الدينار والدرهم ليست عملة إسلامية ولا يوجد ما يسمى عملة إسلامية
الدينار والدرهم ليست عملة إسلامية ولا يوجد ما يسمى عملة إسلامية .. ولكن هناك تعامل إسلامي …
الفرق بين العملة والنقد …
كثيرا ما أثارت استغرابي الرواية السائدة ومفادها أن الإنقاذ إرضاءا للحركة الشعبية لتحرير السودان قد استبدلت ذات يوم الدينار بالجنيه حين رفضت الحركة عملة الدينار باعتبارها ذات مدلول ديني إسلامي.
وظللت أكرر أن الإنقاذ كانت تفتقد المفاوض المسلح بالإحتجاج بالتاريخ ولكن ماعساها تحتج وهي التي أوهمت الناس إبتداءا أن طباعة عملة تسميها الدينار هو جزء من المشروع الحضاري.
الفرق بين العملة والنقد :
العملة هي هذه الصكوك أو السندات الورقية المطبوعة المتداولة اليوم في مختلف دول العالم وهي ببساطة كانت في البداية إيصالات رسمية من الدولة تفيدك ياحامل الإيصال أو السند أن لك في مقابل هذه الوريقة من هذه الفئة وزنا معلوما من معدن الذهب مقداره كذا وكذا محفوظا أمانة لك عندنا في خزانة البنك المركزي.
هذه هي العملة المطبوعة.
أما النقد فهو المعدن الثمين وقد تعارفت البشرية منذ آلاف السنين أنهما معدني الذهب والفضة وبهما كان يتم تبادل السلع والخدمات عبر القرون.
وقد تم صك المعدنين الثمينين الذهب والفضة في شكل قطع صغيرة بأوزان معلومة وثابتة تراوحت بين 3 جرام و4جرام للديناريوس وتصميمات تحمل رموز وصور ورموز الدولة والحاكم من قبل حضارات سابقة للإسلام لضرورات قضاء الحوائج الإنسانية وتبادل المنافع فتم صك عملة الديناريوس Denarius في الدولة الرومانية وكان من الفضة وتم تعريب الإسم إلى دينار.
كان الدينار الفضي أو الذهبي شائعا وبنفس الإسم في العديد من الحضارات والدول قديما وبعض الدول الأوروبية في زماننا هذا فكان الدينار هو إسم عملة يوغسلافيا من سنة 1918م حتى 2006م ، ولم تكن يوغسلافيا عربية ولا إسلامية ، ولكنها استخدمت إسما لعملتها موروث من تراثهم الحضاري الأوروبي ولا تزال وريثتها صربيا تستخدم إسم الدينار لعملتها حتى اليوم.
الدرهم :
وهو كذلك إسم لمصكوكات يونانية من قبل الأديان معلومة الوزن من الذهب أو الفضة ولها تصميمات ونقوش تدل على الحكام والدول عبر العصور وإسمه تعريب للكلمة اليونانية دراخما drachma ولايزال هذا هو إسم عملة اليونان حتى اليوم.
ويخبرنا القرآن الكريم عن وجود الدرهم قبل الإسلام بل قبل المسيحية واليهودية من زمن نبي الله يوسف.
قال الله تعالى :(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)[ يوسف: 20]
وورد كذلك ذكر الدينار ، قال الله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتٰبِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) {آل عمران آية 75}.
دينار المسلمين لا الدينار الإسلامي :
وتقول الرواية الشائعة أن المسلمين ظلوا يتعاملون بالدنانير التي يتم صكها في الدولة البيزنطية إلى زمن أحد خلفاء بني أمية فجعل البيزنطيون فيها كلاما أو نقوشا رأى المسلمون فيها إنتقاصا لدينهم فعزم الخليفة الأموي على أن يصك دينارا محليا فساعده في تلك المهمة معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان ذا معرفة بالكيمياء ، فهم إذن لم يخترعوا جديدا لكنهم صكوه عندهم وجعلوا في نقوشه وكتابته ما لا يتعارض مع العقائد الإسلامية.
وما كان وسيظل إسلاميا هو التعامل في البيع والشراء والإقتراض ، هل هو خال من الربا ؟ هل هو تعامل ممتنع فيه من الإحتكار ؟ هل هو من البيوع المحرمة أم لا ؟ وهذه الأمور نادرا ما يتحدث عنها الفقهاء وخطباء الجمعة.
على أن السؤال الذي يحتاج إجابة : هل يجوز عند الإقراض بالعملة الورقية والتي يفترض أنها كما كانت إبتداءا سندات أو إيصالات مقابل وزن معلوم وثابت من الذهب ولكن صارت الحكومات تقوم بطباعتها رب رب رب دون وجود غطاء مواز من المعادن الثمينة وتكون بذلك متلاشية القيمة بسرعة ومع الزمن ، هل يكون طلب مقدار إضافي منها عند السداد في حكم الربا الحرام ؟ أم هي قيمة تعويضية عن تناقص القوة الشرائية مع الزمن ؟
فمثلا قمت في شهر نوفمبر 2021م بشراء مكيف هواء بسعر 150ألف جنيه ، ونفس المكيف سعره اليوم في مايو 2022م 300ألف جنيه ، فهل تفكر الفقهاء في نازلة التضخم ومايرتبط بها من السندات الورقية المطبوعة وتناقص قوتها الشرائية السريع ؟
العودة للدينار : فلنفكر إذن في العودة للدينار عملة الحضارة الإنسانية ومشتقاته سواء درهم أو قرش أو فلس وأرى أن يعادل الدينار الجديد 1000ج من الجنيه الحالي للتخلص من الأصفار والمليارات الهوائية وأن نسعى لربطه بغطاء من الذهب ، مالذي يمنع ؟!
#كمال_حامد 👓