تحقيقات وتقارير

قضية .. تفاقم الأوضاع الاقتصادية في السُّودان تُجبر الأطفال على العمل لإعانة أُسرهم


تقول منظمة إنقاذ الطفولة، إنّ الأطفال في السودان يُجبرون على العمل لساعات طويلة مع استمرار تدهور الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد، فمع الأزمة الاقتصادية الشديدة والتضخم المفرط في البلاد، أصبح من الصعب جدًا على الأسر الفقيرة إطعام أطفالها. ولا يُمكن لبعض الأسر سوى شراء وجبة واحدة في اليوم.

منتصر، 14 عامًا، يذهب إلى السوق بعد ظهر كل يوم لبيع الحلويات لإعالة أسرته، ويبقى أحيانًا حتى الساعة 10 مساءً. أياً كان ما يكسبه فإنّه يعطيه لوالدته إحسان للمُساهمة في إطعام أسرتهم.

الحياة صعبة

قال منتصر، “أذهب كل يوم بعد المدرسة إلى سوق صابرين لبيع الحلويات، وأحيانًا أشعر بالتعب الشديد، وأعود إلى المنزل في الساعة 10 مساءً بعد العمل، حيث يجب على والدتي إيقاظي في الصباح. ليس لديّ وقتٌ لأي شيء آخر غير العمل والمدرسة. أنا لا ألعب قط”.

منذ وفاة والده، أصبحت الحياة صعبة للغاية على مُنتصر وعائلته، تحاول والدته وأخته الكبرى العثور على عمل لإطعام ودعم الأسرة، بعد ظهر كل يوم يبيع منتصر، الحلويات في السوق القريب حتى حلول الليل ويعطي كل أرباحه لوالدته.

ليس لديّ وقتٌ للعلب

غالبًا ما يكافح منتصر من أجل الذهاب إلى المدرسة في الصباح، لأنه يشعر بالإرهاق من العمل في وقتٍ متأخر.

يقول “كل يوم بعد المدرسة، أذهب إلى السوق لبيع الحلويات. أشعر أحيانًا بالتعب الشديد، أعود إلى المنزل في الساعة 10 مساءً بعد العمل، يجب على والدتي إيقاظي في الصباح. ليس لديّ وقتٌ لأي شيء آخر غير العمل والمدرسة. أنا لا ألعب”.

يعتبر وضع منتصر مجرد مثال واحد على العديد من المصاعب التي يُواجهها الأطفال في السودان، حيث شهدت التوترات الاقتصادية والسياسية، ارتفاعًا في مستويات الجوع، ويعاني 50000 طفل إضافي من سُوء التغذية الحاد الوخيم في عام 2021 مقارنة بعام 2020.

تُقدِّر المنظمات الأممية العاملة في المجال الإنساني أن حوالي 14.3 مليون شخص سيحتاجون إلى مُساعدة إنسانية في عام 2022 – وهو أعلى مستوى له منذ عقد، وزيادة 800 ألف شخص مُقارنةً بعام 2021. هذا الرقم يُترجم إلى 30 في المائة من السكان.

الملايين سيُواجِهون صراعاً يوميّاً

يقول أرشد مالك، مدير منظمة إنقاذ الطفولة بالسودان، “في العام المقبل سيُواجه ما يقرب من 10 ملايين شخص في السودان صراعًا يوميًا للحصول على ما يكفي من الغذاء، من بينهم أكثر من 5 ملايين طفل. الوضع حرج، تحتاج العائلات مثل منتصر إلى المزيد من برامج الحماية الاجتماعية الأفضل للحصول على طعام على مائدتها، وتعليم جيد وعمل آمن ومفيد للآباء.

لذلك، توجِّه الدعوة للحكومة على توفير المزيد من برامج الحماية الاجتماعية لمُساعدة الأسر الضعيفة للوقوف على أقدامها في العام الجديد، وندعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المالي لهذه البرامج. يجب إعادة إحياء البرامج الخاصة بالفئات الأكثر ضعفًا في البلاد، مثل برنامج دعم الأسرة الذي تم تعليقه حاليًا، على سبيل الاستعجال.

أعدادٌ مهولةٌ

وتقدّر تقارير صحفية، عدد الأطفال العاملين في الخرطوم وحدها بأكثر من مئة ألف على الأقل وتتراوح أعمارهم بين 8 – 13عاماً. وهم يعملون كباعة جائلين وفي الورش والمطاعم، ومعظمهم من الذكور، يتعاملون مع مواد كيميائية في ورش لتصليح السيارات ومحلات الحِدادة والنجارة وفي المزارع، هم مُعرّضون للمبيدات الحشرية، ومعظم الأطفال العاملين ينحدرون من مناطق حدثت فيها نزاعات وحروب أهلية مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق.

صحيفة الصيحة