منى أبوزيد تكتب : في الضغط والانفجار..!
“المرأة في جوهرها غير مسالمة”.. فريدريك نيتشة..!
تقرير مدبج بالإحصاء صدر – قبل سنوات – عن وزارة الداخلية، أكد أن نسبة زيادة جرائم الجنس اللطيف في السودان آخذةٌ في تفاقم، وحصر التكييف القانوني لجرائم النواعم في نطاق النفس والمال والطمأنينة العامة، بينما أكد الحصر الجغرافي لذات الظاهرة ارتفاع النسبة في الخرطوم بما يقارب نصف العدد، ثم تليها ولاية الجزيرة ومنطقة كردفان..!
التحليل الاقتصادي هو المدخل الأكثر دقةً لتحليل أسباب ارتفاع معدلات الجرائم، والذي لم ولن يورده التقرير – بطبيعة الحال – هو أن الجنس اللطيف في السودان ما عاد لطيفاً، ليس تمرداً منه على مقتضيات ذلك اللطف التاريخي – لا سمح الله – بل لأن الجنس الخشن نفسه ما عاد يريده لطيفاً، أي والله!. ولئن سألتم عن مكتسبات دعاوى المساواة الاجتماعية المطلقة بين المرأة والرجل في مجتمعنا فأنتم تسألون عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم..!
ماذا بقي للمرأة السودانية العاملة – المارقة لموبقات ومهالك العمل العام – من إرث الأنثى اللطيفة يا ترى؟!. وكم يتبقى لها من مخزون الأنوثة – آخر كل سنة مالية جديدة – في ظل ذلك التراجع التراجيدي والمريع لدور الرجل “الرجل” في محيطها الاقتصادي قبل الاجتماعي..؟!
عذراً لصراحة التعبير ولكن ازدياد معدلات معظم جرائم المرأة في مجتمعنا – في تقديري – هي المعادل الموضوعي لأزمات “الرَّجالة” الطاحنة التي حاقت بعروش الجنس السوداني اللطيف!.. والتي قوضت بادئ ذي بدء سقف الزوجة “المستتة”، وأقلقت خدور ربات البيوت القابعات بانتظار رجل البيت الذي يدخل حاملاً كيس خضاره، ثم شاهراً صوت قوامته..!
ليس هذا بكاءً على لبن الخدور المسكوب وليس تباكياً من مآلات الندية الفكرية والمساواة المهنية التي ظللنا ننادي بها كثيراً وطويلاً والتي أوقفنا على تحققها – ولم نزل – صلاح حال هذا المُجتمع، ولكنها تأمُّلات جندرية جادة في صور ووجوه أزمة الرجالة التي شاعت وتفشت وضربت بأطنابها في عقر دار الأسرة السودانية الحديثة..!
إحلال وإبدال تاريخي خطير حَدَثَ في لعبة الكراسي داخل الأسرة السودانية، واضطر المرأة زوجة كانت أو أختاً أو ابنةً للعب دور شاق مزدوج. كل ربة أسرة عاملة في بلادنا اليوم هي مشروع قنبلة عصبية قابلة للانفجار كلما استوى الماء والحجر. فالعبء الملقي على كاهل المرأة العاملة في هذا المجتمع لا ولم يستصحب ضرورة شطب بعض المهام التقليدية من قائمة الواجبات..!
فأصبحت كل امرأة عاملة مقبلة على الزواج مشروع قنبلة موقوتة، ومن يظن بي المبالغة فدونه نذر الخراب الأخلاقي الذي حاق بمؤسسة الزواج في السودان، ودونه مواقف “الاتكالية” و”الأنا مالية” وصور الاستهبال في سُلوك مُعظم الأزواج الرجال..!
صحيفة الصيحة