سياسية

البرهان يعلن رفض “التحالفات الثنائية”.. رسائل استباقية للطرف المقابل

أكد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، رفض المكوِّن العسكري الدخول في تحالفات ثنائية جديدة، وقال الفريق البرهان في اجتماع تنويري مع ضباط القوات المسلحة والدعم السريع: لا مجال لعقد أي تحالف ثنائي مع أي جهة محدَّدة، مشدِّداً على تمسُّك قيادة القوات المسلحة بالحوار الشامل الذي تسهِّله الآلية الثلاثية باعتباره المخرج الوحيد الذي سيعبر بالبلاد خلال الفترة الانتقالية لتحقيق التوافق الوطني وصولاً إلى مرحلة الانتخابات.
واعتبر مراقبون حديث البرهان رداً صريحاً برفض حصر المجلس المركزي للحرية والتغيير المرحلة الأولى للعملية السياسية بسلطة انتقالية مدنية بالكامل بينه وبين المكوّن العسكري وضمَّنها في ما أسماه بمسوّدة خارطة الطريق لإنهاء الانقلاب واستعادة التحوّل المدني الديموقراطي التي أجازها وسلَّمها لمكوّنات الثورة الرافضة للانقلاب ولجان المقاومة، لإبداء الرأي حولها، بالإضافة أو الحذف، بغية تسليمها إلى المكوّن العسكري .
ويقول المراقبون: إن رسالة البرهان لنظرائه في قوى الحرية والتغيير أن الأزمة الحالية المتجذِّرة كشفت أنه كان من الخطأ القبول بحصر الشأن الوطني بين طرفين وبروز وجهة نظره المتشدِّدة بإقصاء القوى الأخرى ورفض التنازل وعدم الاستماع لوجهات النظر المختلفة ما أشعل جذوة الاستقطاب.

دون محاصصة

وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي محمد المعتصم حاكم, لـ(الصيحة): باستحالة العودة للشراكة الثنائية، وهذا واضح من حديث البرهان الذي حسم به عدم العودة للشراكة الثنائية مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي أو أي جهة أخرى وبهذا الحديث أكد البرهان على قيام حوار شامل بمشاركة القوى السياسية والقوات الملسحة وقوى المجتمع المدني كافة، وقطع بعدم الاتفاق الثنائي في هذه المرحلة، وأكد على ضرورة وحدة الصف الوطني لإنجاح الانتقال من مربع الخلافات لمربع التوافق والعمل الجماعي في الحكومة الانتقالية الشاملة التي ستتكوَّن من عناصر وكفاءات مستقلة دون محاصصة لأي جهة كانت وبالتالي حديث البرهان هذا سيجد التأييد والموافقة من جميع الأطراف، وأضاف حاكم بقوله: إن حديث الفريق البرهان يدعم الخط التوافقي الذي ينشده الجميع لإدارة حوار سوداني سوداني من غير تدخل خارجي على أن تكون الآلية الثلاثية موجودة فيه للمراقبة والتوثيق ومتابعة مخرجات هذا الحوار فقط، دون تدخل لصالح طرف على حساب الآخرين، وأكد حاكم أن الوضع الذي يعيشه الشعب السوداني وصل مرحلة لا تحتمل أي تأخير أو صراع في ظل الضائقة المعيشية المعقدة التي يعيشها.
تلاعب بالمفردات
وأشار حاكم إلى مفردة مدنية شاملة واستخدمتها الحرية والتغيير في مسودتها خاصة أنها تحدثت في وقت سابق عن حكومة بعناصر مستقلة، ووزاد قائلاً: على الحرية والتغيير ألا تتلاعب بالمفردات وتنتبه للمخاطر التي تحيط بالبلاد الآن داخلياً وخارجياً، وألا تتم العودة لمربع الإقصاء والصراع، ويجب ألا يستثنى من هذا الحوار إلا من أجرم في حق الوطن والمواطن وقدِّم لمحاكمة بارتكاب جرائم أو أخطاء سياسية فادحة، هذا واجب إبعاده، وأضاف: إن دعوة البرهان للابتعاد عن الثنائية والشللية موافق عليها من جميع القوى السياسية بدليل الآن هناك أكثر من سبعين فصيلاً سياسياً وعسكرياً اجتمعوا ووصلوا لصيغة توافقية مضمَّنة في وثيقة ضمن آراء لمعالجة الأزمة ومهام المرحلة الانتقالية والاستعداد الجيِّد لانتخابات بإشراف الآلية الثلاثية على رأسها بعثة الأمم المتحدة وسلِّمت هذه الرؤية أو الوثيقة قبل شهر من الآن لعضو مجلس السيادة مالك عقار باعتباره مُكلَّف من مجلس السيادة لمتابعة وتجميع الأفكار والآراء التي تدعو للتوافق الوطني.
وفي تعليقه على ما سمَّته الحرية والتغيير بالمرحلة الثانية للتأسيس الدستوري الجديد الذي يشمل أطراف السلام والمكوّن العسكري والحرية والتغيير، قال حاكم: هذه رؤية المجلس المركزي لكن الرأي السائد الآن العمل الجماعي لتحسس الطريق للخروج من الأزمة التي تواجه السودان دون إقصاء لأحد.

الصيحة