مداورة الباصات السفرية .. التأجيل والتجويد أم الاستمرار والفشل
أمس السبت الأول من رمضان حيث كان من المقرر تدشين مشروع مداورة الباصات السفرية بميناء الخرطوم البري، حيث لم يتم تدشين المشروع المقرر لأسباب منها احتجاج عدد كبير من أصحاب شركات البصات السفرية على الطريقة التي تمت بها عملية المداورة، وشهد اليوم حضور كبير من وزارة النقل في مقدمتهم وزير النقل هاشم أبوزيد، إلى جانب قوات الشرطة العامة وشرطة المرور وديوان الضرائب ووحدة النقل البري، وغياب غرفة النقل، وانتقد عدد من أصحاب البصات السفرية طريقة استقبال وزير النقل، وقالوا إن غرفة النقل غابت عن أداء واجبها، وكانت اللجنة الفنية لمشروع مداروة البصات السفرية قد كونت من اتحاد غرف النقل السوداني والإدارة العامة للمرور وديوان الضرائب إضافة إلى وزارة النقل ممثلة في وحدة النقل، والبري المواصفات والمقاييس.. ولمعرفة ما يجري استطلعت”اليوم التالي” عدداَ من أعضاء اللجنة وأصحاب شركات البصات والعاملين.
مشروع المداورة
قال مدير عام وحدة النقل البري المكلف موسى محمود عبدالرحمن، إن المداورة تعني تنظيم البصات السفرية، مضيفاً أنها تحفظ لكل جهة حقوقها سواء كانت الدولة أو أصحاب البصات أو المواطنين، وتوفر السلامة المرورية وتقلل حوادث المركبات إضافة إلى توفير الوقود وعدة فوائد، وقال في تصريح لـ”اليوم التالي” إن بتطبيق مشروع المداروة ستستفيد الدولة من توفير الإيرادات، مضيفاً أن قيمة التذكرة ستكون ثابتة وتمنع السوق الأسود والمزايدات فيها، وتتاح فيها نافذة للحصول على التذاكر بسهولة مع إتاحة بصات مريحة وبأسعار معقولة.
عدم اتفاق
ويقول إنهم كانوا بصدد تدشين المداورة صباح أمس السبت بحضور وزير النقل لكن التدشين لم يتم، ولم تكن هناك لجنة استقبال من اتحاد الغرف في إدارة الميناء البري، مشيراً إلى أن كل الجهات من اللجنة العليا حضروا، وتابع: كان هناك احتجاج من أصحاب شركات البصات وعدم اتفاق، متوقعاً أن يكون الاحتجاج بسبب عدم فهم معنى المداورة أو أن حقوقهم مهضومة والعائد قليل، وأكد أنه شأن داخلي للغرفة.
مصلحة المواطن
ولفت موسى محمود إلى أنهم بعد تدشين المداورة ستتكون لجنة للمعالجات لمن لم يدخلوا في المداورة من أصحاب البصات والشركات، وقال: همنا الأول والأخير مصلحة المواطن السوداني، مؤكداً أنهم مع أي مشروع يتم ويخدم مصلحة المواطن، ونأمن عليه ونضعه قيد التنفيذ، وتابع: نحن مع الجمهور أولاً وأخيراً بما يقدم مصلحة الوطن، معتبراً أن مسألة انشقاق الغرفة شأن داخلي.
إجراءات وترتيبات
وثمن إبراهيم مصطفى بشير من شركة العنابي على مشروع المداورة، موضحاً أنه مشروع ممتاز ويحقق مكاسب اقتصادية وسياسية وأمنية، مبيناً أنها مكاسب اقتصادية في المقام الأول، ولفت إلى أن اليوم الأول لتدشين المشروع فشل، وأرجع ذلك لأن هناك إجراءات وترتيبات كان ينبغي أن تتم قبل أسبوعين، ويرى أنه كان من الأفضل تأجيل هذا البرنامج لأسبوعين لمراجعة المركبات بصورة جميلة مع إعطاء كل شخص حقه بالمساواة والمحافظة على النسبة بين الناس.
تقدير خاطئ
ونفى إبراهيم أن يكون هناك اتجاه إلى طرد العمال، وقال في تصريح لـ”اليوم التالي” إن العمال سيستمرون في عملهم، وأضاف: يجب أن يكون هناك ترتيب وتنسيق وتنظيم واضح على مستوى السودان، وانتقد سرعة استعجال التدشين، وقال: لا أعلم سبب هذه العجلة، وزاد: بعض الناس عزا هذه العجلة لارتباطات مع الحكومة، ويرى أنه تقدير خاطئ سواء إن كان من الغرفة أو النقل أو أي جهات أمنية أخرى لأنه لا يمكن تنفيذ مشروع على مستوى السودان وتشكل معيشة أكثر من ٩٠% من العاملين بهذه الصورة السريعة، وتابع: سيفقد البعض منهم حقوقهم، قاطعاً بأن هذا الأمر سيجد معارضات، وأردف أن فشل التدشين اليوم هو دلالة على هذه العجلة.
تطبيق وتجويد
ووصف صاحب إحدى شركات بصات النقل قريب الله البدري طه برنامج المداورة بأنه جميل، وقال كنت أتمنى أن يطبق بطريقة صحيحة ليستفيد الجميع، مضيفاً أن فيه فوائد للدولة ولأصحاب الباصات، وأوضح أن هناك اجتماع عقد لأصحاب العمل بحضور عدد كبير من أصحاب البصات، مبيناً أنهم أجمعوا على أن يكون تدشين المداروة بامتلاك البطاقات ولا يكون بطريقة أخرى “الداتا” حتى لا يكون هناك ظلم كبير، وأبدى قريب الله أسفه قائلاً إن الغرفة أصرت على اتباع نظام “الداتا” وحتى الخميس الماضي لم يستلم البعض من أصحاب البصات كشوفاتهم، لافتاً إلى أن هناك ظلم فادح وقع عليهم، وطالب الوزير بتأخير تدشين المداورة على الأقل حتى ١٥ رمضان لمزيد من التجويد، مؤكداً أن البرنامج في عنوانه جميل جداً، وقال: نحن نبصم عليه بالعشرة لكن يجب أن يطبق بطريقة صحيحة ويكون فيه عدالة، وتوعد بأنهم كأصحاب بصات بعدم الالتزام في حال استمرار هذا الظلم، مؤكداً أن الأمر إذا استمر كما هو سيفشل.
إيجابيات وسلبيات
إلى ذلك أكد مدير حركة وتشغيل شركة الرفاعي محمد محجوب محمد حسن أنهم لا يعترضون لنا اعتراض مشروع المداورة كما جاءت به الغرفة، وقال: هذا المشروع فيه إيجابيات وكمية كبيرة من السلبيات، وأضاف: مشكلتنا كانت في ضرورة الجلوس في ورش عمل ومحاولة الخروج بتوصيات ترضي الجميع، موضحاً أن هذا المشروع في حد ذاته حساس، منوهاً إلى أن أي مشروع دون توافق يصعب تطبيقه، وعزا ذلك للتعامل مع المستثمرين والقطاع خاص، وقال: المعضلة الكبرى أن الأمر مرتبط بخدمة المواطن.
عدم استمرار
وأبدى أسفه قائلاً إن رئيس الغرفة تم تعيينه بخطاب من مجلس الوزراء وتم فرضه علينا، ومضى: كان ينبغي أن يكون اختياره من جمعية عمومية بواسطة جميع أصحاب العمل ويتم اختيار واحد منهم يمثلهم، وقال يمكن أن يلزم المواطن على ركوب بص لا يرغب فيه لأن ذلك هو نظام المداورة، ويرى أن المشروع إذا تم بنفس هذه الصورة لن يكون يستمر.
أصحاب الوجعة
وانتقد مدير شركة رويال عبد الماجد بقادي عبدالله إبراهيم مشروع المداروة، وقال: هذا الوضع لا يعجبنا، لا أحد من أصحاب الغرفة يمتلك بصاً، وأضاف: إذا استمر البرنامج كما هو سنصعد هذا الأمر ونخرج إلى الشارع والشارع لا يخون، وأشار إلى أن الوزير حضر قبل قليل ولم يجد الاستقبال المناسب من الغرفة، بل وجدنا نحن أصحاب الوجعة.
حصر وتشريد
وحذر أحد العمال، محمد يحي من ترشيد العاملين، وقال العمال ليس لهم تأمين صحي أو اجتماعي وكل واحد من هؤلاء العمال يعول أسرة، وأضاف: كان عددنا كبيراً عندما كنا في السوق الشعبي وتم حصر البعض منا وشرد البعض، والآن المحصورين أيضاً يريدون تشريدهم، ليجلبوا موظفين من الغرفة القومية لإدارة العمل وسيأخذون العمولة التي تمنح للعامل.
الخرطوم: أمين محمد الأمين
صحيفة اليوم التالي