تحقيق يكشف أسباب ارتفاع الوفيات بطوارئ المستشفيات
كشفت تحقيق أسباب ارتفاع حالات الوفاة بطوارئ المستشفيات خلال الـ(24) ساعة الأولى رغم مجانية علاج، وشملت الأسباب غياب الطبيب المختص وإشراف خريجي الطب (الإمتياز) على الحالات، بالإضافة إلى تعيين خريجي كورسات الإسعافات الأولية بدلاً من التمريض لضعف المرتبات، وعدم توفر الأدوية المنقذة للحياة حتى نهاية اليوم .
وقال المدير الطبي لمستشفى إبراهيم مالك الدكتور أحمد حسب الرسول في تصريح لـ(اليوم التالي) إن وزارة الصحة كانت تدعم خدمات الطورائ بقيمة (3) ملايين، و أكد أن هذا الدعم تم إيقافه لعدم تمكن الكثير من الطوارئ إزالة تلك الميزانية، بالإضافة لتيسير شهري من الوزارة الولائية ما قيمته (9) ملايين، وأضاف (مع العلم أن مرتبات العاملين أكثر من 10 ملايين شهرياً وهو ما يزيد من سوء تقديم الخدمات الطبية).
وكشف حسب الرسول أن مستشفى إبراهيم مالك تستقبل شهرياً (303) من الحالات خلال اليوم في الطوارئ بسبب إغلاق عدد من أقسام الطوارئ بالمستشفيات الحكومية، مبيناً أن هنالك أسباباً إدارية، فضلاً عن عدم وجود اختصاصيين في الطوارئ، وعدم توفر طبيب عام أو استشاريين، و قال (هذه مشكلة حقيقية)، وأقر حسب الرسول وجود مشكلة تتعلق بأدوية الطوارئ، ونونه إلى أنها لا تغطي الأدوية حتى نهاية اليوم بسبب التردد العالي للمرضى، و أشار إلى أنه في الشهور الماضية كان معدل المرضى شهرياً حوالي (13) ألفاً.
وأكد نائب الاختصاصي الدكتور محمد إسماعيل لـ(اليوم التالي) أن نسبة الوفيات داخل أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية عالية جداً، خاصة في الولايات، وقال (الأسوأ من ذلك تعيين جزء كبير من أصحاب كورسات الإسعافات الأولية بدلاً من التمريض البكالوريوس، وذلك لضعف المرتبات وأيضاً تعيين عدد كبير من أصحاب كورسات الصيدلة، وهذا خطأ كبير جداً يجب على الوزارة إيقاف هذا العبث)، وأضاف (فعندما يأتي المريض للطوارئ لا يجد كل الأدوية المنقذة للحياة متوفرة).
وأشار إسماعيل إلى أن مستشفيات الخرطوم يوجد بها اختصاصي يشرف على التمريض في الحوادث ونوه إلى أنه لا يتوفر ذلك في الولايات، وقال (لذلك نسبة الوفيات في الخرطوم أقل من الولايات) وأشار إلى أن هذا الاختصاصي لديه صلاحية كتابة كيفية العلاج أو الوصفة الطبية في حالات الطوارئ وهو ما لا يتوفر في الولايات.
وقالت اختصاصي التمريض رحاب أحمد إحدى الكوادر التي عملت مع منظمة الصحة العالمية في فترة كورونا لـ(اليوم التالي) إن ارتفاع نسبة الوفيات يأتي بسبب عدم تأهيل المستشفيات الحكومية لأقسام الطوارئ،” بالإضافة لانعدام الكوادر الطبية العاملة في مستشفيات الحوادث وانعدام الأدوية، وأكدت رحاب أن العاملين داخل أقسام الحوداث جلهم من طلاب الطب بالجامعات المختلفة، و قالت (هذا أكبر خطأ باعتبار أن الطورائ من أهم أقسام المستشفيات وهي أول محطة لاستقبال المرضى، فلا بد أن يكون بها طبيب مختص سيما أن الحالات التي تأتي تكون في حالة حرجة جداً وتحتاج إلى كادر طبي متخصص).
الخرطوم: رفقة عبدالله
صحيفة اليوم التالي