خاف من الله
قصص الأمانة تدور منذ عهد بعيد ولكل العصور حكاياها.. آخرها حكاية الراعي.. ومع احترامي الشديد لموقفه فالراعي رفض السرقة.. اي امتنع عن ارتكاب جريمة.. الأمانة ان تعثر على شيء لا يخصك وتبحث عن صاحبه.. لكن أن تبيع مالا يخصك فهذه سرقة عديل..فالراعي الصالح هذا امتنع عن السرقة.. ما يحير اعتبار ذلك بطولة.. وكلنا الا الحرامية.. يرفضون بيع ما لا يخصهم ومهنة الراعي اساساً حماية القطيع من اللصوص والحيوانات الضارية والاهتمام بأكله وشربه فكيف يكون اميناً لأنه لم يبيع ممتلكات غيره.. وإذا فعل ذلك فذلك يعني أنه سيبيع كل القطيع..
هنالك حدوتة قديمة اعاد انتاجها برنامج (حكايات سودانية) في قناة الشروق فقد صور رجلاً في حي لا يساعد الناس، ويبخل عليهم حتى بماء الشرب، وينصرف عنهم ليقضي أموره وحده.. أخيراً يمرض ويغمى عليه فيفتقده الجيران، فيتسورون المنزل، و يسعفونه فيعود يعاشر الناس من جديد.. هذه الحكاية رغم عدم حبكتها ورغم انها لم توضح لنا اسباب(توحد) الرجل ورفضه لمساعدة الناس..(هو كده) بدون مقدمات.. لكن هذه الحكاية أعجبت الناس وقرأت عنها واستمعت الى مستمع يحكيها فى اكثر من إذاعة فقد افتتن الناس بها..! وهذا يحتاج الى وقفة..
من عبارتنا السالبة قولنا (فلان ده كاتلاهو الامانة) كأنما الأمانة شيء قاتل!! وينبغي ان لا تقتل الأمانة.. وكأنها دعوة الى السرقة والفساد والاعتداء على المال العام. قبل مدة حكى لي عمال فندق كبير.. أن زميلهم وجد في حجرة نزيل خليجي «200.000 دولار» .. وكان الرجل قد تحرك صوب المطار..فلحق به العامل واعطاه نقوده.. فحملها الخليجي وانصرف عن الرجل.. وما آلمهم
جداً إنه لم يمنح العامل ولو نصيبه الشرعي وهو عشرة في المائة.. وكانوا يتحسرون على ذلك.
ربما الخليجي هذا تعود أن ينسى مالاً أو شيئاً غالياً في كل فنادق الدنيا وكانوا يعيدونه له فلم ير في الموقف أمانة أو غيرها.. فكأنما العامل ادى واجبه والاجراء القانوني في مثل هذه الحال لا أن يبحث العامل عن النزيل أن يسلم ماوجده لإدارة الفندق.. والتي بدورها تتخذ الإجراءات من اتصال بالرجل.. تطوع العامل لأداء مهمة لا تخصه وكانت تكاليفها عليه كبيرة، لأنه اعتبرها موقفاً شخصياً .. وربما اذا كان هنالك فعلاً قانون أوعرف يذهب الى أن يمنح من يعثر على مالٍ عشرة بالمائة لكان الفندق قد تحصل له على مكافأته هذه.
أما اعجاب الناس بالحكاية السودانية تلك رغم سذاجة فكرتها ولا ينفي ذلك الاداء التمثيلي المبدع فيها.. فهذا ايضاً يحاول اقتلاع التعاون اقتلاعاً من الناس بفكرة إنك ان ابتعدت عن الناس، قد تموت جراء ذلك.. صحيح كان ناس الحله من الأخيار لكن ألا ترى انهم كانوا يتجسسون على الرجل، ويرقبون حركاته وسكناته ويراقبونه مراقبة لصيقة حتى تم التعرف على غيابه.. ويقررون إنه موجود بالمنزل ولم يخرج أو لم يسافر.. ثم يتسورون المنزل دون تبليغ الشرطة التي ستكون ايجابية في انقاذه بما لديها من امكانيات.. يبدو أن عمل الخير اصبح ضرباً من البطولة.. وهذا ما جعل زبونة احدهم وكانت بائعة خمر «عرقي» واصيب زبونها بمشكلة في عينيه، وكانت شائعة أن العرقي المضاف إليه (الاسبرت) يسبب العمى.. فلما جاءها بعد أن شُفي .. استفسرت إن كان ما عماه خمرها.. فقال: لا .. فقالت: أيوه عشان أنا بخاف الله !!
