صلاح الدين عووضة يكتب.. غباء القلب!!
نعم القلب يفكر..
ورب العزة يقول في كتابه (لهم قلوب لا يفقهون بها)..
والمقصود هنا التفكير الذي تخالطه عاطفة الفطرة تجاه غيبيات هي بمثابة المسلمات..
فالله لا يُدرَك بمحض العقل فقط… وإنما بشيء من العاطفة أيضاً..
ومن ذلك علمنا الفطري – الأزلي – بوجوده؛ ولكن كثيرين منا يقرأون القرءان ولا يفقهونه..
فنحن لنا وجودٌ سابق… أدركنا به الحق قبل وجودنا اللاحق..
يقول تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)..
والحديث في هذه القضية يطول… ولكنها ليست بقضيتنا اليوم..
ولكن قضيتنا غباء العقل الذي يظن أنيس منصور إنه صفة ملازمة للمرأة؛ فيجعلها غبية..
ليس غباء التفكير بالعقل… وإنما بالعاطفة..
وكحال الذين قلنا إنّهم لا يفقهون القرءان، فإنّ كثيرين لم يفقهوا (مواقف) أنيس من المرأة..
ومن ثم وصفوه بأنه عدوٌّ لها… سيما من تلقاء النساء..
بينما الذي أراد قوله إن تفكير المرأة القلبي يسبق دوماً تفكيرها العقلي… في القضايا الحياتية..
بمعنى إنها قد تكون ذكية جداً على الصعيد الأكاديمي..
بيد إنها غبية على الصُّعد الاجتماعية ذات التداخُل العاطفي… ومنها علاقتها مع زوجها..
ويحكي صديقٌ لأنيس هذا – وهو مذيع – عن رغبته في الزواج..
وكان – وقتها – عاكفاً على نيل شهادة الماجستير؛ ويعلم رأي أنيس عن الزواج… والمرأة..
وبالذات الزواج المبكر… قبل تحقيق طموح البدايات..
فحاول أنيس – عبثاً – إثناءه عن الفكرة بحجة أن غباء المرأة سيحول دون بلوغه مقصده..
ويواصل الصديق قائلاً… وضاحكاً: وبالفعل لم أنل الشهادة إلى الآن..
وصديقٌ – دبلوماسي وشاعر – روى لي تجربة ذاتية مضحكة مع الغباء القلبي للمرأة..
قال إنه كان في جلسة شاي – منزلية – مع زوجته ذات مَسَاءٍ..
فرنّ جرس الهاتف… وردّت زوجته… ثم (خبطت) السماعة… وأتت نحوه بعينين حمراوين..
وصاحت في وجهه: هذه واحدة تقول إنك تجالسها الآن في منتزه (كذا)..
فقال لها مُندهشاً… ومُتعجِّباً… ومُتحيِّراً: ولكني أجالسكِ أنتِ الآن؛ وظن إنه أفحمها بالمنطق..
ولكن مَن قال له إنها كانت تُفكِّر بمنطق (عقلها) آنذاك؟..
والآن النسوة اللاتي تم اختيارهن للوزاري – أو السيادي – كلهن ذوات ذكاء أكاديمي..
ولكن فور جلوسهن على الكراسي غلب عليهن التفكير بقلوبهن..
فاجترحن من العوار السياسي ما انتقص من التجربة الانتقالية عامةً… قبل تجاربهن خاصة..
فكانت عوامل الكيد… والانتقام… والانتصار للذات… هي سيدة الموقف..
أو سيدة (المواقف) العديدة؛ ما بين محاكم… وفصل… وصراخ… وزعيق… وقرارات عاطفية..
وصاحب (مواقف) – أنيس منصور – ما كان عدواً للمرأة..
ولا كان مستخفاً بعقلها… في المجال العلمي؛ وإنما عاب عليها التفكير بالقلب… في المجال العملي..
وربما لهذا جاء في الحديث أن النساء ناقصات عقل..
وما هن كذلك أبداً؛ إلا حين يدعن التفكير بعقولهن… ويوكلن هذه المهمة إلى قلوبهن..
فيكون الغباء!!.
صحيفة الصيحة