تحقيقات وتقارير

في تطورات جديدة .. حميدتي يكشف عن تململ وسط الأجهزة العسكرية ومناوي يؤكد أن لا عودة للحرب !!


في تطور سياسي وأمني جديد، كشف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو عن تململ وسط الاجهزة الأمنية والعسكرية وتقصير في تأدية واجباتهم، خوفاً من استهدافهم، في إشارة واضحة وصريحة للقبض على وسجن بعض العسكريين على خلفية اتهامهم بقتل المتظاهرين يوم 29 رمضان الماضي.

وكان دقلو الذي يتحدث في تأبين القيادي في حركة جيش تحرير السودان مبارك نميري الذي أغتيل من قبل مجموعة مسلحة وهو في طريقه من مدينة مذبد نحو الفاشر بولاية شمال دارفور، كان دقلو قد اتهم خلال حديثه في التأبين أمس الجمعة جهات عملت على شيطنته والتقليل من شأنه، وقال إن هذه الجهات شككت في سودانيته وقللت من رتبته العسكرية.

وأكد محمد حمدان دقلو أنه أنه الشخص الوحيد في اللجنة الأمنية إعترض على مخططات منسوبي النظام السابق، وأضاف:” كنت الشخص الوحيد الذي اعترض على مخططاتهم، كلهم كانوا مجتمعين على فض الإعتصام” وتابع قائلاً: ” لولانا لكان البشير حتى الآن حاكماً، نحن من قمنا باعتقاله ووضعه في الإقامة الجبرية”.

وتساءل قائد قوات الدعم السريع عن ذنبه حتى تتم شيطنته والتقليل من شأنه، مشيراً في حديثه إلى أن: “هؤلاء يرون المناصب القيادية حصرياً على جهات معينة وأشخاص بعينهم” وأكد بأنهم عن بكرة أبيهم كانوا مجتمعين لفض الاعتصام، وأنه كان السبب في عدم فضه ودعم الشعب، والآن أصبح عدو للشعب”.

ويواصل دقلو قوله بأنهم يريدون اقتصار دوره في القتال في الخلا، وقال”اقتصروا دوري في أن أكون مقاتلاً في الخلا، أقاتل ناس الحلو ومناوي جبريل، لكن نحن تاني ما بنتغشى”، وأشار دقلو إلى أن التغيير في السودان حتى الآن لم يكتمل، ووصف ما جرى بأنه اعتقال للرئيس المخلوع عمر البشير فقط، وادخاله السجن، وكشف دقلو عن تململ وسط الاجهزة الامنية والعسكرية من تأدية واجباتهم خوفاً من استهدافهم.

وأكد قائد الدعم السريع بأن اتفاق السلام سيتم تنفيذه، وأن الترتيبات الأمنية أيضاً سيتم تنفيذها في غضون الايام المقبلة، ووصف الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية بالمضطربة، وإتهم المثقفين بقيادة حملة للعنصرية وشيطنة البعض”.

ومن جهة ثانية، أكد حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي عدم عودتهم مرة أخرى للحرب، مشيراً إلى جهات في الحكومة تُريدهم أن يقتتلوا فيما بينهم، وتعمل كذلك على تعطيل السلام، وأضاف مناوي إن نوايا تلك الجهات هي أن تتقاتل الحركات المسلحة فيما بينها.

وأوضح مناوي خلال حديثه في تأبين مبارك نميري قائلاً: ” في ناس بقولوا السلام لا يكتمل إلا بوصول الحلو، وبعد وصوله يريدوننا أن نقاتل الحلو” وأكد قائلاً: “لن نقاتل الحلو أو غيره”.
وكشف حاكم إقليم دارفور عن تفاصيل جديدة حول إغتيال القيادي في الحركة “مبارك نميري” وقال إنه أنه تعّرض لكمين في طريق عودته لمدينة الفاشر، مشيراً إلى أنه استطاع أن يتجاوز الكمين، وغادر موقع الحادث الأول، وأن المجموعة المسلحة التي كانت على متن دراجة نارية لحقت به، وأطلقت عليه النار من الخلف.

وكشف مناوي في حديثه خلال تأبين نميري أمس الجمعة عن إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم، وأضاف إن الاجهزة الامنية تجري تحرياتها للوصول لكل الجُناة ومحاكمتهم.

وفي حديث حاكم إقليم دارفور، أكد أنه تنظره مهام عديدة كحاكم للإقليم، من بينها تأمين حياة المواطنين، وأسواقهم، والطرق التي يعبرون بها، وشدد على ضرورة تشكيل القوة المشتركة لحماية المدنيين في اقليم دارفور، وناشد سكان دارفور بضرورة المصالحات وتقبل الاخر لدعم التعايش السلمي، واستبعد مناوي عودتهم مرة أخرى للحرب، قائلاً: ” لن نقاتل بعضنا البعض، وسندعم السلام رغم رفضه من قبل جهات في الحكومة”. وطالب مناوي الحلو وعبد الواحد ومنصور أرباب والريح محمود اللحاق بركب السلام، وتابع قائلاً: “أتى هذا السلام بثمن غالي، في ناس بظهروا دعمهم للسلام، وفي السر يعارضونه، إلا أن حميدتي أصر على تحقيق السلام ولعب فيه دور كبير”.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر لـ”الجريدة” بأنه مهما حدث من تجاوزات في المرحلة الحالية، فإن أطراف السلام ، بما فيهم قادة المسارات المختلفة، ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، لا مناص من أنهم يرتفعوا ويتحملون أعباء المرحلة الحالية، وأن يعملوا على تجاوز الاستثناءات حسب المبادئ الدستورية وحكم القانون بشكل خاص، وأضاف: ” لذلك الطريق الآن نحو السلام أصبح واضحاً والمجتمع الدولي مؤيد للسلام في السودان، والطريق الاقتصادي هو المخلص الوحيد لمستقبل السودان، ولا عودة للحرب والنزاع ولا عودة كذلك لأي إجراءات استثنائية ولا عودة للحكم البائد”.

وكشف موقع “مونتي كاروو” عن تصاعد حدة التوتر والخلافات بين قادة المكون العسكري، وقال الموقع على منصاته الالكترونه بأنه قائد الدعم السريع حشد اربعين قطعة مدرعة في الخرطوم، وأن قوات الدعم السريع رفعت وتيرة استعدادها القتالي داخل العاصمة القومية في كل معسكراتها الفرعية.
ووفقاً لـ”مونتي كارو” فإن حميدتي قد أعاد تمركز نحو أربعين قطعة مدرعة وسيارات همر مصفحة من وحداته الفرعية في مقر قواته شرق مطار الخرطوم (مقر عمليات جهاز الأمن سابقا) استعداداً لطارئ ما .
ولم يتسنى لـ”الجريدة” التأكد من مصدر بقوات الدعم السريع، حيث لم يرد الناطق الرسمي على اتصالاتها المتكررة.

وكشف موقع “مونتي كاروو” الاخباري أن القيادة العامة القوات المسلحة وضعت كل مناطق العاصمة السبعة تحت الاستعداد بدرجة ١٠٠٪؜ وأضاف: “علمت مونتي كاروو أن الفريق أول محمد عثمان الحسين زار فجر اليوم (الجمعة) سلاح المدرعات في الشجرة وتاكد بنفسه من الجاهزية القتالية للسلاح، وكان الفريق عصام كرار رئيس أركان القوات البرية قد قضى ليلة أمس في اتصال مباشر بالوحدات ولا يزال حتي كتابة هذا التقرير في سلاح المدرعات بالشجرة، وقد تمم بنفسه على كل وحدات السلاح، في غياب قائد الوحدة اللواء أحمد عبود بسبب اصابته بالكورونا موخرا، وتحسبهم لخوض مواجهة ربما تحتاج الي قيادة متقدمة قد لا يتناسب مع حجمها قائد ثاني العميد أيوب أيوب عبد القادر محمد مصطفي الذي يعتقد أنه وثيق الصلة بقائد الدعم السريع الفريق أول حميدتي” .

وواصلت وكالة “مونتي كاروو” قولها أن اجتماعاً رسمياً قد جمع كلا من الفريق كرار بالعميد أيوب والمقدم مدثر مساوي قائد مدرعات الاذاعة، بغرض إحكام السيطرة على الامور، وأضافت الوكالة أن العميد ايوب شكى من عدم تعاون أركان الوحدات الاخرى لأنه طلب امداد وتشوين، ولَم يتم الاستجابة له، ولَم يذكر كرار له أن السبب هو معلومات ترد بشأن علاقة حميدتي بِه”.

ونفى الصحفي عبد المنعم سليمان هذه المعلومات، مؤكداً أن خطة فلول النظام البائد وأذرعه الإعلامية تقوم على خلق الخلافات والمشاكل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال منعم سليمان على صفحته بالفيس بوك: “قوات الشعب المسلحة موحدة بكل فصائلها، ولا صحة لوجود توترات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأي تحركات لأي قوات أو آليات عسكرية داخل الخرطوم تتم بتنسيق تام بين القوات وبمعرفة قيادة الجيش، القوات المسلحة بما فيها قوات الدعم السريع تقف سدًا منيعًا ضد أي محاولة تخريبية أو انقلابية أو أي مغامرة عسكرية يحاول القيام بها سدنة النظام البائد”.

ووفقاً لموقع صحيفة السوداني، التي نقلت عن العميد أبو هاجة مستشار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قوله: “بعد فشل مُخطّط إثارة الفوضى في مواكب الأمس، التي خرجت في سلمية أشاد بها الجميع، يُحاول البعض الآن خلق الفتنة وبث الشائعات بين المكونات العسكرية والأمنية، التي تعمل بكل مهنية وتنسيق كامل فيما بينها”، وأضفت الصحيفة نقلاً عن مُستشار البرهان العميد أبو هاجة، فإن الجيش والدعم السريع يعملان في تناغُم تام، وما أوردته بعض المواقع وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك خلافات بين الجيش والدعم السريع لا أساس له من الصحة “.

وكانت الدكتورة أميرة كابوس قد أعلنت نيابة عن أسر الشهداء في إفطار 29 رمضان بالقيادة العامة، أعلنت قائلة: “أنه من المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقهم، في منظمة اسر شهداء ثورة ديسمبر، وفي هذا المنعطف التاريخي نشير بأصابع اتهامنا اليوم امامكم والعالم أجمع بشكل واضح دون مواربة، بناءً على الشواهد والمشاهد والادلة التي ظهرت قبل واثناء وبعد فض الاعتصام، نتهم محمد حمدان دقلو وشقيقه عبدالرحيم وقوات الدعم السريع، في تنفيذ وارتكاب جريمة فض الاعتصام التي اثخنوا فيها قتلا وحرقا وعاثوا فساداً ودماراً”. وأضافت أنه على المذكورين الاعتراف بجريمتهم التي وصفتها بـ”النكراء” أمام جموع الشعب السوداني، في مدة أقصاها الثالث من يونيو”.

حافظ كبير
صحيفة الجريدة