زاهر بخيت الفكي

المؤتمر لزومو شنو يا معاليك..؟


جئنا والأمل يدفعنا لمتابعة المؤتمر الصحفي للسيد وزير الطاقة للحديث عن أزمة الكهرباء ، بالرغم من قناعتنا التامة بأنّ مفاتِح الأبواب المُغلقة لهذه الأزمات المُستفحلة ليست بيد هؤلاء النفر ، والمُعطيات أمامنا تدُل على أنّ انفراج أزمة الكهرباء لن تكون قريبة ، ولكن التذاكي دفع الرجُل للاعلان عن هذا المؤتمر في هذا التوقيت الحرِج ، والإمداد الكهربائي في أسوأ حالاته ، والخوف من تملمُل المواطن وضجره المُتزايد من هذا القطوعات الغير مُحتملة قد يقوده للخُروج بقوة للطُرقات بحثاً عن حلول لهذه المُعضلة ، والوسائط تُناشد الثوار للخروج في مليونية (الكهرباء) بمباركة المواطن ودعمه الكامل في سبيل الضغط على الحكومة.
كما توقعنا بدأ المؤتمر وانتهى بلا جديد ، دخلنا بمروي وخرجنا بأم دباكر وما من حل اليوم ولا باكر.
كالعادة قرأ علينا الوزير راتب دمار الإنقاذ لمكتسباتنا وما فعلته فينا في سنواتها الطوال ، حدثنا وأفاض عن أفعال الإنقاذ وكأنّنا عزيزي القاري قد عُدنا للتو من عالمٍ آخر لم نسمع فيه بما فعلته الإنقاذ ، وكأننا خرجنا لطردها لأسباب أخرى يعلمها الوزير أكثر منّا ، الكُل يا سعادتك يعلم ما فعلته الإنقاذ في البلاد ، واجتماع أهل السودان على الثورة دليل لا يحتاج لتأكيد بأنهم خرجوا لقصور الإنقاذ وفشلها ولعجز ساستها بسبب الفساد في المُضي بالسودان إلى مقامات عُليا يستحقها ، ولهذا خرجنا وأخرجناها من المشهد السياسي ، وجئنا بكم للتغيير الإيجابي لا لتُحدثونا عن ما فعلته الإنقاذ ببلادنا.
ليتك حدثتنا عن الجديد المُفيد عندك وما يجعلنا نستبشر بحصاد ثورة ما زلنا نؤمن بعظمتها ، حدثنا عن ما أنجزتموه على الأرض وما يجعلنا نطمئن بأنّ ليل الأزمات لن يطول وأنّ بزوغ شمس الانفراج بات قريبا ، لقد أصابتنا التُخمة من كثرة الحديث ومن الوعود التي لو أوفى من ساسوا هذه البلاد باليسير منها لما كُنّا هكذا ، نفس النيل الذي تستخرِج منه أثيوبيا طاقتها الكهربائية (الفائضة) عن حاجتها يُقسِّم بلادنا من جنوبها إلى شمالها إلى نصفين ، وهو نفس النيل الذي تُوفِر مياهه حاجة مصر من الكهرباء ، وبينهما ننتظر نحن كما ذكر السيد الوزير في مؤتمره الصُحفي العاجل للتفضُّل علينا بالقليل منها لنُغطي به بعض العجز ونؤكد به الفشل.
يكفينا إنشاء يا هؤلاء والمُبررات الواهية لن تُفيدكم ولن تُخرِج البلاد من عتمة الظُلمة التي تعيشها ، واعلموا بأنّ المؤتمرات على كثرتها لن تُضئ لنا مسكناً ينتظر فيه أهل الحاجة على أحرّ من الجمر وصول الكهرباء إليه لقضاء حوائجهم ، ولن تدور بها وابورات مزرعة يحتوشها العطش ، ولن تلِف بها تروس ماكينات مصنع اشتدت حاجتنا لانتاجه ، جميعُنا يعلم بأنّ عصا موسى ليست بأيديكم فلا تُبالغوا في الوعود وساعدونا بالعمل في صمت ، والانجاز (إن) تحقّق يُحدِّث عن نفسه وعنكم.
والله المُستعان

صحيفة الجريدة