مراكز العزل .. إشكاليات ونواقص في مجابهة الكورونا
أتت الموجة الثانية من جائحة (كورونا) بصورة وصفت بأنها أكثر حدة من الموجة الاولى، واكثر انتشارا بحسب إحصائيات وزارة الصحة، وقد عصفت هذه الموجة ذات النظام الصحي المتهالك المنهار لتجد من مرضاها ضحايا سهلة المنال، خاصة بالعاصمة الخرطوم حيث معدل الإصابات الأعلى لجهة الكثافة السكانية في مقابل مراكز عزل متكدسة وتواجه العديد من الإشكاليات..
إصابات جديدة
وكشف نائب مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحئة الأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية دكتور منتصر محمد عثمان (أمس الأول بمنبر سونا) عن التبليغ ب 287 حالة إصابة بفايروس كورونا المستجد و8 حالات وفاة خلال ال24 ساعة السابقة، فيما بلغ العدد التراكمي للحالات المشتبه فيها منذ بداية الجائحة من شهر مارس الماضي إلى الآن 34،078 والحالات المؤكدة منها بالمعمل 17،305 والوفيات 1268 .
وأضاف دكتور منتصر أن حالات الاشتباه منذ بداية الموجة الثانية في أواخر اكتوبر حتى الآن 5،233 حالة المؤكد منها 3،398 حالة، والوفيات 161 حالة، مؤكدا أن أكثر الحالات ما تزال بولايات الخرطوم، الجزيرة، نهر النيل، سنار، القضارف والبحر الأحمر .
وأبان أن المعينات المتوفرة من الإمداد الطبي ومعينات المعمل التشخيصية كافية وهناك المزيد في طريقه للبلاد عبر وسائل النقل المختلفة بدعم من الحكومة والمنظمات والشركاء وجهود الدول الشقيقة .
وأشار نائب مدير الإدارة العامة للطوارئ إلى أن التوسع جار يوميا بهدف زيادة السعة السريرية وتشغيل المراكز البالغ عددها 51 مركزا بال18 ولاية، كما أشار إلى مراكز ولاية الخرطوم بوصفها الأكثر تأثرا متمثلة في بحري، أم درمان، التميز، ابراهيم مالك، الشعب وحاج الصافي .
وقال إن الصحة الاتحادية والوزارات الولائية تعمل على استقطاب الكوادر الصحية بمختلف تخصصاتها ومراجعة تعديل لوائح الخدمة بالقدر الذي يحقق رضا العاملين ومكافئتهم على تفانيهم وحرصهم، بجانب اهتمامهم باستمرارية الخدمات العلاجية للمرضى الآخرين خلاف كورونا .
ووجه رسائل للمواطنين باتباع سبل الوقاية المعروفة لتقليل الآثار المدمرة للجائحة وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية..
مراكز تُجهز
مدير وحدة الطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د. نادر الطيب قال إن المراكز الموجودة حالياً بولاية الخرطوم للعناية الأولية والثانوية تتمثل في مركز مستشفى بحري وام درمان ويونيفرسال والشعب والتميز وإبراهيم مالك، وكذلك مستشفى الشرطة والذي تم امداده بتجهيزات مقابل تغطية تكلفة الموظفين والأطباء وغيرهم..
واشار الطيب في حديثه لـ (السوداني) إلى أن هنالك تحضيرات لافتتاح مركز بمستشفى أحمد قاسم او حاج الصافي ببحري، لافتاً إلى أن هنالك مراكز بمستشفيات خاصة تتعامل معهم صحة الخرطوم مقابل قيمة مادية مقابل الخدمات الصحية .
وكشف الطيب عن أن الولاية على مشارف افتتاح مركز مستشفى سوبا الذي تم تأهيله وتجهيزه منذ الجائحة الأولى كمركز عزل وتأخر افتتاحه بحسب الإرشادات الصحية، منوهاً إلى أن المركز به سعة سريرية كبيرة جداً بالاضافة لسعة مستشفى ام درمان وجبرا، قاطعاً بأن هذه الضرورة سيعالج التدكس إلى حد كبير..
التكدس وأسبابه
وقال الطيب انهم يعملون هذه الأيام على تأهيل الكوادر الصحية والموظفين لتغطية الأسرة لجهة أنهم لا يستطيعون ملء هذه المراكز في الوقت الراهن بمرضى ما لم يتم التأكد من أن الاختصاصيين والأطباء الذين يقومون بالجانب العلاجي مدربون ومؤهلون، مشيراً إلى أنه قد تم تدريب 3 آلالف كادر بالموجة الأولى من الجائحة بيد انهم اصبحوا غير متوفرين لجهة أن منهم من غادر البلاد ومنهم من بدأ برامج تحضيرية.
وقطع الطيب بأن إضراب نواب الاختصاصيين أثر على العمل بالمراكز وزاد التكدس لجهة أن بكل مركز عدد 10 نائب اختصاصي يشرف عليهم اختصاصي واحد بمعنى أن المراكز تدار بواسطة النواب ويكون الاختصاصي فقط للإشراف عليهم، بالإضافة إلى إشكاليات توفير الأكسجين حيث أن مريض الكورونا يحتاج إلى 4 أسطوانات في اليوم، وحالياً متوفرة حصة اليوم وكذلك التي سنقوم باستبدالها باليوم التالي، ويجب أن تتوفر ذات الكمية القادمة من شركة الهواء السائل لضمان ألا يحدث إيقاف للمريض والذي يكون متوسط أخذه قرابة ال10 أيام، وأضاف:هذا بجانب أن هنالك مرضى لا يجدون أسرة بصورة سهلة ولكن الوزارة مجتهدة لتغطية كل النواقص من خلال الشراكات مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالإضافة إلى الدعم الذي يأتي من وزارة الصحة الاتحادية ممثلة في إدارة الطوارئ والأوبئة وكذلك وزارة المالية، وأيضاً الشركاء في المنصة السودانية لمجابهة كورونا والصحة العالمية ورعاية الطفولة والتي تتكفل بمركز عزل الخرطوم.
وأردف:نعول في هذه الفترة على كل هذه الشراكات لزيادة سعة الأسرة بالمراكز وتقديم بعض الدعومات المادية والعينية للمراكز العاملة وأطقهما.
الخرطوم: هبة علي
صحيفة السوداني