زاهر بخيت الفكي

نسألكُم جميعا.. أين الحصاد..؟


ما من وصفٍ أبلغ من وصفِ خبير الاستراتيجية البروفيسور أبوصالح لما يجري في بلادنا مُذ استقلالها بأنّها تدُور في دائرة خبيثة ، لقد صدق الرجُل فالدائرة الخبيثة لم تسمح لنا بالخرُوج منها بعد إذ ضللنا الطريق للوصول إلى بابٍ يُخرجنا من تلك الدائرة ، وما زلنا نستخدم نفس طريقة تفكير الأوائل الذين استلموا السودان نظيفاً مُعافى من المُستعمر ومن عملوا بنظرية من لم يُكن معنا فهو ضدنا ، وتداولناه فيما بيننا (عسكري مدني) إلى أن أوصلناه إلى هذه المرحلة المُزرية ، وأنّى لنا الخُروج ونحن ننتظر الحل من زيد الحزب الفلاني وعبيد الحزب العلاني (وإلّا) فالجيش جاهز للانقضاض على أنقاض ما تبقى من مُكتسباتٍ متى ما وجد للوصول إليها سبيلا.
هكذا ستدور بنا الدائرة الخبيثة إلى أن يُقيض الله لهذه البلاد من أبناءها (الخُلّص) ثُلة تُخرجها من ظُلماتِ الشخصنةِ والأنانية وعدم احترام الغير إلى نور المؤسسية الجامعة لكُل أهل السودان في صعيدٍ واحد لأجل العيش في سودانٍ يسع الجميع ، ولم ولن ينقطع العشم في يومٍ تتحقق فيه شعارات الحُرية السمحة والسلام المُستدام والعدالة التي يحتكم الكُل بلا استثناء إلى قوانينها ، وما زال الأمل يُراودنا في أن تخضّر أفرع شجرة الثورة المتعوب فيها وتتمدد جذورها إلى باطن أرضنا الطيبة ، وتُثمر لنا من ثمارها الحلوة ما يُعيننا على الحياة في ظهرِ أرضٍ وهب الله أهلها كُل ما يعينهم على العيش فيها ولكنّهم فرّطوا وما زالوا.
غلاء فاحش ، أزمات متمددة مُستفحلة ، اقتتال في شرق البلاد وغربها ، فقرٌ استقرّ بيننا ولم يترُك لنا باباً إلّا ووقف فيه وطرق عليه ، مواطنٌ أصابته الحيرة واستعصت عليه قراءة ما قد يحدُث في غدِه القريب ، في ظل مُعطياتٍ لا تُبشِر أبداً بخير ، ومن أين له بالبُشرياتِ وحكومته تلهث لارضاء مكوناتٍ يحلم أهلها (فقط) بالمقاعد وما تدُره على (شخوصهم) من مزايا ومُخصصات بلا خُطط أو مؤهلاتٍ يُسهمون بها في نهضة البلاد وأهلها ، حكومة ذهبت بلا انجاز وأخرى قادمة يتشاكسون حولها ويتصارعون في اقتسام كيكتها ، وكأننا يا ثائر لا خرجنا ولا ثُرنا على نظام الإنقاذ وكأنّ البشير بيننا يُرضي زيد بوزارة ويؤثر عبيد بادارة.
بيننا وبداية العام الثالث لرحيل الإنقاذ أيام هل فكرنا في الجُلوس لجرد حساب ما مضى من سنوات الثورة.؟
نسأل البُرهان وحمدوك وحميدتي وكُل مسؤول صال وجال في براحات ما بعد الثورة أين الحصاد..؟
على كُل حال لن ننتظر منكم إجابات على أسئلة يُجيب عليها الواقع البائس بصدقٍ لن يجرؤ أحدكم على انكاره ، واعلموا بأنّ من اقتلعوا جذور الإنقاذ ما زالوا بيننا يحبسهم الخوف على ضياع ثورتهم الغالية من اقتلاعكم والمجئ بمن يحس بحسّسِهم ومن يشعُر بمعاناتهم.
والله المُستعان.

***********

زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة