هؤلاء شركاؤك يا حميدتي..!!
لم نفهم بالضبط أو نستوعب مُبتغى نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتى ، وما من مُناسبة ظهر فيها الرجُل إلّا واستغلها في نقد الطريقة التي تُدار بها البلاد ، والتي يرى أنّها لا تشبه الثورة ، وظلّ يوجه في سهام نقده اللاذعة لرفاقه ( بلا تسمية) ويتحدّث عن قصورهم في إدارة البلاد كما ينبغي لها أن تُدار ، وكأنّه خارج إطار المجموعة الحاكمة ، إذلم يخرُج قط على الناس ليُطمئنهم بأنّ الأوضاع بخير أو ستكون كذلك في يومٍ من الأيام ، وظلّ يجأر بالشكوى من آداء حكومة يجلس هو في أعلى هرم قيادتها.
نُذكِّر الفريق حميدتي بأنّه طرف رئيس في هذه الحكومة يطالك ما يطالها من فشل ، وخروجك من هذا المأزق لن يتم بكثرة الشكوى أو بتبرئة نفسك عنها هكذا إنّما يتم برفع يدك عن كُل المناصب الموكلة إليك (بالاستقالة) التي لم تدنو من ذكرها أبداً ولم تُلوِّح بها شأنّك شأن جميع من وصل إلى مقعد الحكم في هذه البلاد الموجوعة المسحوق مواطنها بصراع وأنانية ساستها ، أو القبول بهم والانغماس في العمل معهم وطرح رؤيتك التي ترى فيها المخرج من هذه الورطة وبوضوح.
ما من تفسير منطقي لانتقادات حميدتي المُتكررة للأوضاع سوى أنّ المطبخ السياسي للحكومة يعُج بالصراعات والخلافات ، ويبدو أنّ حكاية التمكين التي ظلّ يتحدث عنها يقف وراءها من لا يستطيع حميدتي أن يردعهم ويوقفهم عند حدهم ، والملاحظ أنّه لم يُسمي منهم أحد بل ظلّ يُعمِّم الكلام وينسب الفعل إلى مجهولين ، واعلم يا سعادة الفريق أنّ المواطن الذكي اللمّاح لديه القُدرة على التحليل والرصد وقراءة المشهد بشكل مُدهِش يقوده للفاعل حتى ولو لم تُفصِحوا عنه.
نتفق معك يا حميدتي تماماً بأنّ هذه الحكومة ما شغالة بالناس شغلة كما ذكرت وما فاضية ليهم ، وأنّ التمكين الذي مارسته الإنقاذ تمّ بعد سنوات طوال من استلامها للحُكم وبعد أن شيّدت قواعد حكمها ، ولقد مارسه رفاقك من أول شهر لهم ومن لا صاحب له داخلها لا مكان له فيها بصرف النظر عن مؤهلاته وخبراته ، ولكن يظل السؤال حائراً من الذي سمح لهم بذلك ومن يقف وراء ممارساتهم ومن يسند ظهورهم ، وقد اتفقنا من أول يوم للثورة على الشفافية وعدم الغتغتة التي أغرقت بلادنا في لجج المشاكل وما خرجت منها ولن تخرُج ما دُمنا نسير في نفس الطريق الشائك ، طريق المحاباة والعمل في الظلام.
افصحوا يا سعادتك عن أصحاب هذه الممارسات واترك للمواطن مُحاكمتهم ، وإلّا فبوابات الخروج التي خرج بها من ظنّوا أنّ نظامهم خالد لن يزول ما زالت مُشرعة ، ولدى حواء السودان القُدرة على إنجاب من يستطيعون حكم هذه البلاد بجدارة والنهوض بها باقتدار.
وكان الله في عونك يا بلادي.
***********
صحيفة الجريدة