تحقيقات وتقارير

الخرطوم وأديس ابابا .. تصاعد الخلافات

استدعت الخرطوم أمس ، سفيرها لدى اثيوبيا على خلفية الايحاءات بأن السودان يلعب دورا في النزاع في اقليم تغراي ،هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء سفير السودان لدى إثيوبيا فسبق أن تم استدعاؤه فبراير الماضي بعد تصاعد الازمة بين البلدين بسبب التطورات في الفشقة .

مجلس الأمن
عندما تسربت الاخبار بأن السودان يتجه لرفع شكوى ضد اثيوبيا لدى مجلس الامن الدولي بخصوص سد النهضة ، طالب مراقبون بعدم المضي في هذه الاتجاه لانه سيعقد المشاكل اكثر بين الدولتين ، وتنبأوا بأن المجلس لن يفرض عقوبات علي اديس ابابا وبالكاد سيصدر بيانا ناعما ، مؤكدين ان الحل السلمي هو الانسب ، حتي لو دعا الامر لتغيير وفد التفاوض ، لكن قال وزير الري ياسر عباس في مؤتمر صحفي بالخرطوم إن قبول الامر في مصلحة السودان وسيجد الملف اهتماما من الدول الكبرى ، لكن الآن الامور اصبحت اكثر تعقيدا .

تغيير القوات:
في اجتماع مجلس الأمن والدفاع الذي انعقد الاسبوع الماضي بالقصر الجمهوري جدد رفضة لبقاء القوات الاثيوبية ضمن القوات بأبيي وطالب بتغييرها ، وسبق أن طالبت وزيرة الخارجية مريم الصادق بتغييرها ، لكن رفضت دولة جنوب السودان ، وبررت مريم بانه لا يمكن ان تحشد القوات الاثيوبية قواتها في الحدود الشرقية بالبلاد ، ونفس الدولة تكون مشاركة في حفظ الامن بأبيي ، لكن خبراء في العلاقات الدولية اشاروا في تصريح لـ(السوداني) إلى أن مجلس الامن لا يوافق على تغيير القوات الا بموافقة دولة جنوب السودان ، واعتبروا ان رفض جوبا كان هدفه الا تصل التوترات بين الخرطوم واديس ابابا الة مراحل بعيدة.

رئيس الايقاد
السفير الرشيد ابو شامة اكد في تصريح لـ(السوداني) ان استدعاء السفير السوداني لدي اثيوبيا تصرف صحيح ، ويمكن للخرطوم ان تسأل اديس ابابا عن لماذا تتهم السوان بأن لديه مصلحة في النزاع الدائر الان باقليم التغراي ؟ خاصة وان العالم كله يتابع النزاع.
مشيرا الي ان رفض اثيوبيا مبادرة رئيس الايقاد ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك بسبب توتر العلاقات بين البلدين ، خاصة بعد الشكوي التي قدمها السودان بمجلس الامن حول سد النهضة ، مستدركا: السودان تدخل بصفتة رئيس الدورة الحالة للايقاد ،وهذا لا ينفي رئيس وزراء السودان بالتالي التصرف طبيعي ، وقال إن النزاعات التي حدثت باثيوبيا جعلت العالم كله يتدخل ، ومن مصلحة الايقاد استقرار الاقليم عبر تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتنازعة .

مبادرة الجزائر :

بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ(السوداني) فإن اثيوبيا هي التي طلبت من الجزائر التوسط في قضية سد النهضة ، مشيرة الي انها ليست مبادرة بمعناها المعروف ، لكنها افكار اولية وارادت الجزائر ان تتلمس وجهات نظر الدول الثلاث، واقترحت اجتماعا ثلاثيا للقمة الجزائرية ، لكن لا توجد مبادرة حقيقية ، واوضحت ان السودان رحب بالفكرة لانه لا يمكن ان يقبل بمبادرة خارج الاتحاد الافريقي .

خبراء في العلاقات الدولية ذهبوا في تصريح لـ(السوداني) الي أن الجزائر دولة كبيرة وتحظى باحترام وقبول من الدول الافريقي ، بالتالي هي تعلم ان مبادرتها ستجد القبول ، كما وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يعرف السودان جيدا وكان مفوض الامن والسلم الافريقي .
مشيرين إلى أن الدول العظمى ليس من مصلحتها نشوب حرب في المنطقة ، لان ذلك سيعني عدم الاستقرار للاقليم ككل ، مشيرين إلى أن ملف سد النهضة اصبح ملفا سياسيا ويتعامل معه السودان على هذا الاساس .