قصص الأمانة تدور منذ عهد بعيد ولكل العصور حكاياها.. آخرها حكاية الراعي.. ومع احترامي الشديد لموقفه فالراعي رفض السرقة.. اي امتنع عن ارتكاب جريمة.. الأمانة ان تعثر على شيء لا يخصك وتبحث عن صاحبه.. لكن أن تبيع مالا يخصك فهذه سرقة عديل..فالراعي الصالح هذا امتنع عن السرقة.. ما يحير اعتبار ذلك بطولة.. وكلنا الا الحرامية.. يرفضون بيع ما لا يخصهم ومهنة الراعي اساساً حماية القطيع من اللصوص والحيوانات الضارية والاهتمام بأكله وشربه فكيف يكون اميناً لأنه لم يبيع ممتلكات غيره.. وإذا فعل ذلك فذلك يعني أنه سيبيع كل القطيع..
هنالك حدوتة قديمة اعاد انتاجها برنامج (حكايات سودانية) في قناة الشروق فقد صور رجلاً في حي لا يساعد الناس، ويبخل عليهم حتى بماء الشرب، وينصرف عنهم ليقضي أموره وحده.. أخيراً يمرض ويغمى عليه فيفتقده الجيران، فيتسورون المنزل، و يسعفونه فيعود يعاشر الناس من جديد.. هذه الحكاية رغم عدم حبكتها ورغم انها لم توضح لنا اسباب(توحد) الرجل ورفضه لمساعدة الناس..(هو كده) بدون مقدمات.. لكن هذه الحكاية أعجبت الناس وقرأت عنها واستمعت الى مستمع يحكيها فى اكثر من إذاعة فقد افتتن الناس بها..! وهذا يحتاج الى وقفة..
من عبارتنا السالبة قولنا (فلان ده كاتلاهو الامانة) كأنما الأمانة شيء قاتل!! وينبغي ان لا تقتل الأمانة.. وكأنها دعوة الى السرقة والفساد والاعتداء على المال العام. قبل مدة حكى لي عمال فندق كبير.. أن زميلهم وجد في حجرة نزيل خليجي «200.000 دولار» .. وكان الرجل قد تحرك صوب المطار..فلحق به العامل واعطاه نقوده.. فحملها الخليجي وانصرف عن الرجل.. وما آلمهم
جداً إنه لم يمنح العامل ولو نصيبه الشرعي وهو عشرة في المائة.. وكانوا يتحسرون على ذلك.
ربما الخليجي هذا تعود أن ينسى مالاً أو شيئاً غالياً في كل فنادق الدنيا وكانوا يعيدونه له فلم ير في الموقف أمانة أو غيرها.. فكأنما العامل ادى واجبه والاجراء القانوني في مثل هذه الحال لا أن يبحث العامل عن النزيل أن يسلم ماوجده لإدارة الفندق.. والتي بدورها تتخذ الإجراءات من اتصال بالرجل.. تطوع العامل لأداء مهمة لا تخصه وكانت تكاليفها عليه كبيرة، لأنه اعتبرها موقفاً شخصياً .. وربما اذا كان هنالك فعلاً قانون أوعرف يذهب الى أن يمنح من يعثر على مالٍ عشرة بالمائة لكان الفندق قد تحصل له على مكافأته هذه.
أما اعجاب الناس بالحكاية السودانية تلك رغم سذاجة فكرتها ولا ينفي ذلك الاداء التمثيلي المبدع فيها.. فهذا ايضاً يحاول اقتلاع التعاون اقتلاعاً من الناس بفكرة إنك ان ابتعدت عن الناس، قد تموت جراء ذلك.. صحيح كان ناس الحله من الأخيار لكن ألا ترى انهم كانوا يتجسسون على الرجل، ويرقبون حركاته وسكناته ويراقبونه مراقبة لصيقة حتى تم التعرف على غيابه.. ويقررون إنه موجود بالمنزل ولم يخرج أو لم يسافر.. ثم يتسورون المنزل دون تبليغ الشرطة التي ستكون ايجابية في انقاذه بما لديها من امكانيات.. يبدو أن عمل الخير اصبح ضرباً من البطولة.. وهذا ما جعل زبونة احدهم وكانت بائعة خمر «عرقي» واصيب زبونها بمشكلة في عينيه، وكانت شائعة أن العرقي المضاف إليه (الاسبرت) يسبب العمى.. فلما جاءها بعد أن شُفي .. استفسرت إن كان ما عماه خمرها.. فقال: لا .. فقالت: أيوه عشان أنا بخاف الله !!
[/JUSTIFY]الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]