تحقيقات وتقارير

تاركو للطيران..”أحمد و نور” .. عندما تتجسد الإنسانية


أن ترسم إبتسامه في وجه أحدهم فإن هذا يعد فعل نبيل يحض عليه ديننا الحنيف، وأن تغرس الفرح في الدواخل فإن هذا أمر يتسق مع الوجه الجميل للحياة، أما حينما تسخر شركة إمكانياتها لاسعاد طفل وطفلة فإن في هذا سمو إنساني ينبع من فهم متقدم .

ومهما أوتينا من بلاغة فلن نستطيع تجسيد حدث كنا جزء منه أمسية الأربعاء بمطار الخرطوم لأنه أوضح لنا الكثير من الحقائق التي تصب مجتمعة في قناة واحدة وهي إن تعاطي الإنسانية وتجسيدها رحمة وعطف وحنان بكافة أشكالها تمنح الحياة طعم مختلف يسهم في إحالة الأسود إلى أبيض والقفر اليباب إلى بساط سندسي والألم إلى أمل والتشاؤم إلى تفاؤل.
نور تاركو
وتتمثل القصة في أننا في _مجلة طيران بلدنا _ تلقينا رسالتين الأولى تعرب خلالها والدة حنون وطيبة القلب عن رغبتها في أن يزور إبنها صاحب الثماني أعوام طائرة بمطار الخرطوم ويتجول داخلها، أما الأم الثانية التي تعشق ابنتها الصغيرة التي تبلغ من العمر عامان فقد طلبت منا أن نحقق امنيتها بأن تترك ذكرى طيبة في عيد ميلاد صغيرتها الجميلة بالتجوال داخل طائرة.

ولتحويل أمنية الصغير ورغبة أم الصغيرة أجرينا عدد من الإتصالات الهاتفية مع مسؤولين بشركات طيران فكان أن لازمنا التوفيق بالحديث مع المدير العام لشركة تاركو للطيران “سعد بابكر” الذي كان عند الموعد ولم يتركننا نكمل حديثنا وقال :” ديل أطفال زي أولادي أبسط حاجة انو نسعدهم وتاركو لها الفخر أن تتشرف بزيارتهم لإحدى طائراتها”، ومضى بعيداً في ترحابه حينما أكد أنه لولا ارتباط مسبق لحضر إلى المطار لاستقبالهم، فكان أن وجه بإجراء ترتيبات الزيارة.
احمد تاركو
وبالفعل وجد الأمر إهتمام كبير من الشركة، وأمس الأربعاء وهو موعد عيد ميلاد الطفلة وزيارة الطفل، كنا شهودا وحضورا للحظات رائعة جاءات تحمل بين ثناياها أبهى أنواع الإنسانية وأجمل أوجه إدخال الفرحة في نفوس الأطفال ، وكم كان منظرهما مؤثر وبديع وهما يتنقلان ببراءة في مقاعد الطائرة ويوزعان الابتسامات النابعة من دواخل نقيه وبيضاء، كان الاحتفاء بهما كبيرا من أسرة تاركو بالمطار، واخفت والدة الطفل دموعها حينما جلس صغيرها على قمرة القيادة وهو يرتدي زي الكباتن، كانت مزيجا من دموع الفرح بتحقيقها امنيته والأمل بأن تشرق شمس أحد الأيام وتراه طيار بارع يصطحبها على متن الطائرة التي يقودها إلى الأراضي المقدسة.

اما الطفلة الصغيرة فقد اشاعت أجواء من الفرحة داخل الطائرة وخففت عنا ابتساماتها وضحكتها البريئة كثير من رهق الحياة التي باتت فيها الضحكة النابعة من الدواخل عملة نادرة لم تعد متداوله من فرط البؤس الذي امسك بتلابينا وبات يحيط بنا احاطة السوار بالمعصم، في وطن “كل ما نقول كملنا الليل تطلع ليلة باكر أطول”.

واجادت تاركو مساء أمس وهي ترسم السعادة والأمل في نفسي الصغير والصغيرة ووالدة كل واحد منهما، فعلت ذلك حينما وافق مديرها العام دون تردد، وعندما أحسنت وحدة تموين الطائرات بقيادة المايسترو الرجل الهميم نميري إقامة إفطار رمضاني فخم للضيوف الأربعة، واجادت والشاب المجتهد والمثابر أمين من إدارة الأمن بالشركة قد سخر وقته وجهده لانجاح الزيارة ومن خلفه الكمندان محمود، وادركت النجاح والشاب النشط عبدالرحيم هاشم من قسم التسويق يتولي الإشراف الكامل على البرنامج الذي خرج في ثوب قشيب وقد وثقته عدسة المبدع حسام الدين عبدالهادي، واسهم كذلك عمال النظافة داخل الطائرة والمهندسين وطاقم الضيافة الذي كان يتأهب لإحدى الرحلات في نثر الفرح، جميعهم اسهموا في رسم الإبتسامة في وجه الطفل والطفلة.

ورغم كلمات الشكر التي جرت على لسان والدة الطفل ومفردات الثناء التي عبرت عنها والدة الطفلة، إلا أننا نشكر استاذة نظم المعلومات بجامعة الجزيرة الأستاذة “عبير عربي محمد” وطفلها “أحمد عبدالمطلب خيري” ، وكذلك الشكر للاستاذة “حواء محمد أحمد محمد” والدة الطفلة الجميلة “نور عمرو محمد رمرم” ، نشكرهم على أنهم اهدونا لحظات جميلة ونشكر تاركو الكبيرة دوما بانسانية منسوبيها، ونتمني أن تكون الإنسانية بمختلف أشكالها طابعا لحياتنا لنزيل كدرها ونبدد وجعها.

ونختم برسالة الأستاذة عبير عربي التي أرسلتها لنا عبر تطبيق الواتس اب عقب نهاية البرنامج:” السعادة لو كانت بتتصور كان صورناها، لكن تظل الذكرى والبسمة وهذا الود والترحاب هي أجمل صورة ذهنية التقطناها”.

الخرطوم: طيران بلدنا