سهير عبد الرحيم تكتب: ذبابة الحراثة

يحكى أن ذبابة وقفت فوق قرن ثور الحراثة ، وحين رجعت لبيتها سألتها ذبابة أخرى قائلة : أين كنتِ..؟

فقالت : كُنا نحرث ..؟

حال هذه الذبابة لا يختلف كثيراً عن حال الذي لم يقدم شيئاً في تاريخه النضالي ولا لثورة ديسمبر شيء غير أنه كان ذبابة الحراثة .

ذبابة تلو ذبابة صعدوا على ظهر الشهداء و أمتطوا الفارهات و المرتبات الدولارية و تطاولوا في البنيان وجعلوا لهم حُراساً و تأميناً من الشعب ، خدعتهم أصوات المغيبين و الإمعة و معاكم معاكم و بعض نعيق الضفادع و عواء الذئاب .

لا يعلمون أنهم صفرٌ كبير في قلوبنا و عقولنا، و أنهم خصماً على خريطة الوطن والمواطن ، لا يدركون أن لعبتهم إنكشفت و قناع الثورة لا يطابق مقاسهم .

وبرغم هذا وذاك يرغب خاطفو الثورة أن يخرج الشارع لحماية كراسيهم ، هو نفس الشارع الذي أغلقوا أمامه بوابات قاعة الصداقة …!!

نفس الشارع الذي تآمروا عليه في فض الاعتصام و خاطبوا (صديقاتهم) أن أخرجوا من القيادة ، نفس الشارع الذي أغمضوا أنوفهم عن روائح جثامينه في المشارح ، و دفنوا رؤوسهم في قضايا شهدائه و مفقوديه ولم يكلف أحدهم نفسه عناء زيارة الجرحى ومداواتهم حتى تفاقمت جراحاتهم و تدهورت صحتهم ….من تريدون أن يخرج ليحافظ لكم على كرسي و إمتيازات دولارية …؟؟ ويوم أمس تخلعون من ثائر المايكرفون لتحجبوا صوته … ويخرج غثاؤكم …؟

هل الثوار بالنسبة إليكم مجرد إطارات وحجار تترس بها الشوارع …؟؟ هل هم مجرد فزاعة تستنجدون بها كلما أهتز العرش تحت أقدامكم …؟؟ هل الشارع بالنسبة إليكم أداة لتطويل أمد الانتقالية و تأخير الانتخابات ….؟؟

أتعلمون لماذا تماطلون و تفتعلون المشاكل لأنكم غير حريصين على الانتخابات …؟؟ لأن صندوق الانتخابات لن يأتي بأمثالكم ….؟؟ نحن لم نختاركم أمس ولا نرغب في بقائكم الآن ولن ننتخبكم غداً …؟ لأنكم فاشلون …؟

الآن أفيدوني لماذا صرختم و أرتعدت فراصئكم عند سحب الحراسة منكم ….؟؟ لماذا يا مناضلين يحرسونكم …؟؟ ألم تقولوا أنكم من الشعب و إليه ….؟؟ هل تريدون حراسة من الشعب …؟ ، لماذا تبحثون عن تأمين لأنفسكم و أنتم أبناء هذا الشعب …؟؟

أعلموا جيداً أن الذي طفح كيله ليس جنرالات الجيش أو الدعم السريع ، نحن الذين طفح الكيل بنا ، سئمنا و قرفنا مغامراتكم الصبيانية و عروضكم البهلوانية و مسرحياتكم البائسة .

أليس لديكم مزعة حياء في وجهكمم ألا تستحون من صبر هذا الشعب الذي صمت كثيراً على ضعف خبرتكم و سوء إدارتكم و تعلمكم للحلاقة على رأسه .

الآن تناكفون القوات المسلحة السودانية ، يا للهوان يا للخزي و العار ، من أنتم ….؟؟ و ماهو تاريخكم النضالي …!! من يعرفكم ..؟ …

ماذا قدم شخص مثل ياسر عرمان للثورة والذي ( تسنتر ) في مقعد مستشار رئيس مجلس الوزراء ، من ياسر عرمان …؟؟ شخصٌ تلاحقه شبهة جريمة قديمة و غير مرغوب به في الجنوب ولا ينتمي لأي من المنطقتين اللتين تطالبان بحق تقرير المصير ، وليس لديه أية قاعدة أرضية أو شعبية يستند عليها غير رصيد هائل من الأحقاد تجاه الشمال و سيرة ذاتية جيدة في زرع الفتن .

رجل بهذه السيرة يتندر و يناطح القوات المسلحة والله أن نقطة عرق تسقط من جندي سوداني في الفشقة تساوي عشرة أمثالكم ….؟؟ أرعوي يا هذا ولا تمتحن صبرنا في الإساءة إلى القوات المسلحة ….فهي أمان البلاد رضى من رضى و أبى من أبى

هذا الحديث ليس لك وحده ولكنه إلى كل وجد مقاسه في ذبابة حرث تعتقد أنها تقوم مقام الثور..

أعلموا يا هؤلاء كل الشعب يرغب في حكومة ديمقراطية ولكن لستم أنتم من تمثلوها .

كل الشعب حريص على ثورته ولكنكم لستم الثوار

كل الشعب يعلم أنكم أضعف و أفشل و أسوأ حكومة تمر على تاريخ هذه البلاد

كل الشعب يستطيع أن يفرق جيداً بين جنود القوات المسلحة و عملاء السفارات ، كل الشعب يفدي جيشه بالروح ولكنه لن يصرخ تأييداً لخائن .

حين قامت الثورة هتفنا الجيش جيشنا و نحنا أهله لم نهتف يا عرمان أو يا سلك أو يا ود الفكي

ذهبنا إلى القيادة العامة و جلسنا تحرسنا عيون جنود القوات المسلحة لم يحرسنا حزب ولم نهتف لشخص ….هتفنا لجيشنا …..

خارج السور :

السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لمرة واحدة في حياتك كن إيجابياً قم بحل هذه الحكومة فوراً و إقالة كل الولاة و تكوين حكومة تسيير و الدعوة لإنتخابات مبكرة … وكل فأر يدخل جحره ، يجب أن تعلم هؤلاء أنهم لا يحرثون الأرض أنما يقفون فوق قرن ثور الحراثة.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version