العودة الي سنار
(1 )
الحكومة الانتقالية التي قامت بعد اجازة الوثيقة الدستورية في سبتمبر 2019 ممثلة في رئيس الوزراء ووزير المالية ومعظم وزرائها القادمين من وراء البحار كانت رؤيتها التي لا لبس فيها أن المدخل الاساسي للخروج من الازمة الاقتصادية التي اودت بالانقاذ هو فك العزلة الخارجية اما الانتاج والاعتماد على النفس او امكانيات السودان الكبيرة لاسبيل لها من الاعراب إلا بعد فك العزلة الخارجية بعبارة اخرى في ظل الحصار مهما انتجنا ومهما تقشفنا ومهما زدنا الصادر ومهما قللنا الوارد فإن ذلك لن يفيد طالما اننا داخل القائمة الملعونة وطالما أن الحصار المصرفي يكتم انفاسنا .
(2 )
لاشك أن وجهة نظر الحكومة المشار اليها اعلاه لها وجاهتها ولايمكن لاحد أن يقلل من شأنها ولكن ما كان لها أن تهمل الجبهة الاقتصادية الداخلية , فلم نسمع لوزير المالية البدوي ولا خليفته هبة حديثا عن الزراعة او الثروة الحيوانية اوانتاج النفط او حصائل الصادر . وزير الزراعة او او وزير الثروة الحيوانية لم يتصدرا الاخبار في يوم من الايام . انخفضت ايرادات الدولة للثلث اذ دخلت الجمارك والضرائب في بيات شتوي في العام المالي الاخير . في العام المنصرم بلغ عدد البواخر صادر الحيوان التي رجعت بحمولتها من ميناء جدة ارقاما قياسية فلم نسمع بمحاسبة وفي هذا الموسم الصيفي انخفضت المساحة المزروعة قطنا إلى الثلث ولم يطلع علينا مسؤول ليوضح السبب وفي ذات الموسم ضرب الهالوك محصول السمسم ولم يقل احد لمزارعيه يجيركم الله . في هذا الموسم الشتوي تأخرت زراعة القمح وانخفضت المساحة التأشيرية لزراعته لان مسؤولا منع الكراكات الاهلية من العمل في تطهير القنوات ولم يسأله احد . مازالت شرطة المرور بصفافيرها الكثيرة في الطرق القومية المحفرة تعطل حركة المرور عامة وتقضي على ما تبقى من صادر
(3 )
اها ياحكومتنا الجديدة انتهيت من الجهاد الخارجي المتمثل في الجبهة الخارجية فانقضت العزلة بخراج الروح من فدية وتطبيع ورفع دعم وتعويم جنيه والغرب اتى فماذا انتِ فاعلة في الجهاد المحلي ؟السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي الذي قدم به حكومته الجديدة قال انه بصدد وضع برنامج مكثف لينفق فيه بقية الفترة الانتقالية فما هو نصيب جبهة الانتاج من هذا البرنامج ؟ ماذا عن القطاع المطري وانتاجيته التي لامثيل لها في العالم من حيث التدني؟ ماذا عن مراحات الابقار والجمال التي تخرج من السودان بارجلها وقرونها دون أن تعود منها صوفة شايلاها الرياح للسودان ؟ ماذا عن المشاريع المروية وإدرايوها الجدد يتكلمون عن سرايات المفتشين والعودة للحساب المشترك وكأنهم لم يسمعوا برفع الدعم وتحرير سعر الصرف ؟ ماذا عن الصمغ العربي الاول عالميا من حيث الاهمية والصماغة وسط غاباته يشكون الفقر والمسغبة ؟ ماذا عن الحبوب الزيتية والسودان يستورد زيت الطعام والالبان بمليارات الدولارات ؟ ماذا عن القمح وما زال بعض المسؤولين يقول انه لامكان له من الاعراب في السودان . وانا ما بجيب سيرة الذهب . اخشى ما اخشاه ان يمضي السيد حمدوك وحكومته الجديدة الوقت مع اليونتاميس والترويكا والاصدقاء والمانحين وسعر الصرف
(4 )
واخيرا قال يا ابا يزيد ما اخرجك من بسطام ؟ قال طلب الحق . قال ان الذي تطلبه تركته ببسطام . فرجع ولزم الخدمة ففتح له .(عتبة في ديوان العودة الي سنار للشاعر محمد عبد الحي )
عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني