أحرقوا الأزمة بالجازولين
(1 )
البلاد الآن في وضع انتقالي وهو يعني أنها خرجت من نظام وفي طريقها الى نظام آخر، فأبسط شيء ان ينتظر الناس إكمال المشوار، فلم يحدث من قبل أن ثار الناس على نظام انتقالي ببساطة لانه أصلا مؤقت، ولكن اذا جينا للحق الخطأ خطأ الذين ردموا الفترة الانتقالية وحملوها فوق طاقتها لا بل أعطوها مهاما لم تكن في يوم من الأيام من مهام الفترات الانتقالية، لذلك حدث ما حدث أو(حدس ما حدس) عليه قبل الذهاب الى إسقاط الحكومة الانتقالية ينبغي ان يذهب الحديث الى مراجعة مهام المرحلة الانتقالية وإعطائها الحمولة التي تتناسب وظهرها اللين (الضهر اللين هو ضهر الدحش الصغير والدحش هو صغير الحمير) أها نشرح لامتين ؟
(2 )
لكن قبل العمل على استعدال الفترة الانتقالية يلزمنا العمل على الخروج من الأزمة الناجمة من الصدمة التي أحدثتها زيادات الوقود التي حدثت في الأسبوع الماضي لأنها وقفت الحياة في البلاد فاذا كان هناك إجماع على مخرج للبلاد من أزمتها الافتصادية هو الإنتاج ولا شيء غير الانتاج، فهذه السياسات الأخيرة قد دمرت الإنتاج نهائيا، فالجازولين هو محرك الإنتاج الأول زراعيا وصناعيا ونقلا والذي منه، فالزيادات المهولة في أسعاره يعني توقف كل القطاعات المشار اليها . عليه لابد من معالجة سريعة لهذا الأمر حتى تتحرك عجلة الإنتاج والبلاد مقدمة على خريف واعد على حسب تنبؤات مصلحة الإرصاد الجوي .
(3 )
شعار إسقاط الحكومة الذي يشتغل عليه بعض الناس الآن ويعبئون الشارع نحوه ليس فيه اي حل للأزمة، فالحكومة المرتقبة بعد السقوط لا يمكن لأحد ان يتخيل شكلها وملامحها ومتى تعتلي منصة الحكم واي السياسات سوف تطبق، ولكن الأمر المؤكد انها لن تملأ كل طلمبات الوقود بالجازولين لتتحرك عجلات الانتاج لا بل الأقرب للحدوث هو دخول البلاد في فراغ سياسي لا يعلم مداه إلا الله وليس هذا رجما بالغيب بل الواقع يقول ذلك فعندما سقط نظام الكيزان تمسك الناس بقشة قحت خوفا من ذلك الفراغ والآن قحت نفسها ذهبت في حق الله، ففي من سيثق الناس لتشكيل الحكومة القادمة ؟ هل سوف يستلم الحكم العساكر ؟ وكيف تتفق المكونات العسكرية ؟ وكيف سيقابلها العالم ؟
(4 )
فيا جماعة الخير الحل ليس في تسقط بس الحل كما ذكرنا بالأمس بل في اجتراح برنامج اقتصادي متفق عليه . هناك من سينبري بالقول ان لقحت برنامجا اقتصاديا (ما تخرش منه المية ) ولكن حمدوك وحكومته باعه وذهب الى برنامج صندوق النقد الدولي طوعا أو كرها ، ولكن في تقديري ان اللوم يقع على قحت لأنها لم تقدم لحمدوك الحضن السياسي ليسمع كلامها فهي قد تحولت الى مراقب ومعارض وليس داعما، كما انها خانت العهد وعملت حكومة محاصصة من أسوأ أنواع المحاصصات بدلا من حكومة الكفاءات الوطنية التي كان متفقا عليها، فكان من الطبيعي ان يتجه حمدوك الى شلة المزرعة وبعدها للصندوق ليس هذا فحسب بل الرجوع لذلك البرنامج الاقتصادي القحتي مستحيل الآن لأن ما طبق من سياسات صندوقية وضع البلاد في خانة جديدة . لكل الذي تقدم لابد الآن من برنامج اقتصادي جديد يبدأ بحل إسعافي لمشكلة الجازولين. فيا جماعة الخير بدلا من أن تسقط بس اذهبوا للاقتصاد وكحل إسعافي ووفروا الجازولين وبأسعار مناسبة، وتاني تعالوا شوفوا مفردات الأزمة التي سوف تتداعى كقطع الدومنيو.
صحيفة السوداني