عبد اللطيف البوني

الجزيرة ، أين الأولوية؟


(1 )
أوردت الأستاذة الصحفية رحاب فريني في هذه الصحيفة في الأسبوع قبل الأخير من الجزيرة ان السيد عمر مرزوق محافظ مشروع الجزيرة قال انهم بصدد حملة شعبية تبدأ برئيس الوزراء ثم المزارعين والخيرين لجمع 350 مليار جنيه لتأهيل 313 مكتبا ومنزلا كبيرا و114 مكتبا صغيرا أما السيد قسم الله خلف الله مدير عمليات الري فقال انهم محتاجون لخمسمائة مليون دولار لتأهيل قنوات الري في ذات مشروع الجزيرة وانهم بصدد رفع الدراسة للبنك الدولي لزوم التمويل (انتهى الخبر) ولعلم السادة القراء ان المباني في المشروع من مكاتب ومنازل اي ما يعرف بسرايات المفتشين كانت قد تعرضت لعمليات تحطيم وتخريب واسعة بعد ان أخلاها المفتشون جراء التطبيق الخاطئ لقانون 2005 اما قنوات الري فقد تعرضت هي الاخرى لعمليات حفر خاطئة كما كان هناك تعد على البوابات وتخريب للكباري ولكن الأهم من كل هذا هناك مشاكل كثيرة اخرى تعترض مشروع الجزيرة وتمنعه من القيام عن الدور المناط به هذا بافتراض اننا في السودان كمسؤولين نعرف ماذا نريد من هذا المشروع العظيم.
(2 )
لا شك انه أمر محير ومؤسف ان يكون مشروع في عظمة وفي عمر مشروع الجزيرة ان يكون بحاجة ليتكفكف الخيرين من مسؤولين ومزارعين من اجل المباني الإدارية او حتى يبحث عن التمويل من البنك الدولي من أجل إصلاح قنواته فكأنما الخيرون هؤلاء يريدون الأجر في هذا الصرح الاقتصادي الضخم او كأنما البنك الدولي جهة خيرية لا تعمل من أجل الربح . دعونا نأخذ شيئا واحدا وهو عمر هذا المشروع اذ تجاوز القرن من الزمان حيث ان محطة طيبة التجريبية بدأ العمل بها1913 ثم بدأ الخزان الضخ 1925 هذا العمر الطويل يحتم أمرين على المشروع إما يكون مشروعا ناجحا ويعمل بكفاءة عالية ولا يعاني من اي اشكالات وإما ان يكون فاشلا ويكون قد انزوى ونسيه الناس، ولكن المفارقة ان المشروع ظل معلقا بين الحياة والموت كل هذا العمر المديد وهذا يشي بان عظمه قوي ولكن هناك خللا في لحمته وبلغة الحاسوب (الهارد وير) سليم ولكن الخلل في ( السوفت وير) وقديما قالوا أكان سلم العضم اللحم بلم ولكن الأمر يحتاج الى دراسة عميقة ونظرة شاملة وتجاوز للمماحكة السياسية والاجتماعية والمهنية ما أضر بهذا المشروع منذ نشأته إلا النظرة التجزيئية للعقبات التي تواجهه منذ نشأته الى يوم الناس هذا.
(3 )
ومع كل الذي تقدم دعونا نقف اليوم عند ما قاله السيدان المحافظ ومدير عمليات الري باعتبار انهما مشكلتان عاجلتان لابد من حلهما وحتى هاتين المشكلتين يجب ان نرتبهما فأيهما أعجل المباني ام القنوات ؟ قبل أيام أوردنا هنا تلخيصا لرسالة صوتية بثها الدكتور صديق الهادي رئيس مجلس ادارة مشروع الجزيرة قال فيها ان90% من مشاكل مشروع الجزيرة تكمن في الري فإذن يا جماعة الخير الاولوية واضحة وهي الري عليه ينبغي ان توجه كل الجهود بالدولار او الجنيه السوداني من (الخيرين) او الدائنين للري ولا شيء غير الري ولكن هناك سؤالا إجرائيا وهو: لماذا للسيد المحافظ اولوية وللسيد رئيس مجلس الإدارة أولوية ؟ هذا يشي الى خلل اداري في المشروع وهذه واحدة من أمراض المشروع المزمنة، وفي ظني انه من هنا يجب ان نبدأ فوحدوا الإدارتين الري والزراعة عسى ولعل.

عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني