الطاهر ساتي

الطاهر ساتي يكتب.. أسبوع المخالفات..!!


إليكم ………………. الطاهر ساتي
:: اليوم، 21 مايو، ختام احتفال شرطة السودان بأسبوع المرور العربي.. وخلال هذا الأسبوع، يتم تخفيض الرسوم ذات الصلة بالمرور إلى (50%)، بما فيها رسوم ترخيص السيارات وكل الخدمات، وكذلك يتم إيقاف تسويات المخالفات (الغرامات)، بحيث يكتفي الشرطي بتوجيه السائقين وإرشادهم.. ولذلك، فيما تحتفل الشرطة بأسبوع المرور العربي، يستمتع البعض بارتكاب المخالفات، والتي منها القيادة بتهور، أو بلا ترخيص أو قيادة عربة غير مرخصة، وغيرها من المخالفات..!!
:: كثيراً ما ننتقد شرطة المرور، وننسى أنفسنا الأمارة بالمخالفة.. شرطي المرور دائماً على خطأ، أو هكذا نخدع أنفسنا ونصدقها.. ولكن لا، فالقضية أكبر من العقاب وغضب السائق واتهام الشرطة.. حركة المارة والسيارة – في الشوارع والطرقات – لم تعد مجرد حركة يخالف فيها المواطن ويضبط الشرطي، بل حركة المرور صارت جزءاً من ثقافة الشعوب.. وإذا أردت أن تعلم رقي قوم أو تخلفهم، فقف في شوارعهم وتأمل كيف تسير فيها المارة والسيارة..!!
:: شرطي المرور، في الدول ذات الشعوب الواعية، لم يعد بحاجة لكي يحذر السائق بعدم إطلاق الصافرة قرب المشافي والمدارس، فهذا أدب يكون السائق قد تعلمه في المدرسة والمجتمع.. ولكن في بلادنا، لا يتحفظ السائق عند دخول مستشفى ومدرسة، أو الوقوف أمامهما، ثم إطلاق صافرته، ليخرج له المعافى أو الطالب..!!
:: وفي الدول ذات الشعوب الناضجة، قد ينسى السائق ربط حزام بنطاله حين يخرج من منزله، ولكن قبل أن يدير مفتاح سيارته تكون يده قد امتدت تلقائياً الى حيث حزام الأمان، لا ينسى هذا الحزام.. ومعيب أن ينبه شرطي المرور السائق بربط الحزام، مجرد التنبيه (عيب)، فدع عنك تسجيل مخالفة ضده.. ولكن في بلادنا، ربط حزام الأمان (عوارة)، وكل رابط لهذا الحزام إما مغترب يقضي إجازته أو أجنبي لم يتوغل في (عاداتنا وتقاليدنا)، أو جبان، كما نصف كل من يعقلها ويتوكل..!!
:: وفي الدول ذات القوانين المقدسة، فإن تجاوز إشارة المرور قد يكلف المتجاوز (راتب شهر)، أو الحرمان من الحرية، أو كلاهما (سجن وغرامة).. ولكن في بلادنا أن يقطع السائق الإشارة أسهل من أن يقطع العريس (رحط) العروس في ليلة عرسهما.. ثم لا غرابة أن ترى عربة نصفها على الأسفلت والنصف الآخر على الرصيف، وتظل هكذا لحين شراء السائق (كيس تمباك) أو (كيس عيش).. والمشاهد مألوفة، وهي جزء من (ثقافتنا)..!!
:: ثم اسأل أحدهم عن المقعد المخصص لطفله، وكيفية تأمينه ضد المخاطر.. قد ينال درجة الامتياز في الردود النظرية، ولكن راقبه في الطريق، فإن لم يكن طفله يتلاعب في (الدركسون)، فإنه حتماً يكون واقفاً بجواره أو جالساً ورأسه بالخارج.. و..و.. هناك الكثير من المشاهد المخالفة لقانون المرور، وهي ذات المشاهد التي تعكس تخلفنا عن ركب الحضارة، والمؤسف أن كل هذه المشاهد تبدو (عادية)..!!

صحيفة اليوم التالي