ثقافة وفنون

استطاعت أن تكرس خطابها الغنائي الذي يلامس الوجدان منذ الوهلة الأولى .. نانسي عجاج .. فنانة من طراز الطرب الرفيع والراقي!!

نانسي عجاج.. فنانة من طراز الطرب الرفيع والراقي.. لها خامة صوتية تحتشد بالجمال والمغايرة.. استطاعت أن تكرس خطابها الغنائي الذي يلامس الوجدان منذ الوهلة الأولى.. والحضور الطاغي لنانسي كان لأنها نشأت في أحضان أسرة فنية في كل تفاصيلها ويكفي أن نقول إن والدها هو الراحل بدر الدين عجاج.. ولكن رغم أننا نعشق صوت نانسي ولكن سيرتها الذاتية غائبة عن الكثيرين.. في السطور التالية نحاول أن نضيء بعض تاريخها ومكونها الفني.

أغنيات الحقيبة:

تقول نانسي عجاج (أذكر أن بداية علاقتي بالموسيقى السودانية كانت أغنيات الحقيبة وأغاني الراحل المقيم مصطفى سـيد أحمد، اسـتمرت تلك الفترة لسـنوات. بعدها ازداد شغفي وفضـولي وأصبحت أستمع لفنـاني الجيل الأول: محمد وردي، إبراهيم عوض، عثمان حسين.. الخ… ولوجود آلة الأورغ بالمنزل تعلقت بها وتركز نشاطي الفني معــظم الوقت على اسـتيعاب هذه الآلة حتى أصـبح همي الأول إجــادة العزف عليها، وانشغلت بها ليصبح الغــناء مجـرد دنـدنة تصـاحب أدائي لأعمـال أخـرى. وأكـثر ما كنت أدنـدن به أغـنية (قـارئة الفنجان” لعبد الحليم حافظ و”عم عبد الرحيم” لمصطفى سيد أحمد). في مراحل لاحقة وأثناء الدراسة بالسودان كان لنانسي عجاج نشاط ملحوظ من خلال الجمعيات والأسابيع الثقافية.

البــداية:

وتواصـل نانسي عجــاج (انطلاقتي الحقيقية كانت في هولنـدا مكان إقامتي الحالي، حيث شاركت بمصاحبة والدي لأول مرة في حفل بمدينة هارلم (harleem) الهولندية في مارس/ أبريل 1999. أتذكر أني قدمت ضمن ما قدمت أغـنية “وداعا روضتي الغنا ” و” يا روحي أنصفني”.. بعدها استمر نشاطي مع الوالد رحمه الله على مـدى سنة أو أكثر بقليل. كانت معظمها إحياء لمناسـبات خاصة. ” في الواقع لم أكن مقتنعة بفكرة إحيــاء الحفلات الخاصة، حيث أن جمهورها خاص ومختلف وأنا أفضل جلسات الاستماع وأغاني الاستماع “ومن الأعمال المسموعة التي كانت نانسي تحبذها وتكثر من تقديمها وداعاً روضتي الغنا – يا روحي أنصفني – أنة المجروح – زيدني من دلك شوية – ظلموني الناس – الأمان – جوهر صدر المحافل – الفارقت سيد ريدا

منعطف مهم:

تخللت تلك الفترة عروض لغير سودانيين. وكان ذلك منعطفاً مهماً في تجربة نانسي عجاج الفنية الوليدة، حيث أكسبها مستمعاً جــديداً يحـمل تجربة ورؤية نقدية مخـتلفة وكذلك أذناً موسيقية مخـتلفة.. مما ترتب عليه تطــوير تكنيك جـديد للتواصـل معه وذلك بالتركيز على الأداء والتسلسل اللحني، باعتبـار أن عامـل المُـفردة اللفظية يتم إسقاطه”، وقد علمتني هذه التجربة أن أعتمد على الصوت والأداء فقط للتواصل مع هذا الآخر…..”.

ومن عام 2001 إلى 2006 كانت هناك فترات نشاط متقطع وغير مكثف وفترات كمون، ساعدتني على مراجعة تجربتي وإعادة تقيميها”.

صحيفة الصيحة