والتوم هجو

(1 )
اطال الله عمر مولانا وعمنا محمد عمر الذي درس بمصر و كان من الإخوان الذين عاشوا المعارك الدامية مع جمال عبد الناصر، ففي منتصف سبعينيات القرن الماضي وعندما حاول السادات تشويه تاريخ عبد الناصر ظهرت الكتابات المسيئة لعهده مثل عودة الوعي لتوفيق الحكيم وقصص وكتابات علي ومصطفى امين ترافق ذلك مع اشاعات شعبية فاعتلى مولانا محمد عمر منبر مسجد قريتنا ونزل في عبد الناصر بالتقيل وقال إن مياه الصرف الصحي قد جرفت قبره دون القبور فلم اتمالك نفسي فصحت يامولانا الكلام دا ما صاح منك وكانت هذه اول وآخر مرة ارفع صوتي في مسجد القرية فكان رده (انت بتدافع عنه لانك حلبي زيو) فأضحك الجميع.
(2 )
. مناسبة هذه الرمية هي انني اطالع هذه الايام هجوما مكثفا على السيد التوم هجو ليس من منافسيه السياسيين بل من اصدقاء لي واساتذة كتاب كبار وموضوعيين فقلت لأحدهم ياخي ظلمت الرجل فهو مثله مثل السياسيين في الساحة وهو ذو تجربة سياسية طويلة وعارض النميري والبشير سلميا وعسكريا وكان منتميا لحزب كبير وهو الحزب الاتحادي ثم تجول في تحالفات راقت له وهو سليل سجادة صوفية كبيرة ومحترمة كما انه متحدث وخطيب سياسي فرد علي ذلك الصديق (اظنه من اهلك شايفو حلبي زيك ) فاقسمت له انني لم التق به في حياتي ولم اكن متفقا مع ايٍّ من خياراته السياسية في يوم من الايام . هاهو التوم يتقدم على رصفائه السياسيين ففي معرض حديثه في زوبعة مجلس شركاء الفترة الانتقالية طرح الانتخابات كحل للاشكالية ومفردة الانتخابات يهرب منها جميع الذين يملأون الساحة زعيقا الآن اللهم إلا الإمام الصادق المهدي طيب الله ثراه وها هو حزب الأمة الآن يطرحها في ذات المناسبة.
(3 )
ان غياب مفردة الانتخابات قد اضرت بالفترة الانتقالية لانها انست السياسيين الشعب فأصبحوا يبرطعون على كيفهم ويستهلكون كلمة (شعبنا شعبنا) وهم لا يريدون الرجوع اليه فبالتالي لن يتحسن اداؤهم وسيظلون سادرين في تآمرهم الداخلي والخارجي، شخصيا لا اطالب بإجراء الانتخابات اليوم ولكن اطالب بحديث النفس بها والسير نحوها بالتعداد ووضع قانونها والذي منه لان حديث النفس يرقى لمرتبة الفعل كما جاء في حديث رسولنا العظيم، صلى الله عليه وسلم، كما أن تحسب اي حزب للانتخابات سوف يحسن اداؤه بتحسن اداء افراده واذهب الى اكثر من ذلك واقول إن الانتخابات بطريقتها القديمة ليس فيها خير لهذه البلاد ولو قامت بعد عشر سنوات وذلك لضعف البناء الحزبي عندنا.
(4 )
لقد برهنت الانتخابات التقليدية (ويستمنستر) على فشلها في بلادنا بدليل انه لم تكمل لنا حكومة منتخبة دورة كاملة (من الميس للميس) ولم يستجد ما يدعو لتكرارها فالانماط الانتخابية كثيرة خذ مثلا الانتخابات النسبية سوف تخلق احزابا كبيرة كما انها تسمح بظهور احزاب جديدة والاهم انها تقضي على الجهوية والمناطقية والعنصرية وهي عملية ديمقراطية كاملة الدسم ومعمول بها في كثير من بلدان العالم ومن ضمنها صديقتنا الجديدة (ما بجيب اسمه الهوا بقسمه) فكل المطلوب يا جماعة الخير أن تفتحوا هذا الملف حتى يكون عاملا من العوامل التي قد تخرج الناس من شبر الموية الغرقانين فيهو الآن بدليل شخصنة القضايا . بالله عليكم طالعوا الادب السياسي هذه الايام فلن تجدوا غير اسماء الناس . ايها الناس إن قضينا قضية امة في حافة الهاوية وليست قضية افراد زائلون وإن طال بهم الزمن.
عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني