عبد اللطيف البوني

عبد اللطيف البوني يكتب: مع السيد عمر مرزوق


(1 )
تسيد نشرة التلفزيون القومي الرئيسية لمساء الجمعة الماضية الثاني من يوليو الجاري اخبار بداية الموسم الزراعي (المتعثرة) في كثير من انحاء السودان وقد كان تركيز النشرة على مشروع الجزيرة كبيرا حيث طافت الكاميرا مع محافظ المشروع عدة اقسام في المناقل واستنطقت من قابلتهم من المزارعين والمسؤولين فكان هناك اجماع على انه توجد مشكلة ري حقيقية فالقنوات لم تُصَن وبعضها مكسر وهناك تدن واضح في مناسيب المياه، الامر الذي لم يؤثر على الزراعة فقط بل على شرب الانسان والحيوان. والغريب في الامر أن ممثل المزارعين في لجنة التسيير هو الوحيد الشذ وقال إن الحال عال العال ومحصول الفول السوداني (نور) بتشديد الواو . قبل أن نواصل هذا الموضوع لابد من الاشادة بتلفزيون السودان على هذا الجهد الميداني الرائع وهكذا يجب أن يكون التلفزيون ولكن اخشى ما اخشاه أن يكون قد فعل ما فعل لان اليوم كان جمعة والحكومة مؤجزة وبالتالي ما عندها اخبار والزراعة وجدت الدار خلا
(2 )
اكتملت جوانب الموضوع بحضور السيد عمر مرزوق محافظ مشروع الجزيرة للاستديو بلحمه وشحمه وسمته الهادي وزيه الوطني بعد أن ظهر في الخبر الميداني بزيه الافرنجي. وفي مقابلة قصيرة مع مذيعة النشرة امن السيد مرزوق على كل ما ورد من اخبار ومخاوف من الري في النشرة ووجه هجوما لاذعا للمسؤولين عن الري ولكن بلغة هادئة خالية من التجريح وبمذاق سوداناوي حيث كان يستخدم عبارة (اخوانا في الري) وقال انه في كل المناقل حيث القنوات تشكي وتبكي من عدم الصيانة وجدوا ثماني كراكات فقط قيد العمل في 53 مكتبا وذكر انه ذهب الى شركة زادنا ومنحوه خمس كراكات ولكن (اخوانه في الري) لم يحضروها. وامن مرزوق على انه ليست هناك مشكلة في كمية المياه انما المشكلة في لوجستيات الري. لكم تمنيت من المذيعة أن تسأل السيد مرزوق وتقول له ألست انت المسؤول الاول عن المشروع؟ فلمن تشكو الري ؟ ليقول لها إن الري ليس مسؤولية ادارة مشروع الجزيرة انما هو مسؤولية وزارة الري الاتحادية وبالطبع لن يقول لها إن وزارة الري مشغولة هذه الايام بسد النهضة الذي (غطست فيه حجر السودان )
(3 )
ما لم يقله السيد مرزوق إن قرى الجزيرة مليانة بالكراكات التي يملكها افراد من المزارعين بالاضافة لكراكات الشركات لكن وزارة الري لديها موقف منها (غير فني ) وهذه قصة اخرى. وما لم يقله مرزوق إن (اخوانه في الري) يشكون من انعدام الوقود والذي توفر الآن بأسعار عالية وهم يشكون من قلة الضريبة الممنوحة لهم مقارنة بما تأخذه ادارة المشروع . لكم تمنيت لو أن مسؤولي النشرة في التلفزيون حملوا كاميراتهم وذهبوا لوزارة الري وعرضوا عليها ما قاله السيد مرزوق والمزراعون ليردوا عليهم ولكم تمنيت أن يظهر لنا مختص في ادارة المشروعات ليقول لنا لماذا لا يكون الري في المشروع تابعا لادارة المشروع كما كان حادثا من قبل؟ ما علينا ولكن قبل أن نبرح هذه المحطة وبعيدا عن قضية العطش نبارك للسيد مرزوق نجاح جهوده لعودة النمط الاداري القديم بمخصصات وواجهات جديدة على رأسها العربات الدبل قبين (هاك البنزين المجاني دا) وعودة الزهور والورود والبوابة الماخمج لبركات وعقبال عودة كل السرايات والحساب المشترك والمزارع الحفيان وبالمرة كلب اهل الكهف.

صحيفة السوداني