تحقيقات وتقارير

مهلة فولكر .. الوقت يمضي دون توافق الأطراف !


منذ اطلاق بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) لمبادرتها، ظلت في مشاورات مستمرة مع الأطراف السودانية بمختلف مكوناتها لأجل تقارب وجهات النظر، بشأن القضايا السياسية، لكن يبدو أن الوقت الذي حددته البعثة للمشاورات بدأ ينفد دون التوصل إلى حلول تفضي لتوافق، ربما ما دعاها لتحدد مدة أخرى لا تتجاوز الشهر للوصول لاتفاق بين الاطراف كافة حيث طلب رئيس البعثة (فولكر) مهلة اضافية تتمثل في اربعة اسابيع اخرى للوصول الى حلول تنهي الازمة السودانية.

جزء من التعقيدات

وقال رئيس الحزب الناصري السوداني الاستاذ ساطع الحاج في افادة لـ(الحراك) ان فولكر لن يستطيع ان يحل المشكلة بأي حال من الاحوال، واضاف ان المشكلة الحالية لن يحلها الا السودانيون انفسهم، وتابع ان مبادرة فولكر هي جزء من التعقيدات الراهنة في الشارع السوداني، واشار الى ان التدخل الدولي اسهم في تأزيم الموقف الحالي بالسودان، وجزم ان المجتمع الدولي الذي يمثلة فولكر على مستوى الشعارات وحقوق الانسان هو مؤيد وداعم للثورة السودانية ولكن على ارض الواقع لن يسهموا في حل القضية بل سيزيدوا الأمر تعقيداً، وقال لايمكن للشارع السوداني ان يضع الاحلام في المبادرة التي صنعها المجتمع الدولي، وقال ان المبادرة ستعمل على خلق استقطاب كبير بين مؤيد ومعارض وستزيد حدة الاختلاف بالشارع السوداني، واكد ان القضية لابد ان تحل بأيادي سودانية، وكشف ساطع ان فولكر صاحب استراتيجية وليس صاحب دعوة، وناشد المجتمع السوداني عدم الانكباب على المبادرة لانها لاتحمل اي رؤية للحل، وتابع قائلا: ان المبادرة التي يقودها فولكر ليس لها معنى وعلينا توخي الحذر تجاه المبادرات الدولية المطروحة .

حديث يائس

وفي ذات السياق قال المحلل السياسي الرشيد ابو شامة لـ(الحراك): ان فولكر ليست لديه خطة لحل القضية، وقال انه يريد ان يجمع الناس للحوار، واكد ان الفترة الاضافية التي طلبها فولكر قد ينجح بها في جمع الفرقاء للنقاش والحوار ولكنها غير كافية للوصول الى حلول، واكد ان الاسابيع الاربعة التي طالب بها هي بمثابة حديث يائس من فولكر، واكد على لايمكن حل الازمة الراهنة بالفترة الزمنية التي طالب بها، وقال ان فولكر اضاع الزمن لانه لايملك خطة ولا رؤية للحل، وجزم ان الشارع يدير آذانه للمبادرة المطروحة من الامم المتحدة بقيادة فولكر، واشار الى انه لايمكن الحديث عن نتيجة انما يمكن ان الحديث عن حوار، واكد ان اغلب القوى المؤثرة على الحراك الثوري في السودان ترفض المبادرة .

تلاعب بالزمن

بدوره قال الدكتور عبدالعظيم محمد صالح ـ الامين السياسي للحزب الاتحادي لـ(الحراك)ان اغلب الاحزاب السياسية المؤثرة في الساحة السياسية ترفض المبادرة، واكد ان المهلة الاضافية التي طلبها فولكر لن يقنع بها الاحزاب السياسية للجلوس مع العسكر حول طاولة مفاوضات، واضاف ان الاحزاب السياسية والمكونات المختلفة لثورة ديسمبر المجيدة ترفض الحوار مع المكون العسكري لانها فقدت الثقة به مرتين، المرة الاولى كانت بفض اعتصام القيادة العامة في العام 2019 وفي المرة الثانية عند انقلابه على الوثيقة الدستورية، واكد ان الاطراف متباعدة جداً والشارع بحالة من الاحتقان الاضافي بعد ممارسة العسكريين للقمع المفرط ضد التظاهرات السلمية، وتابع لن تنجح المبادرة ولو استمرت 4 اعوام، وقال ان الحوار في حال ان يرجع المكون العسكري الى ثكناته يمكن ان تحظى المبادرة بحظ من النجاح، ولكن غير ذلك ستكون المبادرةغير واقعية، وقال ان فولكر يلعب بالزمن فقط، ودعا ان يكون الحل بأيادي سودانية، واكد ان المجتمع الدولي يقدم ضغوطات وليس حلولاً، وتابع ان القرارات التي فرضها الكونغرس الامريكي لن تنفذ على ارض الواقع، ودعا مكونات الثورة الى التوحد للتخطيط والوصول الى حلول .

الشارع يرفض

ورأى عضو تجمع المهنيين السودانيين حسن فاروق في افادة لـ(الحراك) ان المهلة التي طالب بها فولكر لن تقوده الى حل، واكد ان المبادرة تصر ان يكون العسكريون جزءاً من الحل، واضاف ان المبادرة هي مبادرة في الهواء لان الشارع هو المحرك الاساسي للاحداث الآن، وتابع ان فولكر يلعب بالزمن، واكد ان الامم المتحدة لاتملك حلولاً للاوضاع في السودان، وقال ان فولكر لن يصل لحلول حول الازمة الراهنة، وتابع ان الشارع السوداني لن يقبل بالتسويات وسيمضي بمطالبه المتمثلة في (لاحوار ـ لاتفاوض ـ لاشراكة)،وقال ان الشارع يرفض المبادرة وهو الحاكم الفعلي للسودان .

تقرير ـ ايمان الحسين
صحيفة الحراك السياسي