جعفر عباس يكتب.. قيس وليلى وشطحات الطفولة
لا أحب قيس بن الملوح، ولا ليلى ولا عبلة (وحبي لعنترة لأسباب عرقية بحتة)، ولكن كلما تقدم العمر تذكرت قول قيس لليلى: صغيرين نرعى البَهْم يا ليت أننا/ إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ! (البهم= البهائم) بيت شعر ينضح بالحنان الجميل لمرحلة الطفولة والصبا الخالية من الرقباء، وفي مرحلة الصبا كنا في بدين نمارس سرقة البطيخ من الجروف والذرة الشامية (عيش الريف) من المزارع، ولكن الغريب في الأمر أنه لا نحن ولا أصحاب البطيخ والذرة الشامية كنا نعتبر ذلك “جريمة”
في ذات مرة، قررت الوفاء بوعد لعيالي باصطحابهم إلى حديقة، وقضاء الوقت في كافتيريا يتناولون خلاله بعد الأطايب، وفي نحو الرابعة عصراً ارتدينا ملابسنا، و… رن جرس الباب.. كان أحد أقاربي، ونظر إليه ولدي بكل حقد واستنكار وقال له: دي مواعيد زيارة؟ ورغم وجاهة السؤال واقتناعي بأن الوقت ليس وقت زيارة، فقد صحت في ولدي: اسكت يا قليل الأدب، ولكن وبدون لف أو دوران شرحت لقريبي ما دفع الولد لعدم الترحيب به، فضحك متفهماً المسألة، وودعنا وخرجنا إلى الحديقة بلا تأخير!! ويقال إنه خلال حكم الكيزان رأى طفل كان في صحبة أبيه في المطار صورة ضخمة لعمر البشير فقال لأبيه بصوت مرتفع: دا مش ال أنت بتقول عليه حمار؟ فصاح الأب بدوره: يا جماعة دا ولد منو؟
ونصيحتي للكبار، خاصة الذين يهوون النميمة، هي أن يمسكوا ألسنتهم أمام الصغار: زارت سيدة إحدى قريباتي ولما همت بالانصراف طلبت منها قريبتي ان تبقى لفترة أطول، فصاحت فيها بنتها: ليه ما تخليها تمشي وانت ب تقولي انها لئيمة وعينها حارة؟ وكانت لبعض أقارب زوجتي جارة دميمة التقاطيع ما أن دخلت عليهم حتى صاح ولدها: حبوبة سحارية جات، فزجرته أمه وطلبت منه ان يعتذر لها فصاح الصبي: معليش يا حبوبة سحارية
كانت ابنتي مروة في طفولتها تعجز عن كتمان اي سر، وذات يوم رن الهاتف المنزلي فصحت في ولدي الكبير: رد على التلفون وإذا كان المتصل فلان الفلاني، قل له إنني غير موجود، ولسوء حظي كانت مروة قريبة من التلفون ورفعت السماعة، وكان المتصل كما توقعت فلان الفلاني ذاك، فقالت له مروة: أبوي مش عايز يكلمك، وعندما التقيت بصاحبي ذاك قلت له إن مروة من قررت حرماني من الرد على مكالمتك
سأل الصبي الرباطابي أمه وهو يتأهب للمشاركة في حفل عيد ميلاد صاحبه: يمة ألبس شنو؟ فقالت: ألبس أي شي من الدولاب، فقال لها شكرا، يعني ما ألبس شي من التلاجة
(اليوم السبت إجازة فهاتوا شطحات العيال المحرجة والطريفة)
جعفر عباس