سعد الدين إبراهيم

بالقانون


[JUSTIFY]
بالقانون

المعلمة التي شكت تلميذتها التي انتقدتها والمدرسة في برنامج المحطة الوسطى وجدت شجباً واستنكاراً ليس في محله.. فالمواطن الذي يلجأ للقانون هو مواطن حضاري يريد أن ينال ما يراه حقوقه بالقانون.. هذا مسلك حضاري جيد ينبغي أن نشجعه.. لكن المشكلة أننا لا نتقبل النقد ونعتبره إشانة سمعة.. كان يمكن أن تكون التجربة مناسبة لتشجيع النقد والنقد الذاتي لكنها أفرغت من مضمونها.. خاصة أنه يجيء في الأخبار أن تلميذة وأمها اعتديتا بالضرب على معلمة.. أعتقد أن السوداني ظل سلبياً تجاه الشرطة والقضاء وهو يجهل حقوقه وواجباته فيهما.. وكثيراً ما يعتز المواطن بأنه ظل في السيف صايد ولم يدخل نقطة شرطه لا شاكياً ولا مشكياً ولا شاهداً.. وكثيراً ما طلبت شهادة البعض في المحكمة بسبب قضايا نشر وتكون شهادته مؤثرة وقد تحرك الاتجاه صوب تبرئتك.. وبكل بساطة يعتذر لك بأنه حالف ما يشهد ولا يستطيع تبرير ذلك فهو «حالف» والحالف عذرو معاه..

عرفت أن الوزير وجه بشطب البلاغ وهذا ليس من حقه.. بجانب أنه سلبها حقها القانوني في الدفاع عن نفسها.. فهي بصورة أو بأخرى تضررت من حديث طالبة يصفها متهمة حتى تثبت براءتها.. ولكن مورس معها ضرباً من القمع فائق الحد.. فإن حصلت القصة الوزير.. فهذا يعني أنها مرت بسلسلة من العذابات مع رؤسائها المباشرين وما أكثرهم من وكيل إلى مدير.. إلى عضو لجنة شعبية.. وربما عضو مؤتمر وطني.. كل هذا لأنها رأت «محقة أو غير محقة» أنها أشينت سمعتها فاتخذت إجراءات كفلها لها القانون وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة.. ولم تفعل أكثر من أنها لجأت لسلطة حاسمة للتوضيح.. فإن رأى القانون أنها بلا قضية يمكن شطبها قبل أن تصل القضاء في طور

«النيابة»

ما أزعجني تقاعس زملاء وزميلات المعلمة عن مساعدتها في إثبات براءتها.. يا حليل زمن كنا في التدريس كان قضية زي دي ما بنمررا ساكت.. أزعجني أكثر أن خلق الإعلام رأياً عاماً.. وحولها إلى قضية رأي كالعادة صدر فيها الحكم قبل القضاء.. وجرى فيها التحري قبل النيابة.. ونفذ فيها الحكم فوراً.

مرات نبدو في سمت من التفريط في الحقوق واعتقد أن ذلك يشجع مختلاً عقلياً.. اسمه «توفيق عكاشة».. يهرج لساعات طوال في قناة الرجل الواحد وقد أسماها الفراعين وتفرعن.. ويشتم الجميع.. يسخر من العمال ويقلد الفلاحين في سخرية وتهكم.. ويدعي أنه قرأ ثلاثة كتب خطيرة لم يتذكر حتى اسم مؤلفيها.. وضمن ما يتقيأه ويقول هذا رأي .. يتحدث عن السودان كله وليس حلايب بأنه محافظة مصرية يجب ضمها تحت أي مسمى.. يتطاول على أمة ويقرر ببساطة أنه لا يوجد سودان.. توجد مصر بشمالها وجنوبها.. هو طبعاً لا يجب الالتفات إليه فقط على نحو هش ذبابة لحوح.. لكن ما يجب الانتباه هنالك غُصة في حلوق المثقفين المصريين الذين يفهمون السياسة والتاريخ.. الجيل المعاصر يوليو وعبدالناصر.. اختيار السودان الاستقلال من الحزب الذي يؤيد الاتحاد مع مصر وذلك كان ضربة قوية ومصر توطد للقومية العربية وتقترح الاتحاد.. وتسعى لتنفيذ تجربة الاتحاد مع سوريا هناك وهي لا تستطيع أن تنفذ تجربة الاتحاد هنا.. لذلك ما أن تحين فرصة لجلد السودان تصبح مناسبة رسمية فيشتط من يشتط.. يشارك فيه الجميع حتى الهارب من مستشفى أمراض عصبية ناطي وهو «تلفيق عباطة» أحد المضحكات!!

علينا حقيقة أن نناقش بصراحة كل المسكوت عنه في علاقاتنا مع مصر عشان هي «تتقشه» ونحن «نتفشه».. نقاشاً جاداً.. تتبعه شهادات واعتذارات وصفحة جديدة.

[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]