خبير يكشف لماذا صعد السيسي من لهجته حول أزمة سد النهضة الإثيوبي
كشف الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان، أساب التصعيد الذي ظهر في لهجة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي.
وقال السيسي، خلال مؤتمر صحفي عقده في الإسماعيلية اليوم الثلاثاء، بمناسبة استئناف حركة الملاحة في قناة السويس بعد تعويم السفينة الجائحة إيفر غيفن أمس: “نتمنى الوصول لاتفاق قانوني وملزم بشأن سد النهضة”.
وأضاف “لا مساس بمياه مصر”، محذرا من خطورة حدوث حالة من عدم الاستقرار في المنطقة في حال المساس بحصة مصر من مياه النيل.
وقال رسلان في تصريح لوكالة “سبوتنيك”: “حديث الرئيس السيسي متسق مع موقف مصر طوال الوقت، كانت هناك جهود تفاوضية مستمرة طوال الوقت، ومصر دولة لها تقاليد تشمل عدم طرح الخيار العسكري طالما هناك مفاوضات”.
وأضاف رسلان “اللهجة السلمية والتفاوضية التي انتهجتها مصر طوال الوقت قوبلت بتصعيد وتعنت إثيوبي. هذا التعنت لا يمتلك المقومات الكافية، وهو ما أثار حفيظة الرأي العام المصري وأثار غضبا كبيرا في مصر، وبدا كما لو كانت مصر متهاونة في حقوقها المائية”.
وتابع رسلان “حديث مصر في مجلس الأمن مؤخرا وطرح القضية بوصفها قضية وجودية، والحديث عن طبيعة الأمن القومي المصري وحدوده وأبعاده، كل هذا يتفق مع كلمة السيسي اليوم، كما أن كلمة السيسي تأتي بعد إبلاغ الجانب الإثيوبي للمبعوث الأمريكي إصراره على الملء الثاني في موعده، وهذا هو التصعيد الحقيقي، وحديث السيسي يرد عليه”.
وأكد رسلان “الرئيس السيسي في كلمته يؤكد على عدم قبول مصر بأي تنازل في حقوقها المائية، وهذا ليس تصعيدا بل هو الموقف الأصلي لمصر، والرئيس ينبه إليه مجددا”.
وأضاف “استراتيجية مصر كانت دائما الحفاظ على التعاون والتشارك في التنمية والتكامل الإقليمي، وإثيوبيا تسعى لخطط أخرى تهدف بها للسيطرة على نهر النيل وتحويله إلى أداة هيمنة وصعود إقليمي على حساب الآخرين، ويبدو أن الخطة الإثيوبية لديها إسناد إقليمي ودولي، لأن إثيوبيا بمعايير القوة الشاملة غير قادرة على إسناد تلك الخطة”.
وأشار رسلان إلى أن “خطة مصر تعتمد على استنفاذ مسار التفاوض بالكامل وبعد ذلك لكل حادث حديث”.
وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة عام 2011 من دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان، وفيما تقول إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، يخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء، بينما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
وانتهت إثيوبيا في الصيف الماضي من الملء الأول لخزان السد من دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب. وتطالب مصر والسودان بالتوصل لاتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد قبل إتمام عملية البناء وبدء مرحلة الملء، فيما فشلت المفاوضات طوال السنوات الماضية في التوصل لهذا الاتفاق.
العربية نت