الطاهر ساتي

الطاهر ساتي يكتب.. ثمن الديمقراطية ..!!


إليكم ……………………. الطاهر ساتي

:: ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية شمال، متحدثاُ عن اجتماع المجلس المركزي لقوى الحرية و التغيير مع المكون العسكري، بالنص : “لم نذهب لإعادة الشراكة، بل لإنهاء الشراكة و بناء علاقة جديدة” .. وكما تعلمون، فالفرق شاسع للغاية بين (إعادة الشراكة) و ( بناء علاقة جديدة)، وهو تقريباً كالفرق بين البيض و ( جنى الجداد) .. فالتلاعب بالمصطلاحات، لتخدير عقل القطيع، يشبه الذين أدمنوا ( السواقة بالخلاء)، ولا يشبه عرمان الذي عركته ساحات السياسة، قبل ساحات الحرب ..!!
:: و في الإرشيف زاوية بتاريخ 27 مارس 2019 ، كتبتها ترحيباً بعودة عرمان و مبارك أردول و آخرين، بعد الثورة مباشرة، بحيث فيها بالنص : ” ياسر ﺑﺨﺒﺮﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺣﻨﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ، ﻣﻜﺴﺐ ﻟﻠﺜﻮﺭة ؛ ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ” .. و لياسر ﺗﻌﺮﻳﻒ موثق ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ والتغيير ، بحيث يرى قوة ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﻤﺘﺪ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻠﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ، ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، هكذا يُغرّف ياسر الثورة وقواها .. !!
:: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، فعند ياسر، فهو ﻳﻀﻢ ﻗﻮﻯ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻋﺮﺽ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، مثل ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، الذين ﺳﺎﻫﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻋﺘﻘﻠﻮﺍ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭلذلك ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﺰﺀاً ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، هكذا تعريف ياسر للتغيير و قواه، ولذلك وصفته – في تلك الزوية – بالتعريف الموضوعي الذي يؤمن بأن ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ شريك في التغيير، و ﻟﻴﺲ عدواً للتغيير، و قلت أن هذا هو الفرق بين ياسر و الذين يظنون بأن المدنية هي معاداة أحد شركاء التغيير (العسكر )..!!
:: ياسر لم يتغير، فالرجل تعلم من قرنق فن التحالف المرحلي مع الأضداد دون التخلي عن المبادئ.. ( نحن نفرق بين دولة التمكين والتيار الإسلامي، وعلى استعداد أن نمد أيدينا بيضاء للإسلاميين الراغبين في إقامة نظام جديد)، هذا الحديث لياسر يوم عودته، وهذا هو الفرق بين ياسر و قصار النظر الذي أقصوا حتى من كانوا معهم في معتقلات النظام المخلوع، ليتحولوا إلى معارضة و ثورة مضادة.. لو أعاد ياسر تصريحاته تلك، لوصفوه بالأرزقي و الكوز و .. وغيرها من الترهات التي ترديدها ليست بحاجة إلى عبقرية ..!!
:: والمهم، استوقفني في تصريحات ياسر بأن مطالب الشعب تتلخص في أن يعود الجيش إلى ثكناته، و ( نريد رئيس وزراء قوي لا يتلقى تعليماته من العسكر)، و ( ليس لنا عداء مع القوات النظامية، ويجب مساعدتها في الخروج من هذا الوضع الحالي، ويجب أن نساعد في بناء جيش قومي مُوحّد).. تصريحات موضوعية ومطالب مشروعة، بيد أنها ناقصة و بحاجة إلى توضيحات، أو كما كان يقول حكيم الأمة الإمام الصادق المهدي، رحمة الله عليه ..!!
:: لعودة الجيش إلى الثكنات ثمن، و بعض القوى ترفض دفع الثمن ..عودة الجيش للثكنات يجب أن تُقترن بالإنتخابات، بحيث يختار الشعب كامل السلطة المدنية، ليتفرغ الجيش لحماية الحدود و الدستور .. وإلى حين الإنتخابات، فان الواقعية تقتضي تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، لفترة محددة، ولمهام محددة، منها إصلاح قوانين و أجهزة الدولة و دستورها، بحيث تقف الدولة على مسافة واحدة من كل الأحزاب طوال الفترة الانتقالية.. للديمقرطية ثمن لن تدفعه الأحزاب التي رضعت من ( ثدي التمكين)..!!

صحيفة اليوم التالي