عبد اللطيف البوني

حلم السودان جازولين


(1 )
لليوم الثالث على التوالي مازلنا نلت ونعجن في الوضع الاقتصادي المأزوم الذي وصلته البلاد فقلنا فيما سبق دعونا نفكر خارج الصندوق وهذا يبدأ بتشخيص الازمة بأنها ليست ازمة سياسية بحتة انما ازمة اقتصادية في المقام الاول لذلك دعونا نقصر وقوفنا على الصيدلية الاقتصادية في بحثنا عن الدواء وقلنا المرة دي خلونا من سقوط الحكومة لان الظرف الحرج الذي تمر به البلاد لايسمح بأي فراغ سياسي لانه قد تدخل منه شرور تغطس حجر البلاد وتجعلنا نبكي على ما نحن فيه الآن عوضا عن البكاء منه.
(2 )
خلونا نتفق على أن اي دعم لأي سلعة تشوه اقتصادي لابد من علاجه ولكن في نفس الوقت دعونا نتفق على أن الرفع الذي تم في الاسبوع الماضي شكل صدمة قوية جعل اهل السودان يفقدون اعصابهم لا بل وصلنا مرحلة التشكيك في أن الذي تم هو أن الحكومة تريد أن تسير دولاب الحكم بالاخذ عنوة من جيب المواطن، فالحكومة بدلا من العمل او حتى التفكير في خفض النفقات ظلت تزيدها كل يوم ففاتورة الاستيراد وصلت 12 مليار دولار بعد أن كانت ثمانية مليارات فقط قبل عامين وكل المستورد ليس فيه اي سلعة رأسمالية اي ما يزيد الانتاج فكيف و لماذا حدث هذا ؟ سلام جوبا الذي لم يجد من يدعمه قيل انه يحتاج الآن الى دولارات تحسب بمئات الملايين فالذين وضعوا هذا السلام من الجانبين الا يعرفون حال البلاد ؟ لماذا لم يفكروا في سلام اقل تكلفة طالما قال الجميع انهم ابناء هذه الثورة الظافرة ؟ اذن يا جماعة الخير سياسات الحكومة الانتقالية هي التي اودت بالجنيه السوداني.
(3 )
ومع كل الذي تقدم قلنا إن الحل ليس في اسقاط الحكومة الحالية انما في اصلاح سياستها الاقتصادية التي تسببت في الاذية فالمشكلة ليست في الاشخاص انما في السياسات فاذا ما وضع البرنامج الاقتصادي الانقاذي (تاااني الانقاذ ؟) فمن السهولة ايجاد الاشخاص الذين يديرون دفة الامور . وهناك اسباب عملية تجعل الحكومة القائمة او على الاقل رئاسة حمدوك لها امرا لابد منه منها انه لا سبيل لحكم عسكري فالعالم له بالمرصاد ثانيا لن تأتي حكومة ترجع الدعم للسلع لانه تشوه لابد من انهائه ثالثا هذه الحكومة قطعت شوطا مقدرا في انهاء عزلة السودان وجعلته مقبولا لدى ( الاسرة الدولية) وبما أن اسم السودان في القبول ما زال حديثا اي مكتوبا بقلم الرصاص فيمكن ترجع ايام العزلة والحصار بأسرع مما نتصور فلكل الذي تقدم اصلاح الحكومة الحالية ببرنامج اقتصادي جديد وسياسات تقشفية صارمة يبقى هو الحل
(4 )
بعد وقف عبث الاستيراد وتخفيض مليارات المستورد الى اقل عدد ممكن لابد من العمل على زيادة الانتاج والا ستظل الحال في حالها. قلنا بالامس إن اعادة النظر في سعر الجازولين فقط كفيل بجعل عجلة الانتاج تدور فهل من المستحيل حشد طاقات البلاد وعلاقاتها الخارجية وهمة مغتربيها في (البابور جاز) ؟ اعطوا الشركات والجماعات والافراد والهيئات الفرصة لاستيراد الجازولين مع كامل الاعفاء من القيمة المضافة واي رسوم اخرى وكفوا عنه صفافير بوليس الحركة حتى يصبح الجازولين في كل مكان مثل ازيار السبيل وبعدها تعالوا شوفوا الكراكات والتراكتورات والبلدوزرات والشاحنات والحاصدات واللواري والهكرات تعمل شنو في البلد دي ؟

صحيفة السوداني