التهديدات بالتصفية .. مخاوف ومحاذير؟
(تهديد بالتصفية) ظاهرة جديدة تبرز في الساحة السياسية مؤخرا، إذ أن د. عمر القراي مدير مركز المناهج القومي المستقيل، دون ثلاثة بلاغات جديدة، يقول انها هدد فيها بالتصفية، ليلحق به القيادي بالحزب الشيوعي مسعود الحسن الذي قال وفقاً لصحيفة الحداثة انه يتلقى تهديدات عبر رسائل نصية .. بعد أن غاب المصطلح والفعل عن الساحة السياسية السودانية هاهو يعود في الفترة الانتقالية ما بعد الثورة فمن وراء الفكرة ؟
في ابريل من العام الماضي تلقي عضو لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو وجدي صالح تهديدات مباشرة بالقتل من بعض منسوبي النظام البائد، حيث اعلن ذلك أعلن ذلك في تغريدة له.
الخبير العسكري اللواء. م أمين اسماعيل مجذوب يقول لـ(السوداني) إن الحياة السياسية في السودان منذ الاستقلال لم تحسم خلافاتها بالقتل أو بالتصفيات انما بالحوارات والمنطق و الاجاويد اذا تعدت الافكار.
واوضح أن ما يحدث من تهديدات رفض للتيار الجديد من التيار القديم، لذلك لاعتبارات أن الحداثة بعد الثورة لم يرض عنها، خاصة وان التيار القديم الذي كان ملتزم بالتيار الديني الغالب عليه التشدد، مشيرًا الى أن الامور مهما اختلف حولها لا تصل الى حد التصفية، أو استخدام القوة أو الاغتيال.
واشار الى أن ما يحدث الآن في الساحة من تهديدات لرفع درجة الخطر للرافضين حتى يجدوا عذرا لتغطية الفشل أو عدم التمكن من تنفيذ برامج، بيد أن الجناح المتشدد يحاول تعظيم أخطار المناهج الجديدة التعليمية أو سياسية أو اجتماعية من اجل فرملة وايقاف قوى الثورة من تحقيق الشعارات.
واوضح المجذوب أن امنيا من المفترض فتح بلاغات من قبل اي شخص تلقى تهديد وتقديم ادلة و قرائن، خاصة إن كان هناك تسجيل المحادثات أو المكالمات، مشيرًا الى انه على الاجهزة الامنية ايضا مراقبة تلفون المتضرر بواسطة السلطات، على أن تقوم الاجهزة الامنية بمتابعة المهددين الآخرين و القبض عليهم ومحاكمتهم في حال ثبت أو استكتابهم تعهدات بعدم التعرض لفترة يحددها القانون.
واشار الى أن وراء التهديدات الحالية التيار الرافض للتيار الحديث وربما القوى المعادية للثورة وبعض عناصر النظام السابق الذين يحلمون بالعودة مرة اخرى.
تهديدات وهمية
القيادي بحزب الأمة القومي عبدالرسول النور يصف لـ(السوداني)، التهديد بالتصفيات بانه ظاهرة حديثة و سيئة، لان اهل السودان طيلة فترة الصراع الدائر والحروب الكثيرة في المناطق المختلفة لم يكن هناك اغتيال سياسي جسدي.
واوضح أن اي مؤشرات لتصفية جسدية سيكون ذلك ساهلًا جدًا، لان الشعب علاقتة مفتوحة واقتياد اي شخص ساهل جدا ليست هناك أي احترازات والتعامل بعفوية شديدة وسلوك الاحترازات غير موجود في السودان.
واشار النور الى انه في حال فتح باب للتصفيات سيدخل منه شر كثير يصعب ايقافه، مطالباً بحسم الظاهرة، موضحًا أن الحسم يكون عبر وسائل الاتصالات عبر نيابة جرائم المعلوماتية والتي تحاسب حسابا عسيرا يمنع يخوض في ذلك، منوهاً الى انه لابد من أن تكون العقوبة زاجزة للشخص وجابرة للضرر.
واشار النور الى أن التهديد بالتصفية هو احد اساليب النظام السابق بالعمل على التخويف وهو من بعض العادات التي تمارس على المستهدف من خصوم النظام السابق العقديين، مستدركاً بانها ايضاً احد اساليب جهاز الأمن السابق لان الجهاز الذي يعمل الآن هو نفس الجهاز السابق لم تتم هيكلتة وتوظيفه بشكل امثل ، منوهًا إلى أن كثيرا من العناصر المشاركة فيه مارست التعذيب والابتزاز و كثير من الأساليب الفاسدة.
واضاف النور أن التهديدات ربما تكون وهمية ومن أشخاص لا طاقة لهم ولا حيلة ولكن الريح جات معهم كما يريدون، منوهاً الى انه على الرغم من ذلك أخذها مأخذ الجد ومتابعتها بدقة وَلوضع حد للممارسات السيئة.
الهوس الديني
القانوني معز حضرة يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن التهديد واعداد قوائم لممارسة التهديد ضد من يختلفون في الرأي والدين مع البعض في المجتمع جزء من الهوس الديني، موضحًا انها احدى افرازات النظام السابق.
وأشار الى انه في فترة النظام السابق كان قد اظهر كشفًا وصفه بـ(الكبير) به اسماء بعض الناشطين و المحامين و السياسيين كانوا يتحدثون عن اهدار دمائهم بل اعلنوا الجهاد ضددهم، منوهاً الى أن ذلك ضد الدين و القانون، لذلك لابد من اجراء محاكمة وتدوين البلاغات هو الاجراء الصحيح و السليم حتى لا يتفشي الهوس.
في وقت قال فيه القانوني والسياسي ساطع الحاج لـ(السوداني) إن رسائل التهديد لا تصل الى أن تصبح ظاهرة ولا جزء من الثقافة لانها بشكل عام غير متاحة البلاد .
واشار الى أن الرسائل التي تصل البعض ما هي الا رسائل يرسلها (الجداد الالكتروني) من النظام السابق الذين يروجون للامر الذي لا يخرج من كونه أزمة اخلاقية وفكرية داخلهم. وتابع: لكن بالرغم ذلك لابد من الحرص لانه واجب و التعامل معها يجب أن يكون بالحيطة بالرغم من انها غريبة .
ولفت ساطع الى أن في حال تم التوصل الى احد الذين يرسلون تلك الرسائل فإن العقوبة رادعة جدًا تصل الى السجن أو الغرامة أو العقوبتين معاً .
الخرطوم: مشاعر أحمد
صحيفة السوداني