تحقيقات وتقارير

(لقاءات قحت والمكون العسكري) .. إنتاج تسوية يقبلها الشارع .. أم مناورة وارباك للمشهد ..؟

تجدد اللقاءات بين قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري بوساطة أمريكية سعودية للمرة الثانية في أقل من أسبوعين، أحدثت حراكا سياسياً وأنهت حالة السكون التى كانت تخيم علي المشهد السياسي السوداني.. كما طرحت أسئلة حائرة كثيرة تبحث عن إجابة في مقدمتها هل اقتربت التسوية السياسية السودانية وهل ستعجل هذه اللقاءات بأحداث اختراق في الأزمة السودانية وإنتاج إتفاق يقبله الشارع الثوري .. أم هذه اللقاءات استمرار للمناورة ومحاولة لإرباك المشهد السياسي السوداني .. ؟

وتباينت آراء القوي السياسية والمحللون السياسيون بشأن اللقاءات المستمرة بين قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري، واكدت بعض القوي السياسية السودانية ان اللقاءات لا تحمل تسوية، ولا مناورة أو ارباك للمشهد السياسي، بل هناك رؤية واضحة في القبول بجهود الوساطة من اللقاء، بجانب ان
اللقاء الثاني يهدف لتسليم رؤية قوي الحرية والتغيير لخطوات إنهاء الانقلاب، بينما تري بعض القوي السياسية أن اللقاءات بين قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري، محاولة لإنتاج إتفاق جديد يقبله الشارع الثوري، فالطرفين ليس بينهما خلافا في إعادة الشراكة ولكن يتخوفان من ردة فعل الشارع ، وبالتالي تتواصل اللقاءات بينهما بواسطة أمريكية وسعودية لإنتاج إتفاق يقبل به الشارع.

متابعة للقاء الاول
وكان المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير قد كشف، عن تلقي التحالف دعوة من السفارتين الأمريكية والسعودية لاجتماع مع المكون العسكري.

وأضافت قوى الحرية والتغيير في تصريح صحفي الأحد ، أنه وفي إطار منهج الشفافية وتمليك الحقائق، تلقّى المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير دعوة لاجتماع دعت له الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية عبر سفارتيهما بالخرطوم يطلبان فيها تنويراً من الطرفين ومتابعة للقاء الذي انعقد بتاريخ ١٠ يونيو الجاري.

وذكر أن المكتب التنفيذي وجّه، طه عثمان بحضور هذا الاجتماع نيابة عن قوى الحرية والتغيير.
وأكد أن قوى الحرية والتغيير قد أعدّت بالفعل رؤيتها حول متطلبات إنهاء الوضع الحالي وقيام سلطة مدنية ديمقراطية وأنها ستسلم هذه الرؤية في وقت وجيز بعد إكمال المشاورات مع كل قوى الثورة والمقاومة.

ونوه إلى ان قوى الحرية والتغيير ترى أن إجراءات تهيئة المناخ الديمقراطي لم تنفذ في كثير من جوانبها، لا سيّما إطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف العنف ضد الحركة الجماهيرية وحرية النشاط السلمي وحق التعبير وحماية المدنيين ووقف إجراءات عودة منسوبي النظام البائد وإرجاع ممتلكات وأموال الشعب المستردة.

وقال إن الإجراءات التي يمكن أن تهيئ المناخ لعملية سلمية بتحديد دقيق لأطرافها وطبيعتها لا تزال بلا إجابات.

لاتسوية أو مناورة او اربك
وأكد أحمد حضرة القيادي بالتجمع الاتحادي، أن تجدد اللقاءات بين الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري بوساطة أمريكية سعودية لا يعني التسوية او استمرار المناورة أو إرباك المشهد السياسي.
ومضى حضرة الي القول بأنه : ( لا تسوية، ولا مناورة ولا ارباك).

واضاف : هناك رؤية واضحة في القبول بجهود الوساطة من اللقاء، واعلنا عن ذلك بشفافية كبيرة في تمليك الحقائق للشعب السوداني، لا تفويض لانقاش أو حوار أو تفاوض.
تسليم رؤية لإنهاء الانقلاب

وأكد حضرة أن اللقاء الثاني بين قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري، بوساطة أمريكية. وسعودية ، هو ليست لقاء ثنائي للتفاوض ، وانما اللقاء لتسليم رؤيتنا في قوي الحرية والتغيير لخطوات إنهاء الانقلاب.

تكتيك لامتصاص غضب الشارع
لكن الحزب الشيوعي يؤكد علي لسان الاستاذ كمال كرار عضو اللجنة المركزية للحزب، أن تواصل الاجتماعات واللقاءات بين قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري، هدفها ليست تقنين الشراكة لان الطرفين راغبين فيها ( اي الشراكة) ، ولا تباين في المواقف يذكر .

واضاف كمال كرار : لكنني أري ان هذه الاجتماعات المحفوفة بالسرية هدفها الوصول لتكتيك يمتص غضب الشارع ، ويضعف من المقاومة الباسلة المتصاعدة كل يوم .. وهذا ما نستشفه من البيانات شبه اليومية لاعضاء المجلس المركزي حول انهاء الانقلاب دون التطرق لاسقاطه وهزيمته ومحاكمة قادته .

تسوية علي نار هادئة
ومضى كمال كرار الي القول بأن: هذه التسوية التي توضع علي نار هادئة مرغوبة من اميركا ودول الخليج ومصر والسعودية باعتبار التجربة الماضية حيث نفذت حكومة قحت كل مطلوبات التبعية والارتهان للخارج.

إلحاق الرافضين للحوار
وفي السباق يري دكتور أسامة توفيق القيادي بحزب الإصلاح الآن، أن تأجيل الحوار هو لضم بعض القوى المعارضة للحوار .

ومضى الي القول: أعتقد ان مهمة الالية الثلاثية هو ايجاد مخرج من المأزق التاريخي الذي وضعت فيه نفسها (قحت) المجلس المركزي بتبنيه للشعار الصفري (لا تفاوض لا شراكة لا شرعية)، واضاف: ان تبني هذه الشعارات يدل على قصر نظر وضيق أفق سياسي وأنهم فعلاً نشطاء لا علاقة لهم بالسياسة.

مقاومة الشراكة الثنائية
واكد دكتور أسامة توفيق، انه
إذا كان التأجيل للحوار المباشر هو لشراكة ثنائية بين المكون العسكري و(قحت المجلس المركزي) فهذا يوضح ان المكونين لم يستفيدوا مما حدث خلال العامين الماضيين وستقاوم كل القوى الوطنية هذا الاتفاق بكل الوسائل السلمية ، مؤكدا أنه لا حل الا بوفاق وطني شامل يحقق تكوين حكومة تكنوقراط مستقلة تكون من اوجب مهامها وضع جدول لانتخابات حرة نزيهة حتى يخرج السودان من هذا الوضع المأساوي.

انتظار نتائج لقاء قحت والعسكر
وفي السياق ذاته يري السفير الرشيد ابوشامة المحلل السياسي، أن الآلية الثلاثية، تعمل علي انتظار نتائج اللقاءات بين قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري بوساطة أمريكية وسعودية.

واضاف السفير الرشيد ابوشامة: إذا كانت نتايج الحوار بين قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكون العسكري إيجابية فان هذا سبجعل الآلية الثلاثية في وضع غير قادرة على تسهيل عملية الحوار المباشر، وتنتهي مهمتها ويتشكل مشهد جديد.

تقرير :ST