عبد اللطيف البوني

يا الخانقنا ما تعولقنا

(1 )
واحد بلدياتنا (يجدع الكلب بارك من الفقر) استدان مبلغا اشترى به كيلة عيش (ذرة) فقام بتنظيفها وغسلها وفرشها في الحوش لكي تجف ثم يحملها للطاحونة فدخلت عليه عنزة فطردها ودخل البيت فجاءت ثانية فطردها ولما جاءت في المرة الثالثة ما كان الا أن حمل العيش بفرشه وقذف به خارج الحوش منتهرا العنز قائلا (طلعتي ميتنا هاك اشبعي بيهو ) وبلديات اخر ضيق الخلق هو الاخرهبت عليه عاصفة ليلية وهو داخل منزله فاخذت تعبث ببابه وشبابيكه (طاخ طراخ طاخ طراخ طاخ) يغلق الباب فينفتخ الشباك يغلق شباك فينفتح الآخر فما كان منه الا أن بقى بملابسه الداخلية وخرج خارج الغرفة وجلس في منتصف الحوش قائلا للعاصفة (بالله طلعي ميتيني ذاتو ) هذاين الشخصين طبقوا المثل (كتلوك ولا جوك جوك)
(2 )
عندما اعلنت ادارة اوباما وهي تعيش في ساعتها الخامسة والعشرين في اكتوبر 2015 الرفع الجزئي للعقوبات الامريكية على السودان مع الابقاء عليه في قائمة الدول الراعية للارهاب فرحنا في السودان ايما فرحة ورقصت الحكومة على كراع واحدة وتبارى المسؤلون في مدح تلك الخطوة واعتبروها نصرا كبيرا للسودان وان السودان يمكنه التعامل مع بقية العالم باستثناء الولايات المتحدة لقد غير التلفزيون الرسمي والاذاعة برمجتهما العادية للاحتفال بذلك الحدث ليوم كامل وهبط الدولار في يوم واحد الي النصف فاصبح حوالى عشرين جنيها ولكن ماهي ايام الا أن عاود ارتفاعه وعادت الازمة الى مكانها وقالوا الكلام على القائمة مع أن ذلك القانون كان يتيح الكثير ولكن جهة ما لاتريد للازمة أن تنجلي فواصل التدهور مسيرته (الظافرة) وكابس الدولار المائة جنيه
(3 )
ادارة ترامب هي الاخرى وفي ايامها الاخيرة في اكتوبر 2020م قررت اخراج السودان من القائمة الامريكية اللعينة وذلك بعد أن ابتزت السودان فاخذت منه 335 مليون دولار (بنات حفرة) ومن فرندات السوق العربي وفرضت عليه التطبيع مع اسرائيل ومع ذلك لما تم الرفع غنينا وفرحنا وامسينا وصبحنا وقلنا خلاص فارقنا الفقر والجوع والمسغبة فراق الطريفي لجمله لكن ما هي الا يومين الا و الدولار يقول لنا (حلاة دقدق) وقفز قفزت (اسد بيشة المربعن قمزاته مطابقات ) وتجاوز الثلاثمائة وانا ما بجيب سيرة الاسعار فقد حدث لها (اوفرشووت) على قول الزولة ديك ويتواصل الفيلم ومدت لنا ذات الجهة لسانها قائلة (عشان تامنوا)
(4 )
اذن ياجماعة الخير هناك جهة تمسك بخناق هذه البلاد واحكمت خنقتها منذ 2015م وانت طالع فكل عام ترزلون بغض النظر عن الزول او الجهة الحاكمة بكري\ البشيراو معتز\ البشير او ايلا \البشيراو حمدوك \برهان . هذه الجهة خارجية ولها امتدادات داخلية وليست داخلية لها امتدادات خارجية للاسف هذه الجهة تمسك بالحكومة والشارع على التوازي وتفعل بهما او بأيهما ما تريد وفي الوقت الذي تريد. هذه الجهة لديها سودان معين في دماغها وستصل اليه في الوقت الذي تريد فدعونا نقول لهذه لقد عوقتينا وعولقتينا بما فيه الكفاية لكن ننبهك اي زيادة في هذا العولقة سنكون غير صالحين للسودان الذي في دماغك فأمامك خياران اما أن تجيب خبرنا وتلحقينا امات طه لكي نرتاح فنحن الآن (لا نستطيع أن نتنفس) او تفكينا إن شاء الله عكس الهوا (فكتلوك ولاجوك جوك ).

صحيفة السوداني