واوضحوا أن سد النهضة هو الجامع للاثيوييين ، لذلك اي تفريط من ابي احمد حوله ، سيثير سخط اعليه ، لذلك لا يريد ان يحدث اعداء السد بالداخل ، لذلك يمكن أن يقبل اي مبادرة في هذا الشأن ، واعتبروا ان رفضه مبادرة رئيس الايقاد ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك لحل النزاع في اقليم تغراي لارسال رسالة لمواطنيه يعلمها هو ، موضحين ان العلاقة بين الشعبين طيبة ولم تتأثر بمواقف حكومة البلدين.

الاوضاع لا تسمح
قضية سد النهضة وجدت اهتماما دوليا ، خاصة بعد الحشد العسكري للبلدين علي الحدود الشرقية ، رغم ذلك فرأي خبراء عسكريون ان هذا الـ(الاستعراض والتخويف) بدليل انه حتى الآن لم تحدث حرب بينهما.

السفير الرشيد ابو شامة رأي في تصريح لـ(السوداني) انه مهما توترت العلاقات بين السودان واثيوبيا فانها لن تصل الي مرحلة الحرب ، مشيرا إلى أن اديس ابابا تراجعت قليلا عن اعتقادها بانه يمكن أن تضم اليها ارض الفشقة بالقوة العسكرية ، وقال ان هذا يصب في خانة انها مقتنعة بأن الفشقة ارض سودانية كما ان الوثائق تؤكد ذلك .

موضحا ان الاوضاع باثيوبيا لا تسمح بفتح جبهة قتال مع السودان ، مشيرين الي ان السودان اكبر دولة بها عدد لاجئين من اثيوبيا ، لافتا الي معسكر اللاجئين بالقضارف استقبل اكثر من 3 الف لاجيء اثيوبي في يوم واحد، وقال *من مصلحة اثيوبيا المحافظة على علاقات مع السودان .
واضاف بالمقابل فان السودان يعيش اوضاعا اقتصادية معقدة ولا يمكن ان يدخل في حرب مع اثيوبيا ، واذا حدث ذلك فإنه سيحول ميزانيتة القليلة الي ميزانية حرب ، وهذا يعني انهيار الوضع كليا بالبلاد.

بيان الخارجية :
وزارة الخارجية اصدرت بيانا أمس، اشارت فيه الي ان الايحاء بأن السودان يلعب دورا في النزاع في اقليم تغراي وادعاء الاحتلال هو استمرار درجت عليه اثيوبيا من تجاوز الحقائق في علاقتها بالسودان ، وترويج مزاعم لا تملك لها سندا ولا تقوم الا على اطماع دوائر في الحكومة الاثيوبية لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها .

لافتا الي ان مبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في اطار رئاستة للايقاد تهدف الي تشجيع الاطلااف الاثيوبية علي التواصل لوقف شامل للحفاظ علي وحدة واستقرار اثيوبيا ، تمسكت بأن التواصل بين البلدين هو الاساس لتخطي مايطرأ من تعقيدات ، كما هو اساس لترقية العلاقات بينهما ، مشيرة الي جهود السودان لن تتوقف بحكم مسؤوليته وسيواصل جهوده لايجاد حل للنزاع في أثيوبيا .

موضحا ان التحلي بالمسؤولية واستبشاع المعاناة الانسانية الكبيرة في اقليم تغراي يسوغان للسودان وكل قادر علي الفعل الايجابي ان يبزل مافي والوسع للمساعدة ، ناهيك عن رئاسة السودان للايقادوواجباته المستحقة ، مشيرا الي ان السودان تقع عليه كثير من آثار النزاع خاصة اللاجئين ، مؤكدا ان اديس ابابا ستحسن موقفها اذا نظرت لما يمكن ان يقوم به من حل بدلا عن رفضها اي سعي منه ، منوها إلى أن الاطراف الاقليمية والدولية جميعها مهتمة بطي النزاعات في اقليم تقراي .

الخرطوم: وجدان طلحة
صحيفة السوداني