زاهر بخيت الفكي

زاهر بخيت الفكي يكتب: الحسم قبل الدعم..!!


جاء في الأخبار أنّ مجموعة مُسلّحة اختطفت (2) من طاقم تأمين حقول دفرا للنفط بغرب كردفان، وقام المُسلحون بنهب عربة تخُص أحد أفراد طاقم التأمين تحت تهديد السلاح، وما أكثر ما غفلت عنه الأخبار، ودونكم ما يحدُث اليوم في داخل الخُرطوم من نهب وسلب في وضح النهار ارتفعت به حالة الحذر إلى أقصاها، وعصابات النيقرز تصول وتجول من أدنى المدينة لأقصاها بحرية تامة بلا خوف من سُلطةٍ أو رهبة من قانون، والقادر على مُهاجمة المواطن وسط العاصمة يسهُل عنده اختطاف الناس ونهبهم خارجها.
نسأل الله أن يُعيدهما إلينا بخير ويجمع شملهما بأهلهِما.
خبر اختطاف مُهندس من مناطق انتاج النفط أو نهب موظف من موظفي المنظمات العاملة في مناطق الصراعات، يُعتبر من الأخبار التي اعتدنا عليها لكثرة حدوثها، لا سيّما في سنوات الإنقاذ الأخيرة واتساع دائرة الصراع وعدم قدرتها على السيطرة، ولم يكُن ساستها يهتمون كثيراً بالحوادث المُتكررة والتي طالت حتى الأجانب الذين جاءت بهم مؤسساتهم ومنظماتهم للعمل في السودان، إذ لم يعُد للإنقاذ ما تخشى على ضياعه بعد انعزالها، واجماع دول العالم على اتهامها بالارهاب ووضعها في أعلى قائمة الإرهاب باعتبارها نظام مُصدِّر للارهاب يُمنع التعامل والتعاون معه بل وفرض المزيد من العقوبات عليه.

دعونا نسأل أهل الشأن ومن تصدوا للإمساك بملفات الأمن إلى متى سيستمِر الحال هكذا ضرب ونهب وسلب واختطاف..؟

نوجه السؤال أيضاً لساسة الحكومة الانتقالية من العساكر والمدنيين أين أنتُم يا سادة من هذه الفوضى ومن يتصدى منكم لحسمها..؟
ونُذكِّر ساستنا الأكارم بأنّا قد أشرعنا أبوابنا لدخول من وافق على الاستثمار عندنا بعد أن أزاحت الثورة من كانوا سبباً في عُزلتنا، وقد وعدنا أصدقاء السودان بالدعم والمجئ إلينا يحملون أموالهم وأدواتهم المعينة للاستثمار للعمل سوياً معنا، مما يتطلّب منّا تهيئة الأجواء لهم وتوفير الحماية لهم ولمشاريعهم من عبثِ بعض العابثين، ومن أمثال هؤلاء الذين امتهنوا الاختطاف والسلب والنهب حرفة يتكسبّون منها بلا مُبالاة أو خوف من قانون، فهل وضعتُم الخُطط الجادة لحمايتهم وأعددتُم العُدة لحسم هذه التفلتات المُتزايدة..؟، حتى ينعم من يأت إلينا بالهدوء والاستقرار، مع العلم بأنّ أمثال هؤلاء الحمقى الذين يتأبطون أسلحتهم لاصطياد فريستهم من طرف لا يهمهم إن كان المجني عليه موظف سوداني أو مستثمر أجنبي.
لن نجني شيئاً من ثمار العلاقة الجديدة بيننا ومن أرادوا مُشاركتنا والاستثمار في بلادنا، ولن يتحقق حُلمنا ببلوغ الغد السعيد إن لم نحسم هذه التلفتات ونبسُط هيبة الدولة في كامل تُرابها، ونضع من القوانين الصارمة ما نستطيع بها حماية أنفسنا ومن يأت إلينا بالدعم من الذين استغلوا غياب القانون وانتشروا في أرضنا يبغون فيها الفساد.
حمى الله البلاد وأهلها من شرورهم.

صحيفة الجريدة