خواطر إثيوبيا ..ذكريات فطور الشارع في السودان مابين اديس والخرطوم
يعتبر أفطار رمضان علي الطريق العام او علي الشارع من أجمل الصور التي لأيمكن أن ينساها المرء الذي يزور السودان ، وهي من العادات التي ترتبط بالكرم الشعبي ،والهدف هو أكرام الضيف وخاصة أن كان هناك عابر سبيل او مار علي الطريق العام حتي لأتتقطع به السبل ، ويتم أكرام العابر او الضيف دون أن يسأل من أين هو ،ويتسابق الجميع علي تقديم ماتحمله صينيته “طبق كبير لتقديم الطعام ” .
ومن الأشياء التي لأتفارق صورتها ذاكرتي ،ودائما ما اتذكرها عند قدوم شهر رمضان الكريم علينا والذي صادفني في عدة دول ومناطق داخل وخارج إثيوبيا ،.
اذ تعتبر الفترة التي عشتها في السودان من اهم وأجمل وأوروع و……و……و……الخ ،ولايمكن أن تنسي مهما كان ،والتي لها وقع وذكريات خاصة في داخلي ، وخلال الفترة التي عشتها في السودان اشكلت جزءا كبيرا من شخصيتي ، وكانت لها الفضل علي ………….والحمدلله .
وعند ذكر فطور الشارع في السودان كثيرا مايلتقي شبابنا الذين درسوا في السودان في أديس ابابا ، و في مناسبات مختلفة وهنا يكون لذكريات ومواقف السودان جزءا كبير من الجلسات ، وياتي الكرم والفطور ويبدا البعض بثرد تجاربهم هناك ويقارب البعض علي البكاء ، والبعض يبادر بطلب بعض المواد التي تتعلق بالشهر الكريم ولها علاقة بالعادت والتقاليد السودانية مثل ، الأبري ؛ والعرديب ،والعدسية ؛والويكة وغيرها من المواد التي تعتبر جزء من الصينية الرمضانية في السودان .
في العام الماضي ومع ظهور جانحة كرونا ، كان رمضان الذي فقد فيها الناس العديد من الأشياء وظلوا محبوسين مابين العزل والهاجس والخوف ، صديق لنا يعمل في أحدي الوسائل الإعلامية الإثيوبية يسمي “خريج جامعة افريقيا العالمية ” ، وكان اللقاء بيننا في اوئل شهر مضان لتنفيذ بعض الأعمال ، وما أن ألتقينا حتي صاح مبادرا ، الحمدلله الذي وجدتك ،واعتقد أنك من يقوم بتنفيذ ماارغب فيه ، فقلت له خير أنشاءالله ،قال طلبت زوجتي مني الأبري والويكة وبعض الأشياء السودانية ، فقلت أنك الشخص المناسب الذي يمكن أن تتوفر لديه تلك المواد ،فكنت حزينا لأني لم أستطيع أن البي طلبه ، هذا وأنا فقدت في تلك الفترة كل المكونات الرمضانية السودانية فكانت سفرتي الرمضانية “محلية بحتة” ، وخاصة أن بعض اصدقائي من السودانيين كانوا يتصلوا بي من وقت لأخر مؤكدين بأنهم لم يجدو شخص مسافرا لأديس ابابا، لأرسال كرتونة رمضان ،الخبر الذي ينزل كالصاعقة علي الفرد ان لم يحصل علي بعض ما تعود عليه ،تلك الكرتونة التي ننتظرها بفارغ الصبر ،ونتقاسمها فيما بيننا ،وتفتخر وتستعرض عندما تقول لأحد اصدقائك وصلتني كرتونة رمضان من السودان ، وفيها كذا وكذا ………………..الخ ،وكان .
اعود لصديقي ،فغادرني صديقي وهو حزين ويقول لي ماذا افعل ، فكان ردي بالدارجة السودانية ، قضي رمضاني زي وزي غيري وعليك بالمحلي .
أحد اصدقائي خلال هذا الأسبوع ، علم أن أحد افراد أسرته قد ارسل له كرتونة رمضانية متكاملة ، وفيها كل ماننتظره من مواد ، ولم يتحدث عنها فيما يبدوا أنه يحاول أن تكون مفاجأة للجميع ، ولكن للأسف الشخص الذي أحضر المواد سرقت منه كل الأشياء خلال تحركه من هناك او قل ضاعت أثناء السفر ، ووقع الخبر ثقيلا علينا جميعا ……………ولم نحزن علي بقية الأشياء بل كان حزننا علي المواد وكان يذكر لنا مافيها من مواد …………………
دانئيل عاش في السودان فترة من الزمن ، وفي أحدي جلساتنا كانت ذكريات فطور الشارع في السودان ، وبحسب حديثه كان يسكن عذابي مع احد أصدقائه ،في أحد الأحياء الشعببية في الخرطوم ،قال لي كنت أستغرب في البدء من عادات الشعب السوداني ،حيث كانوا يقوم بعض رجال الحي بطرق الباب ويدعوننا للجلوس معهم علي قارعة الطريق ونحن لسنا بمسلمين ، وتعودنا علي هذه الضيافة خلال الشهر الاول وكنا ننتظر رمضان أكثر من المسلمين أنفسهم في السنوات الأخري ،حتي ننعم بماهو الذا واطيب ،ونستمع لبعض الأحاديث والحكاوي ونتعرف علي العديد من الأفراد الذين باتوا اقرب لنا وكأنهم اسر لنا هنالك ويقول حزنت عندما عدت لوطني وفقدت هؤلاء الناس .
ويقول دانئيل أعتقد أنني لان اري مثل تلك العادات مرة أخري ، وخلال زيارتي لمناطق عدة لم أشاهد مثل تلك العادات الجميلة والكرم الفياض في اي رقعة أخري …………….ورمضان كريم ايها الشعب الكريم
سنواصل …..
أنور إبراهيم – أديس ابابا
مارس 2022