الإنقاذ ماتت يا رِفاق ..!!
تكمُن علة هذه البلاد مُنذ استقلالها في ساسة لم يبلغوا سن الرشُد والعقلانية التي تُمكنهم من ادارة هذه البلاد كما ينبغي لها أن تُدار ، وقد ضلّوا جميعهُمُ الطريق لبوابات الخُروج إلى محطاتِ الأستقرار ، ابتلانا المولى سبحانه بساسةٍ يُبالغون في تمجيد ذواتهم ويُكثرون من الكلام والوعود الواهية لأجل الوصول إلى مُواطنٍ موبوءٍ بهم ، ويتناسون عمداً أنّ الانجاز هو المطية الأسرع للوصول بها للمواطن ، وأمّا الكلام فلن يُخرجنا من محطاتِ البؤس التي دخلنا فيها .
استبشرنا خيراً في زمانِ اللا بُشريات برفاقٍ جاءت بهم اتفاقية سلام جوبا للمشاركة في ادارة الفترة الحالية ، ولإعداد أنفسهم لفترة ما بعد الانتقالية ببناء قواعدهم الجماهيرية لخوض الانتخابات المُقبلة (إن) وصلناها بخير ، ولكن يبدو أننّا قد استعجلنا الفرح بالقوم وقد جاءوا كمن سبقوهم لا يحملون أي خطط أو رؤى يُمكن أن تؤدي للاصلاح الشامل والنهوض ببلادنا التي أقعدتها السياسات العشوائية الفطيرة ، وبالطبع كلو على حساب المواطن السوداني.
نقول للرفاق الذين ظلّوا يستخدمون مُنذ وصولهم للبلاد شماعة الفلول لاخفاقاتهم المُتوقعة (قبل) أن يجلسوا على مقاعد المسؤولية ، نقول لهم بأنّ سفينة الإنقاذ غرِقت ، والأمل في عودةِ التايتنك الغارقة منذ عقودٍ طويلة في عُمق البحار للعمل مرة أخرى أقوى من عودةِ سفينة الإنقاذ إلى سطحِ المشهد السياسي ، وأنّى لها العودة وجذوة نار الثورة العظيمة التي أخرجتهم ما زالت مُتقدة لم تخمُد ، ورياح الثورة ما زالت عاصفة لم تهدأ بعد.
واعلموا يا هؤلاء بأنّ الشعب الذي اكتوى بنيران الإنقاذ يوم أن كُنتم تتنقّلون في دولِ العالم وتستمتعون بالطيباتِ مع أهلها وصل من زمانٍ طويلٍ إلى ما جئتُم تُحدثونه به (الأن) وأدرك بأنّ ثُلة الإنقاذ هُم العِلة التي أصابت جسد الوطن بالجراح وصيّرته واهنا، ولذلك خرج بثورته للطُرقات (بلا) إشارة منكم ، وقاوم تلك الألة العسكرية الضخمة وفتح صدره عارياً للرصاص واستسهل الموت لأجل أن يُزيحهم للأبد وقد حقق (بلا) مُساعدة منكم ما خرج لأجله ، وجاءت ثورته بعد نجاحها بكم (للعمل) لا للحديث والتكرار المُمل لنفس الأسطوانة المشروخة.
كُفوا عن الكلام فيما لا يُفيد وابحثوا عن مخرجٍ للأزمات ما دُمتم ارتضيتُم المُشاركة ، واعلموا بأنّ (القنبور) المُفترض في رأس المواطن لا وجود له إلّا في مخيّلتِكُم ، ابحثوا بالله عليكم عن حُلولٍ حقيقية تنهض بها البلاد من قعدتها وتهزمون بها من يُقاتلون لأجل عرقلة مسيرة الثورة ، واتركوا تلميع ذواتكم والحديث عن نضالاتكم فالمواطن مشغولٌ اليوم بمُعاناته عن سماعكم ولن ينصِت إليكم إن لم تنجحوا في تعديل الحال المائل ، وإلّا فمن أغرقوا سفينة الإنقاذ على أهبة الاستعداد لازاحة كُل عاجز عن الحلول.
والله المُستعان
زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة