أمين حسن: الجدل حول الفدية.. في الأمر مندوحة
الجدل حول فدية الإفطار بين مجمع الفقه وبعض الجماعات الدينية مرجعه إلى خلاف مذهبي ذلك أن المذاهب إختلفت في مقدار الفدية بين الصاع والمد وكذلك ربما يعود بعضه إلى أختلاف في تحديد قوت أهل البلد الغالب بين الذرة والقمح وكذلك قد يعود لإختلاف في تقدير الاسعار. والتوضيح ههنا خطاب لأهل الفقه أما أهل السياسة فلا إعتبار ههنا لما يقولون.
وقد تعدّدت آراء أهل العلم في مقدار فدية الصيام، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، بيانها على النحو الآتي: القول الأوّل: قال الحنفيّة بأنّ الفدية تُقدَّر بصاعٍ من التمر، أو الشعير، أو بنصف صاعٍ من القمح، عن كلّ يومٍ. القول الثاني: قال كلٌّ من الشافعيّة، والمالكيّة بأنّ الفدية تُقدَّر بمُدٍّ من الطعام عن كلّ يومٍ. القول الثالث: قدّر الحنابلة الفِدية بمُدٍّ من القمح، أو نصف صاعٍ من التمر، أو الشعير.و الصاع هو وحدة لقياس الأحجام، وهو يساوي أربعة أمداد،إلا أنّ الفقهاء قاموا بإجراء بعض التعديلات على هذه الوحدة، فقاموا بتقدير كتلة الصاع الواحد، حيث أصبحت هذه الوحدة بعد ذلك تستعمل كوحدة لقياس الكتلة، وكان هدف الفقهاء من هذا الأمر هو أن يقوموا بنقل هذه الوحدة والمحافظة عليها. كتلةً، يقدّر الصاع على أنّه يساوي تقريباً (2.035) كيلو غراماً تقريباً، وهناك من قال أنّ الصاع الواحد يعادل ما مقداره (2.6) كيلو جراماً تقريباً، وقد تمت عمليات التقدير هذه بناءً على أنّ (المد) يعادل مـلء يدي رجل واحد، ومن هنا كان المد يقترب تقريباً من حوالي (650) غراماً، وإذا علمنا أنّ الصاع الواحد يساوي تقريباً أربعة أمداد، فإنّ كتلة الصاع الواحد تقدّر تقريياً حينئذ بـ (4 * 650 غراماً = 2.6 كيلو جراماً). أمّا إن أردنا استعمال الصاع على أنّه وحدة لقياس الأحجام، وإذا ما استعنا بنفس المعادلة السابقة وهي أنّ الصاع الواحد يساوي أربعة أمداد، لوجدنا أنّ الصاع الواحد يعادل ما بين (2400) ملي ليتر تقريباً إلى حوالي (2500) ملي ليتر تقريباً، وهذه القياسات إمّا بقياس حجم الوزن للقمح، أو بقياس الحجم الناتج عن حفنة رجل واحد. ارتبط الصاع ارتباطاً كبيراً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وخاصّة بالزكاة والكفّارات. فمثلاً في زكاة الفطر كان مقدار زكاة الفطر الواجب إخراجها حوالي الصاع الواحد من
التمر أو الصاع الواحد من الشعير
الأمر يسير وفي الأمر مندوحة لمن أراد الأخذ بالمذهب الذي إليه يطمئن.. والتسيير هو سنة النبي صلي الله عليه وسلم.
أمين حسن عمر