمواله وملابسه لماذا لم يأخذوا منك الطاقية فأجابهم لو حاولوا أخذها لطارت الرقاب في سبيلها.

***********

زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة