رأي ومقالات

مغترب سوداني في السعودية ينال علقة ساخنة ويجبر على تطليق زوجته.. تعرف على تفاصيل الحكاية


الديوث ..
قصة واقعية من مآسي الغربة ..
مني كانت حلم الشباب ، القوام الفارع ، واللون المشرب والوجه المستدير والشعر المتهدل والعيون الواسعة ، والضحكة البريئة والصوت العذب ، كل ذلك الحسن اجتمع لمني .. والكل كان يتمني مني ولكن مني ما بدوها لي واحدا زيي مسكين ، الا واحدا نخلو مزروع في البساتين .. وجاء إليها المغترب وطار أهلها من الفرح طمعا في المال ، وتم الزواج وسافرت البنية مع زوجها لي السعودية ، ورزقت البنية ببنية وهنا تبدو قضية ، لم يكد يمضي عاما واحدا حتي بدأت المشاكل تتري وكل صباح جديد يعني لها المزيد من القهر والنكد والألم ، وتوقف الرجل عن العمل ولم تعد في جيبه فرطاقة واحدة وعدم التعريفة ، ومضت الشهور وصاحبنا قاعد عاطل ، وأخذت الزوجة تبيع من دهيباتا دهبة دهبة حتي لم يعد لديها شيئا .
وعدمت حتي حليب الأطفال وكتر بكاء الطفلة وأصابها المرض والهزال ،ولم يعد بالإمكان السكوت علي هذا الحال .
فتحدثت إلي الزوج وضرورة الحصول علي العمل والمال ، فقط من أجل هذه الطفلة .
فأجابها : ماعندي ..
قالت له : والحل ؟
قال لها بكل برود وانهزام : اتصرفي ..
قالت ليهو : اتصرف كيف ، يعني اعمل شنو ؟
قال ليها : اعملي زي النسوان ما بعملن ..
صمتت .. دخلت وقفلت عليها الغرفة وقعدت تبكي .. إشتد صوت بكاء الطفلة بالخارج ، مسحت دموعها وحملت طفلتها وأخذت تسترجع باقي الحوار ، اتصرفي ، اتصرف كيف؟ اعملي زي النسوان ما بعملن ..
مضت أيام واسابيع وهي تقاوم الفكرة ، حتي استسلمت ذات يوم لغريزة الامومة والمرض والعوز والجوع وفتحت الباب وخرجت الي الشارع ولم تقف طويلا حتي وقفت لها سيارة كان بداخلها سودانيا آخر صائع ، واتجه بها مباشرة الي شقة فاضية لأحد أقاربه بالإجازة .. وضعدت معه القدم بالفدم ، وأشار اليها الي غرفة النوم ولم تتردد ، واتجه هو الي المطبخ ليأتي بشراب ..
وعندما عاد اليها وحدها قد خلعت ثوبها وقاعدة بفستانها في منتصف السرير وهي تبكي ..
فقال لها : لماذا تبكي ، أنا ما جبتك تنكدي علي وما جبرتك .. انتي ما عارفة جاية معاي هنا لي شنو ؟
تذكرت البنت قالت ليهو : معليش تاني ما ببكي ، اعمل الداير تعملو ..
قال ليها : خلاص انا ما عندي نفس ، واقسم عليها الا وان تخبره بسبب بكاءها ..
فقصت عليه قصتها من اولها الي آخرها .. وأضافت والله دي أول مرة في حياتي يخلو معي رحل ليس من محارمي .. شعر بالغصب عادت اليه النخوة والرجولة وشهامة السودانيين ..
قال ليها اقسم بالله العظيم من الساعة دي انتي زي اختي واقسم بالله العظيم انا تاني من الساعة دي تبت لوجه الله ، لا إنتي ولا غيرك ، انا كنت ضايع وانتي رجعتي وكنت غافل وإنتي صحيتيني ، وقام بالإتصال بعدد من اصحابه ، واخبرهم بهذه المأساة الأليمة ، فتفاعلوا كلهم معه وأتوه مهرولين ، وسألوها في امكانية الطلاق من هذا الرجل العاطل الديوث فوافقت ، أخذوها معهم الي البيت وهرأوا الرجل وحملوه علي الطلاق واصطحبوه الي السفارة وتم الطلاق ، وبعد ذلك ادوهو علقة ساخنة ، وجمعوا شيئا من المال مقدرا واشتروا لها كل احتياجاتها واعطوها ما يعينها علي تربية طفلتها هناك ، وقاموا لها بكل اجراءات السفر والعودة للسودان ووصلت الي بلدها عزيزة مكرمة ، لتفتدي نفسها وشرفها . بفضل لطف الله بها وهؤلاء الرجال الذين وقفوا معها وآزروها ونصروها وأنقدوها من براثن ذلك التافه الديوث .
بقلم
أحمد بطران
احمد بطران