أكبر من غندور وعرمان
(1 )
ليس في الامر ادنى ذرة من العجب أو التعجب أن تنفض محادثات اديس اببا بين الحكومة والقطاع الشمال دون اي اتفاق اطاري أو اعلان مبادئ أو اعلان حسن نوايا أو جدول اعمال لمفاوضات قادمة لا بل إن كان هناك عجب هو اعلان الآلية الافريقية بقيادة امبيكي عن منح الطرفين عطلة عشرة ايام لمشاورة رؤسائهم ثم العودة لاديس اببا مرة اخرى لمواصلة التفاوض فالسؤال هنا يرجعوا عشان يعمل شنو ؟ يقول اهلنا الشوام فرج الله كربتهم (اكان بدها تنطر اكان غيمت) وهذا يطابق مثلنا الشعبي (الخريف من رشته والعريس من بشته والصبي من تبته ) والشرح الكثير يفسد المعنى ورحم الله عالمنا الجليل عبد الله الطيب .
(2 )
تخطئ الحكومة اذا ظنت أن قطاع الشمال في الحركة الشعبية علاقته بالحركة السياسية في مجمل البلاد علاقة تكتيكية كما كانت تفعل الحركة الشعبية الأم فيمكن اتهام تلك الحركة انها كانت تستبطن الانفصال وتستغل المعارضة الشمالية في تفاوضها مع الخرطوم لتحقيق تلك الغاية لذلك عندما وجدت بغيتها باعت الجماعة بأبخس الاثمان ولكن قطاع الشمال ليس في نيته الانفصال لسبب بسيط ينفصل عشان يمشي وين ؟ هل يريد أن ينضم إلى دولة الجنوب كما كان يلمح مالك عقار كشكل من اشكال التهديد ؟ إن احداث دولة الجنوب الاخيرة اقنعت الجميع أن الانفصال ليس هو الحل لأي مشكلة . عليه فالعلاقة بين المعارضة الخرطومية وهذا القطاع علاقة استراتيجية فرضتها ظروف موضوعية وليست ناجمة من تدابير فردية.
(3 )
المؤتمر الوطني يقول انه يريد أن يقوم بعملية تغيير كبيرة وان خطاب الرئيس في( الليلة ديك) هو قيدومة هذا التغيير ولكن الواضح أن المؤتمر يريد تغييرا لا يؤثر على سياسة التمكين، يريد أن يقسم الكيكة ويحتفظ بها في نفس الوقت فهو يريد أن يصطحب معه حزب الأمة والاتحادي والشعبي في مركب ثم يبحر بها تجاه الازمات والقضايا أو يتفق مع حاملي السلاح في الجهات الثلاث ثم يأتي باتفاقه هذا على معارضة الخرطوم، بعبارة اخرى انه لا يريد أن يجمع الجميع تحت سقف واحد ثم يتفاوض معهم لانه ساعاتها لن يكون عريس التفاوض ولا عريس الاتفاق.
(4 )
للمسألة بعد خارجي لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه فانفضاض السامر في اديس اببا لا يمكن فصله عن زيارة الرئيس البشير لاديس اببا في ذات الساعة والحين ولا يمكن فصله عن القرار المصري بتحويل حلايب إلى مدينة وقولهم انها لم ولن تكون منطقة تكامل بين البلدين ولا يمكن هنا تجاهل مقابلة الفاتح عز الدين وهو يرتدى عباءة لا تتناسب وعمره بالرئيس الايراني في طهران ثم فصم عري العلاقة بين البنوك السودانية والبنوك الخليجية، فالشغلانة ليست بين غندور وعرمان بل اكبر منهما بكثير.
(5 )
ومع كل الذي تقدم نطالب كل الاطراف قطاع الشمال والخرطوم واهل الاقليم والقوى الدولية الاخرى أن يكون لها كبد فتترفق بأهلنا في الجبال وجنوب النيل الازرق ودار فور ولا تجعلهم وقودا وحدهم دون غيرهم لقضايا محلية واقليمية ودولية فما رأيكم دام فضلكم في محادثات تمثل فيها كل الاطراف السودانية.. المؤتمر الوطني والأمة والشعبي والشيوعي والاتحادي والحركة الثورية وبقية الوان الطيف السياسي ويكون موضوعها قضايا المنطقتين فقط ثم التحول لقضية دارفور وهكذا تباعا بقية القضايا ليكون لدينا في النهاية اجماع ووفاق وتراض ومراضاة بدون تنظير.
(6 )
اهل المنطقتين ليسوا مسئولين عن بلاوي السودان انما اهل السودان هم المسئولين عن بلاوي السودان.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]