تتملك طيف واسع من السودانيين قناعة راسخة تذهب في إتجاه التأكيد على أن نهضة شركتي تاركو وبدر ارتكزت على تدمير سودانير، بل البعض يذهب بعيداً ويلقي عليهما بمسؤولية تدهور الناقل الوطني، وتبدو نظرية المؤامرة هنا حاضرة بأن ثمة أيد تتعمد الا تعود الخطوط الجوية السودانية لسابق عهدها من أجل خدمة الشركتين.
بالمقابل يوجد من يعتقد بأن نجاح بدر وتاركو جاء نتيجة لمثابرة وجهد إدارتيهما، وأن الشركتين تمكنتا من سد فراغ غياب سودانير بنجاح، كما أنهما في نظر آخرون كانتا ملاذا لكل الكفاءات التي تم تشريدها من الناقل الوطني وأنه كان طبيعي أن تستفيد منهم،ويؤكدون أن الحكومة في عهد النظام البائد هي السبب في تدمير سودانير وليس بدر وتاركو.
بين هذا الرأي وذاك فإن مجلة _ طيران بلدنا _ اختارت فتح هذا الملف بسبب مطالبات الكثير من القراء عطفا على بحثها عن أين تكمن الحقيقة حول علاقة تاركو وبدر بتراجع سودانير ،وفي حلقتنا الأخيرة هذه رأينا إستعراض تعليقات قراء طيران بلدنا وذلك لأنها جاءات متباينة تنطوي على آراء مهنية وموضوعية.
إبراهيم محمد :أنا اعتقد كل ما تم توضيحه من آراء كان له اثرا في ما آلت إليه الشركة ومن الطبيعي فإن الفراغات لابد من أن تجد من يملأها ولكن دعنا نجد حلولا لعدم تكرار ذلك مستقبلاً، وهنا لابد من التركيز على نقطة تدخل الدولة(Government intervention ) سواء في تشغيل المطارات او شركات الطيران وذلك لإرتباط الصناعة بمنظمات إقليمية ودولية ومراشد تنظيمية وممارسات عالمية لم تترك شيئاً للإجتهاد، فكيف يمكن الإلتزام بتلك المطلوبات في ظل تدخل الدولة في توزيع وتشغيل المطارات بدون دراسات جدوى إقتصادية وتيسير طائرات لتلك الخطوط بدون تحقيق فوائد تجارية والأسباب سياسية ربما دون مقابل فضلا عن ذلك فرض قوانين Government Business Regulation وقيود لإتباعها في بيئة تنافسية شديدة ومطلوبات أقليمية ودولية ينبغي الإيفاء بها، إذن لابد من وضع خطة للنهوض بالصناعة وإجازة قوانين لحمايتها ٠
معاوية صديق:لم تحدث أي نهضة في الجوانب الإدارية في سودانير تواكب النهضة العالمية في إدارة الشركات، سودانير لا تنقصها الإمكانيات ولا تنقصها الخبرات الفنية إنما تهزم داخلياً بسبب التخلف الإداري وعدم مواكبة الإدارة الحديثة التي تعتمد على التقنية والأنظمة الإدارية.
“شغالين دفتر وقلم لسة وقلت ليه وقال لي وكلمته وما سمعني وما كنت قابلك قاصد كدة وفهمني براحة عشان استوعب كلامك دا”.
نتوجع لغيابها لأننا نعلم قيمتها
أحمد سيد:”أصلاً ده معروف أنو في موظفين بسودانير شغالين ضد الشركة عشان يقتلوا الطائرات كتل ويطلعوها بره الخدمة وكلام كتير”
صلاح زيادة:يعرف عن الكابتن وداعة الإستقامة والوضوح والمعرفه الدقيقه بمجريات الأحداث المتعلقه بالطيران المدني وسودانير بصفه خاصه ككابتن في عهدها الذهبي حتي تم وأدها في العهد الانقاذي.
نجيب عبدالعظيم:سودانير هى من أسس لصناعة الطيران منذ أكثر من سبعة عقود لا مجال للمقارنة، تم تدميرها عمداً بسبب سياسة الأنظمة وخاصة فى عهد الإنقاذ، بعد حظر الشركه طوال عقدين لم تستطيع أن تخرج هنا ظهرت شركات الطيران الخاصة تتبع لنافذين فى منافسه غير شريفه وضعف الطيران المدني الذى عمل على تقوية هذه الشركات والتغول على قانون الناقل الوطني مستغلاً الحظر الذى فرض لأسباب سياسية وتشريد الكفاءات والخبرات والتى استفادت منها الشركات.
اباذر الحاج الشيخ:بكل تفاصيل تاريخ الناقل الوطني وجدارته سودانير، لابد من المخلصين في بلادي والمهتمين في المجال والمختصين وكل من رمي بسهم خبراته لهذا الصرح في كل الحقب عليهم الجلوس والتفكير الجاد في إعادتها لسيرتها الأولى وعلي السياسين دعم ذلك من منظور ضريبه الوطن لتحلق من جديد في عنفوان، ولدينا الإمكانيات والكوادر المؤهلة لجعل هذا ممكناً.
الفاتح خلف الله:”إن شاء الله و بإذن الله ستعود سودانير أقوى و أفضل مما كانت عليه غصبا عن عين أي شخص شاء أم رفض”.
ناجي أحمد :”أعتقد أن أمر إعادة سودانير للخدمة بشكلها القديم أمر عاطفي أكثر منه عملي، فيجب ان يسبق ذلك دراسة واقعية لسوق الطيران المحيط بنا والتركيز علي تلك الشركات الحكومية التي تحقق خسائر سنوياً وتعيش علي دعم حكومي سنوي للاستمرار مثل السعودية والمصرية،وأيضاً مسببات نجاح الاخري حكومية وخاصة والتي صنعت النجاح مثل الإثيوبية، كل ذلك يفضل ان يستصحب قدرة سودانير الواقعية علي المنافسة. والاستمرار.
قبل أيام طالعنا تصريحا بان نصيب الدولة هنا يعادل ٤٠٪ من قيمة كل تذكرة فهل تستطيع الدولة جني ما يعادل هذه الأموال من تشغيل سودانير،
بنظرة إقتصادية بحتة فان الدولة ستفقد هذا الدخل والشرط هنا لا ينطبق علي سودانير فهل تستطيع سودانير تحقيق هذا الرقم لخزينة الدولة بعد تكاليف التشغيل وتحقق ربحا لذاتها،اذا كانت الإجابة نعم فلتعد سودانير للخدمة وان كانت لا فما تجنيه الحكومة الان يعتبر easy money making”
نذار الجابرية:”المؤكد أن أي شركة نشأت في عهد الكيزان ونجحت ارتقت بأحد الخيارات، اما أنها ملك لاحد او مجموعة منهم والمالك تغطية، أو أن تكون شراكة، أو أنها عملت لتسهيل أعمال معينة مقابل عائد ودعم.
وفي في الميديا صورة لمستند مجلس إدارة شركة من كبار الكيزان، وللمعلومية إنتاج الذهب بين 150 ل 250 طن والبدخل البنك المركزي 3 ل 5 طن فقط والباقي تهريب وأكيد ما تهريب أفراد”.
عبدالكريم داؤود:” تاركو وبدر ليس لهما علاقة بتدمير سودانير والحق يقال وبمعرفة تامة تاركو في يوم ما كانت سند لسودانير و الدليل الديون الطالباها تاركو من سودانير و الأصبحت ديون هالكة، سودانير ولا أين السودان برمته”.
الصادق ودالفاضل:”بدر وتاركو علاقتهم شنو بتدمير سودانير، لما سودانير كانت شركة لا وجود لبدر وتاركو دي شركات خاصة وسودانير خط وطني دمرته الحكومة وسوء الإدارة الباعت خط هيثرو، بدر وتاركو الناس ما تتكلم ساي يا جماعة الواحد يكون منطقي شوية دي شركات اسسوها اهلها بأنفسهم وجهدهم”
إذا فإن الآراء تتباين، غير أن الثابت يوضح أن سودانير، تاركو، بدر شركات طيران وطنية، ونأمل في أن تعود الخطوط الجوية السودانية مثلما كانت لتقود صناعة الطيران في السودان بجانب كل الشركات الوطنية.
الخرطوم:طيران بلدنا
